تجاوزت حصيلة عمليات السطو والسرقة والتزوير التي تعرضت لها المصارف الخاصة خلال الأزمة 2.42 مليار ليرة سورية، وذلك حتى تاريخ كتابة هذه السطور، علماً بوجود أرقام لا تزال مجهولة بسبب الأوضاع.

إذ بلغ عدد حالات السرقة والسطو والتزوير  بحسب صحيفة الوطن السورية 13 حالة، نصفها تقريباً في الأشهر الماضية من العام الجاري، على حين سجلت 3 حالات في العام 2013، و3 أيضاً في 2012 وحالة وحيدة في 2011.

وتأتي هذه التقديرات نتيجةً لجردة حساب قامت بها «الوطن» لجميع الافصاحات الطارئة المتعلقة بقضايا السطو والنهب والتزوير، العائدة للمصارف الخاصة، والمنشورة على الموقع الالكتروني لسوق دمشق للأوراق المالية منذ العام 2011 وحتى الآن، وتحويل المبالغ من العملات الأجنبية إلى الليرة السورية وفق أسعار الصرف الرسمية الصادرة عن مصرف سورية المركزي.

مع الإشارة إلى أن عدد الحالات في 2014 غير مسبوقة في ظل الظروف العادية، إذ تعتبر سورية من أفضل الدول في العالم على أساس مؤشر أثر الإرهاب على مؤسسات الأعمال، وغيرها من المؤشرات العالمية التي تعكس واقع الأمان في ممارسة الأعمال والمشاريع، ومثال على ذلك بعض المؤشرات الفرعية المتضمنة في مؤشر التنافسية العالمي (GCI).
2014.. أرقام في العمق

تقدر حصيلة عمليات السطو والسرقة والتزوير خلال العام الجاري بحدود 678 مليون ليرة سورية تقريباً، بعد تحويل قيم العملات الأجنبية المسروقة إلى الليرة السورية وفقاً لأسعار الصرف الرسمية الواردة في آخر نشرات مصرف سورية المركزي، إذ تم تسجيل 6 حالات، منها حالة تزوير واحدة، وخمس عمليات سطو ونهب، 4 منها تم اكتشافها في مدينة حمص بعد تأمينها وبدأ المؤسسات الاقتصادية بتفقد موجوداتها في المناطق التي كانت ساخنة فيها، وواحدة في مدينة دير الزور.

وكانت آخر عمليات النهب المكتشفة في نهاية الأسبوع الماضي، إذ أعلن المصرف الدولي للتجارة والتمويل في إفصاح طارئ نشره سوق دمشق للأوراق المالية بأن فرع البنك في مدينة حمص قد تعرض لسرقة الخزينة التي تحوي أكثر من 40.11 مليون ليرة سورية و77282 دولاراً أميركياً و55810 يوروهات و114500 ريال سعودي، إضافة إلى تخريب ونهب موجودات الفرع الثابتة التي تبلغ قيمتها في الدفاتر أكثر من 2.45 مليون ليرة سورية.

وفي بداية الشهر الجاري كان بنك سورية والمهجر قد أعلن في إفصاح طارئ عن اكتشافه لسرقة وتلف في فرعه الموجود بحمص خلال تفقده، إذ كشف الإفصاح بأن المبالغ المسروقة قد تجاوزت 51.86 مليون ليرة من الخزينة الرئيسية و63.4 مليون ليرة من صندوق الطوابع، إضافة إلى تلف في الموجودات الثابتة بلغت قيمتها في الدفاتر قرب 729.8 ألف ليرة سورية.

وفي أواخر الشهر الماضي (أيار) أعلن بنك بيبلوس بدوره عن سرقة أكثر من 216.6 مليون ليرة سورية من صناديق فرعه في مدينة حمص و2.5 مليون ليرة من الصراف، إضافة إلى سرقة ما يزيد على 874.9 ألف دولار أميركي و22 ألف يورو، كما كشف الإفصاح الطارئ بأنه خلال التمكن من الوصول إلى الفرع تكشف بأن الموجودات الثابتة تالفة أو مسروقة وتقدر قيمها في الدفاتر بأكثر من 4.24 ملايين ليرة.

وبعده بيوم واحد نشرت سوق دمشق للأوراق المالية إفصاحاً طارئاً للبنك العربي، ذكر بأن فرعه في مدينة حمص قد تعرض لسرقة أكثر من 36.22 مليون ليرة سورية من أصل المبالغ الموجودة في الخزينة الرئيسية.

وبالعودة إلى شباط من العام الجاري نجد أن العملية الوحيدة كانت تعرض فرع بنك سورية والخليج في مدينة دير الزور لعملية سطو وسرقة مبالغ نقدية، منها ما يزيد على 40.4 مليون ليرة سورية، إضافة إلى 203.48 آلاف دولار أميركي و22.83 يورو و86 ألف ريال سعودي.

علماً بأن جميع تلك المصارف قد أعلنت على قيامها باستدراك المخصصات اللازمة مقابل المسروقات واتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص، من أجل تغطيتها بنسبة 100% عبر المؤونات الخاصة كي يتم شطبها، فلا تؤثر في سيولة المصرف ورأسماله.

