فتحت تصريحات النائب الاقتصادي السابق عبد اللـه الدردري باسم الاسكوا حول كلفة إعادة الإعمار قريحة وزراء اقتصاد سابقين عبر منصتهم الرقمية «فيسبوك».. إذ رأت عاصي أن ما يعنينا اليوم ليس الأرقام وإنما المنهجية التي ستتبع للإعمار وطرق التمويل سواء أكانت من مصادر محلية أم متنوعة، وعرضت عاصي تساؤلاتها في «بوست» نشرته يوم أمس في صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، جاء فيه ما يلي:

 

«خلال منتدى رجال الأعمال السوريين في بيروت، يتحدث الدردري باسم الاسكوا، أن المبالغ اللازمة للإعمار تتراوح بين 165 و200 مليار دولار، ويتحدث عن خيارات التمويل، وأولويات الإنفاق والاستثمار. بغض النظر فيما إذا كنا نتفق مع الدردري بالنسبة للأرقام اللازمة أو المنهجية المتبعة في إعادة الإعمار، أعتقد أن عدداً من الأسئلة الجوهرية تطرح نفسها في هذا السياق، وهي كما يلي:

1- ترتيب الأولويات في عملية إعادة الإعمار، فهل ستكون الأولوية للأبنية السكنية أم للمنشآت الإنتاجية والمرافق الاقتصادية؟ إن ترتيب المناطق ونوعية المنشآت العامة والخاصة، السكنية والإنتاجية والخدمية سيلقي عبئا كبيراً على متخذي القرار لإحداث التوازن المطلوب بين الضروريات والإمكانات.

2- السرعة التي ستتم بها عملية إعادة الإعمار.. إلى أي درجة يمكن للاقتصاد السوري بإمكانياته الحالية تلبية احتياجات إعادة الإعمار؟ هل ستتمكن مصانع الحديد والاسمنت وباقي المواد من تأمين احتياجات السوق؟ هل سيتم اللجوء إلى استيراد ما تعجز عن تأمينه السوق الداخلية؟ وموضوع العمالة سيكون أيضاً إحدى النقاط الهامة.

3- تأثير العلاقة المترابطة بين إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، من خلال ما تؤمنه من فرص العمل وحركة في السوق، وشعور بالثقة بالاقتصاد السوري وبدء دوران عجلة الاقتصاد ومرحلة الانتعاش والتعافي.

4- السؤال الأخير، ولعله الأكثر أهمية هو موضوع التمويل، والنقطة الهامة في هذا الموضوع هي تنويع مصادر التمويل ومراعاة ألا تثقل الميزانية العامة بقروض خارجية تفوق قدرة الموازنة العامة للدولة على السداد، وفي هذا الإطار لابد من التركيز على نقاط كما يلي:

 

■ تعبئة مدخرات السوريين في أقنية استثمارية خاصة لاستخدامها في عملية إعادة الإعمار، آخذين بالحسبان صغار المدخرين من السوريين في الداخل والخارج، وهذا سيؤدي إلى أكبر مشاركة ممكنة للسوريين في إعادة الإعمار.. وهذا ممكن من خلال تأسيس شركات مساهمة، هدفها الرئيسي إعادة الإعمار.

■ العمل على تطوير شراكات إستراتيجية مع دول البريكس وغيرها من الدول باستثناء الدول المنخرطة بالعدوان على سورية، وصياغة اتفاقيات التمويل الاستثماري مع مؤسسات مالية ضخمة آسيوية، على سبيل المثال بنك التنمية الصيني وغيره من المؤسسات التي طورت حزماً تمويلية في العديد من الدول، هذا النوع من التمويل، لا يعتبر قروضاً بل مشاركة استثمارية في المشاريع الممولة ضمن شروط تفصيلية يتم الاتفاق عليها.

■ التحدي الهام هو إعادة هيكلة الإيرادات العامة للدولة، لضمان استمرار قدرة الدولة على تمويل الاحتياجات والخدمات الأساسية والضرورية».

 

بدوره وزير الاقتصاد الأسبق الدكتور نضال الشعار رد على الدردري ببوست نشره يوم أمس في صفحته الخاصة على فيسبوك جاء فيه:

«ما هو الاقتصاد الصبياني؟ اختصاراً هو عندما تفقد لعبتك تتوقع من أهلك تعويضك ذات اللعبة تماما لكي تعود سعادتك إليك.. أما الاقتصاد الحقيقي فهو عندما تخسر شيئاً ما تقوم بدايةً بتعويضه بشيء أقل بكثير منه معتمداً على قدرتك في تنمية هذا الشيء الصغير ليصبح مماثلاً أو أكبر مما كنت قد خسرت.. أما اقتصاديو لبنان (سورية سابقاً) وممثلو الأمم المتحدة الخائبة في كل شيء وآخر اهتماماتها هو الاقتصاد فلهم رأي آخر، ١٥٥-٢٠٠ مليار دولار لتعود سورية إلى ما كانت علية (طبعاً متأخرة ٤ سنوات).. إن كان ذلك صحيحاً، فأنا أول من سيفقد الأمل في عودة إعمار سورية.. سورية تحتاج إلى جزء بسيط من ذلك + همة السوريين.. فهم من شكل هذه الثروة التي خسرناها على الرغم من كل النهب والإجحاف، وهم قادرون على إعادة بنائها مرة أخرى.. البلد وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل هكذا تفكير مسطح رقمي بحت.. وسياسات قبيحة مزرية لا يمكن أن ننساها.. لماذا هذا الإصرار على تحطيم كل أمل في عودة سورية أجمل وأقوى؟ لماذا؟».

 

وفي جانب التعليقات على ما نشرته عاصي يوم أمس، كتب رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس الشهابي: «إعادة الإعمار الحقيقية تبدأ عندما تقتنع الحكومات أن لا جدوى من محاربة قطاع الأعمال الوطني وأنها يجب أن تؤمن بوجود شراكة حقيقية مع المواطن سواء كان مستثمراً أو عاملاً أو مزارعاً أو مستهلكاً لمنتجات بلاده ذات القيمة المضافة والتنافسية العالية... والمنطق يقول إن قطاع الإعمار والتشييد هو الأسرع والأكثر امتصاصاً للعمالة الكثيفة ذات الكفاءات العلمية المتدنية ولكن هذا يجب أن يتم بشكل متكامل وتحفيزي لباقي القطاعات المنتجة وليس بمنأى عنها وهنا يكمن سر النجاح في بناء معرفة تراكمية بسرعة كبيرة تعوض عن الجهد المفقود وقت الحرب».

Syriadailynews - Alwatan


التعليقات