قال البروفسور فريدريك : بعد الدولة الكردية الكبرى , والدولة الشيعية العربية ., هناك دولة سورية الكبرى ..
ولمعت عيني بالفرحة , وأنا أسمع بدولة سورية الكبرى بعدما سمعت بتقسيم المملكة العربية السعودية فشعرت بشيء من رد الاعتبار وقلت في نفسي : ان الله يمهل ولا يهمل , وأن الآوان لدول الشر والتخلف ان تتذوق من السم الذي بثته في البلاد العربية .
سألته : كيف ستكون حدود سوريا الكبرى .ّ!؟
قال : قبل أن أقول لك كيف ستكون حدود دولة سورية الكبرى , دعني أقول لك أولاً أنه سيتم تقسيم العراق الى ثلاث أقسام , وعلى اساس طائفي بحت. بحيث يكون القسم الكردي في الشمال , والقسم الشيعي في الجنوب , والقسم السني في الوسط . القسم السني سيصبح دولة بلا مقومات لانه سيقع مابين مطرقة الدولة الكردية الكبرى في الشمال , وسندان الدولة الشيعية العربية إلى جنوبه ., ولهذا سيضطر مرغماً للانضمام الى سوريا مقابل إجبار سورية للتخلي عن جزء صغير منها لضمه الى لبنان لتشكيل دولة لبنان الكبير على البحر الابيض المتوسط من أجل إحياء دولة فينيقيا .
قلت ساخراً : تأكد ليس هناك قوة على الارض تستطيع إجبار سورية على التخلي عن آي جزء من سوريا ..
قال : أفهمك ياصديقي .. وأتفهم شعورك وشعور كل مواطن يجد وطنه مهدد بالتقسيم ولكن .. أنا أتكلم عن مخطط رأيته بعيني , وهناك من يسعى لتنفيذه بالقوة ومهما كلف الامر .. سألته بفضول : ومن سيكون الخاسر الاكبر في هذا المخطط الدموي ..!؟
قال : اسمع ياصديقي .. وصلنا رودس الان .. ولكن قبل أن نذهب للنوم سأقول لك الخاسر الأكبر هم العرب وتحديداً المملكة العربية السعودية وتركيا وباكستان ., وغداً سنكمل بقية الجمهوريات ..
جزيرة رودوس ـ فندق لويس كولوسيوس بيتش . فاليراكي .
كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة صباحاً حين وصلت فندق لويس كولوسيوس بيتش في فاليراكي ... استقبلتني عاملة الاستعلامات ضاحكة كعادتها :
ـ يبدو أن سهرتك كانت طويلة ومتعبة .؟
وقبل أن أجيب قالت : تبدو متعباً أيضاً سيدي .. فابتسمت لها مؤكداً بأنني بخير , وفي أحسن حال .. فوضعت يدها دلالة على تحدي الكباش .. ووضعت يدي بيدها متحدياً .. فدنت مني قائلة : لو سمحت لي أن أفوز سأخبرك بخبر هام ..
ووسط ذهولي وحيرتي رمت بيدي على الطاولة بينما صديقتها التقطت صورة لفوزها وفرحها ., ثم همست لي بحزن : طائرتين تركيتين اخترقتا الأجواء اليونانية اليوم من دون أي مقاومة ..
وبغضب أكملت حديثها : ولم تسقط اليونان اي طائرة منهم كما فعلت سوريا منذ فترة قصيرة ...
أخذت مفتاح غرفتي ., وأوصيت فنجان قهوة , وصعدت المصعد للطابق السابع ..
وقفت على شرفة البلكون أتامل البحر الممتدد الى لانهاية في محاولة للوصول الى الساحل السوري .. وجلست أفكر .. ـ ماهذا الذي يحدث ..!؟ ـ وكيف تم التخطيط لكل هذا ونحن لانعلم شيئاً ..؟ ـ وماأهمية كل هذا وسط بحر من الدم تغرق فيه انسانية الانسان .؟
ـ وماهو مصيرنا نحن !؟ شعرت بتعب نفسي , وحزن وألم يكاد يخنقني ., فخلعت ملابسي ونزلت البحر مع اشراقة الشمس , وغمرت نفسي تحت الماء أسبح وأسبح وأسبح حتى كدت أختنق , فخرجت من الماء واستلقيت على الرمال أملأ رئتي هواء نظيفاً .. وغفوت لدقائق ثم عدت الى غرفتي , ونمت دون أن أتمكن من إجابة واحدة .