ولا ننسى التزوير؛ إذ تعرض بنك سورية الدولي الإسلامي في منتصف كانون الثاني لعملية تزوير، إذ كشف الإفصاح الطارئ للبنك تعرض أحد عملائه لسحب مبلغ بقيمة 600 ألف دولار أميركي، ولدى التدقيق تبين أن هذه العملية تمت بموجب وثائق مزورة، على الرغم من أنها تمت وفق إجراءات البنك، ومطابقة في بياناتها لبيانات ومعلومات العميل المثبتة لدى البنك.

وبهذا تكون المبالغ الإجمالية لعمليات السطو والنهب والتزوير الحاصلة والمكتشفة حتى تاريخه خلال 2014 قد تجاوزت 387.78 مليون ليرة سورية وأكثر من 1.15 مليون دولار أميركي وبالتحديد 100710 يوروهات و200500 ريال سعودي، وهو يقارب 678 مليون ليرة سورية.
2013.. ذكريات مصرفية سيئة

اقتصر العام الماضي (2013) على تسجيل ثلاث حالات سطو وسرقة لمصرفين خاصين، إلا أن الأرقام كانت الأكثر وجعاً، أذ تعرض المصرف الدولي للتجارة والتمويل لعملية سرقة تجاوزت حصيلتها المليار ونصف المليار ليرة سورية، ضربة واحدة.

 

لإفصاح الطارئ للبنك والمنشور في موقع البورصة في منتصف كانون الثاني 2013 يبيّن أن الخزينة الرئيسية للبنك قد تعرضت لعملية سرقة من مدير الخزنة وأشخاص آخرين من خارج البنك لمبلغ  3.4 ملايين دولار أميركي و4.75 ملايين يورو و33 مليون ليرة سورية، وذلك وفقاً لنتائج الجرد بتاريخ 20/1/2013، مع تأكيد البنك تخصيص المؤونات وبأن المبالغ لن تؤثر هي سيولة المصرف ورأسماله.

 

وفي آذار تعرض بنك بيمو السعودي الفرنسي لعمليتي سرقة أثناء نقل الأموال إلى مصرف سورية المركزي، الأولى تمت في الخامس من الشهر المذكور ولمبلغ 4.5 ملايين ليرة سورية، والثانية في نهاية الشهر ولمبلغ 25 مليون ليرة سورية.

 
2012.. سطو مسلح

 

وتكشف الإفصاحات الطارئة عن 3 حالات سرقة في العام 2012، إذ تمت الحالة الأولى في منتصف شباط، عندما تعرض فرع بنك سورية والمهجر في مدينة محردة لعملية سطو مسلح وسرقة لمابلغ تجاوزت 63.5 مليون ليرة سورية و50 ألف دولار أميركي من الخزنة الحديدية، على حين تعرض فرع البنك نفسه في حلب لسرقة 30 مليون ليرة سورية أثناء نقل الأموال إلى مصرف سورية المركزي بحلب.

والحالة الأخيرة المسجلة كانت في أيلول عندما أفصح بنك سورية الدولي الإسلامي عن تعرض مكتبه في محافظة حمص لسرقة مبلغ تجاوز 75.26 مليون ليرة سورية.

علماً أن البنك نفسه قد نشر إفصاحاً طارئاً عن تعرض فرعه بدير الزور لأعمال تخريب وسرقة من جهات مجهولة، ما أدى إلى تدمير محتويات المبنى بشكل شبه كامل، ولكن لم يورد المصرف تقديراً رقمياً لحصيلة تلك العمليات حينها، واكتفى بذكره رصد المخصصات اللازمة لتغطية الخسائر المتوقعة كافة والناجمة عن الأضرار بموجودات البنك، مع تأكيده اتخاذ إجراءات مسبقة لحفظ جميع الوثائق والمستندات الخاصة بعملائه التابعة لذلك الفرع بما يضمن حقوقهم.
2011.. بداية القصة

ونذكر أن العام 2011 لم يشهد سوى تسجيل حالة سرقة وحيدة، وكانت الأولى من نوعها، إذ كشف الإفصاح الطارئ لبنك سورية والمهجر عن تعرض المصرف في 5 كانون الثاني لسرقة مبلغ 32 مليون ليرة سورية في حمص أثناء نقل الأموال إلى مصرف سورية المركزي بسيارة تكسي ورفقة اثنين من موظفي البنك، حيث لاذ سائق التكسي بالفرار بالسيارة مع المبلغ المنقول دون الموظفين.
الحصيلة بالأرقام..

وهكذا يكون الإجمالي التقديري لحصيلة أعمال السطو والنهب والتزوير كما ذكرنا في بداية المقال تجاوز 2.42 مليار ليرة سورية، يتألف من مبالغ بالليرة السورية والدولار الأميركي واليورو والريال السعودي.

وبالتفصيل تبلغ حصيلة عمليات السرقة والنهب أكثر من 651.07 مليون ليرة سورية و5.2 ملايين دولار أميركي و4.85 ملايين يورو و200500 ريال سعودي، على حين تبلغ القيمة الدفترية لتخريب ونهب الموجودات الثابتة 7.4 ملايين ليرة سورية.

مع ضرورة التنويه بأننا نستعرض حصيلة المبالغ الناجمة من عمليات السطو والسرقة والنهب، لتبيان ما تعرضت له المصارف الخاصة من ضرر مادي جراء عمليات السرقة والسطو، دون الحديث عن نتائج التحقيقات ومصير المسروقات

 

سيرياديلي نيوز


التعليقات