جزيرة رودوس ـ فندق بالاديوم ـ فاليراكي .
استيقظت لاجد رسالة وضعت تحت الباب من اليزابيت تطلب أن نلتقي في فندق بالاديوم القريب جداً , ووضعت لي سهماً يشير لي الطريق سيراً على الاقدام .. الساعة الثانية ظهراً وصلت الفندق وألتقيت باليزابيت في صالون الاستقبال فتوجهنا مباشرة الى المطعم المطل على البحر قائلة : ـ أعرف شغفك جيداً في مثل هذه الاماكن ., فهي تذكرك في الساحل السوري ..
فقلت لها :
ـ صدقت .. الساحل اليوناني يشبه الى حد ما الساحل السوري , وتحديداً ساحل فاليراكي يكاد يكون تؤام ساحل راس البسيط .. وصل البروفسور فريدريك ومعه امراة وثلاثة رجال , وبعد التعارف تناولنا الطعام مع مشروب أوزو اليوناني الذي يشبه الى حد ما مشروب العرق السوري ولكن ليس بجودته , ولا بمذاقه أبداً .. أشارت لي اليزابيت بحركة أن أعطيها الساعة والموبايل.. اغلقت الموبايل وأعطتهم للمرأة التي غادرت المكان مباشرة..
ثم تابعت اليزابيت كلامها :
ستخرج بعد قليل مع فريدريك لتمارسوا رياضة المشي في الجبل المقابل للفندق ليكمل لك بقية الحديث .. سألتها : وأنت هل ستمارسين رياضة المشي معنا ..؟ قالت : لا ياصديقي .. أنا مشغولة الان ., وأعدك بأني سأكون معك مثل ظلك بعد سفر فريدريك ..
سألتها : ومتى سيسافر ..!؟
قالت : عندما ينتهي .. أقصد عندما يفرغ لك مافي جعبته ..
ودعتها , وذهبت للفندق لابدل ثيابي .
جزيرة رودوس ـ الحديقة المائية ـ فاليراكي .
خرجنا من الفندق انا والبروفسور , وانطلقنا باتجاه الجبل المطل على الحديقة المائية .. فكان المشهد رائعاً جداً من قمة الجبل وسط غابة من اشجار التين الذي مازال أخضراً , والاطلالة على حديقة للالعاب المائية المطلة مباشرة على البحر ..
سألته : وماذا بعد الجمهورية الكردية والشيعية العربية وتقسيم العراق والسعودية وسوريا ولبنان الكبير ..!
نظر إلي وهو يلتقط أنفاسه :
ـ يبدو وكأنك لاتصدقني ..؟
قلت : أصدقك , ولكن بصراحة أتمنى أن لاأصدق الكلام الذي تقوله لي ..!!
قال وهو يهز براسه : أفهمك ياصديقي .., وأفهم بأن ماتسمعه مؤلم جداً , وأعرف بأن المعلومات التي قلتها لك لايتمنى سماعها أبناء الشرق لأنها تمسهم وتمس وجودهم وكرامتهم , ولكن المعلومات القادمة هي الأسوأ ..
في الحلقة القادمة :
ـ هل هناك أسوأ مما نراه اليوم .؟ ـ ماهي المعلومات التي قال عنها البروفسور فريدريك بانها أسوأ بكثير مما ورد حتى الان ..؟
وللحديث تتمة
تنويه : في حضن الشيطان ./ بحث وتحقيق وأحداث حقيقية تم كتابتها في صيف 2013 ـ
ــــــــــ . يعقوب مراد . ـــــــــــــ
خاص لسيريا ديلي نيوز
2014-06-19 09:25:28
التعليقات
سميرة
يعقوب مراد
يعقوب مراد
Aziz
Aziz
عزيز ع
حياة احمد سالك
خالد
ياسر شيخاني
غسان