العلاقات الروسية السورية في المرحلة الحالية أي من عام 2014 وما بعد هي الأهم وبرأي اقتصادي أن روسيا والشركات الروسية سيكون لهما دور مهم وكبير في عملية إعادة الإعمار في سورية، لذلك أجد من الضروري لمن يرغب بإقامة علاقات اقتصادية أو تجارية أو استثمارية مع روسيا أن تكون في هذا الإطار مع التأكيد على التعاون في مجال المواد الغذائية الأساسية خلال عام 2014 حيث إن العلاقات السورية الروسية تتطور باستمرار وتأخذ أبعاداً إستراتيجية مهمة سياسياً وصناعياً واقتصادياً

والسنوات الماضية شاهد على هذا التطور، حيث زادت على الصعد الاقتصادية أحجام التبادل التجاري وبلغت أوجها عام 2011.

تمتد العلاقات الاقتصادية الروسية مع سورية حسب الباحث الاقتصادي محمد عثمان من قسم الدراسات في غرفة تجارة دمشق إلى ستينيات القرن الماضي في ظل وجود الاتحاد السوفييتي السابق وقد ساهم الاتحاد السوفييتي في بناء العديد من الصناعات السورية وكذلك مشروعات البنية الأساسية، ويعد مجال النفط والغاز ومشروعات الطاقة عموماً أبرز ميادين التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي.

وتذهب التقديرات الخاصة بالاستثمارات الروسية المتراكمة في سورية حتى عام 2011 إلى ما يقارب 19 مليار دولار وتتركز بشكل أساسي في الصناعات المتعلقة بالطاقة لتتجه مؤخراً بعض الاستثمارات الروسية إلى القطاع السياحي في سورية.

وأضاف عثمان: إن بيانات عام 2011 تشير إلى وصول الصادرات الروسية إلى سورية لنحو 2.1 مليار دولار بما يعادل 13% من إجمالي الواردات السورية للعام 2011 التي بلغت 16.9 مليار دولار وعلى الجانب الآخر تمثل الصادرات السورية لروسيا نسبة 0.1% من حجم صادراتها في عام 2011 والبالغة 13.5 مليار دولار.

كما قامت روسيا بتصفية ملف ديونها المستحقة على سورية التي كانت تقدر بنحو 13 مليار دولار في منتصف التسعينيات وهي ديون مستحقة على دمشق قبل سقوط الاتحاد السوفييتي في مطلع التسعينيات فشطب 75% من هذا الدين وبقيت النسبة المتبقية لتنفيذ مشروعات روسية في سورية.

أشارت الدراسة التي أعدها عثمان بهذا الخصوص إلى أن الصادرات السورية إلى دول بريكس تعتبر قليلة خلال الأعوام من 2006 حتى 2012 على الرغم من العلاقات السياسية الجيدة بين الطرفين والاتفاقيات المبرمة معها إلا أن تغيراً مفاجئاً حصل العام الماضي في حصة الهند التي استحوذت على 12% من إجمالي الصادرات السورية والتي سجلت بالنسبة لروسيا ارتفاعاً لأعلى حصة تجاوزت 2%، في حين تعتبر الصادرات السورية هامشية إلى باقي الدول.

وبيّن عثمان أن الصين احتلت المرتبة الأولى على صعيد المستوردات السورية من هذه الدول في حين بلغت نسبة إجمالي المستوردات من الهند 17.55% في عام 2012 وبزيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة ولروسيا أيضاً حصة مهمة من المستوردات السوريّة بلغت ذروتها عام 2008 مُسجلة نحو 13% ولكنها تراجعت إلى النصف تقريباً في عامي 2009- 2010 لتتجاوز في عام 2011 ما نسبته 11% وهي أقل مما كانت عليه في عام 2008 ولتنخفض بشكل كبير عام 2012 حيث بلغت 2.34% فقط.

بينما واصلت المستوردات السورية من البرازيل ارتفاعها خلال الأعوام الستة لتصل إلى أفضل نسبها إلى 3.5% في عام 2010 لتتراجع في العام 2012 إلى 1.38%.‏

وتركزت مكونات الصادرات والواردات بين سورية والبريكس لعام 2011 حول البضائع المصنعة وهي أبرز الصادرات السورية إلى روسيا حيث سجلت الأغذية والحيوانات الحية ما نسبته 53% والمواد الكيماوية 24% والمصنوعات المنوعة نحو 9% لكل منها.

في حين استحوذ الوقود المعدني على النسبة الأكبر من الصادرات السورية إلى البرازيل بنسبة 88% وذهب 8% للمواد الكيماوية ومنتجاتها و4% للأغذية والحيوانات الحية، كذلك يعتبر الوقود المعدني أهم الصادرات السورية إلى الصين بنسبة 75% ثم البضائع المصنعة 9% فالمواد الخام عدا الوقود 9% تليها الزيوت والشحوم الحيوانية 4% والأغذية والحيوانات الحية 2% والمواد الكيماوية أقل من 1.5%.

وتشكل البضائع المصنعة النسبة الأكبر من الصادرات السورية إلى الهند 41% ثم المواد الخام عدا الوقود 33% فالأغذية والحيوانات الحية 24%، كما تشكل البضائع المصنعة النسبة الأكبر من الصادرات السورية إلى جنوب إفريقية 92% ثم المصنوعات المنوعة نحو 2.5% فالآلات ومعدات النقل نحو 2%.

أما تركيبة المستوردات السورية من روسيا فيشكل الوقود المعدني نسبة 83% من مجمل مستورداتها ونحو 5% بضائع مصنعة ثم أغذية وحيوانات حية نحو 4.5% ومواد خام عدا الوقود 3% وآلات 2%.

وتشكل الحيوانات الحية نحو 96% من المستوردات السورية من البرازيل ثم تأتي المواد الكيماوية والآلات بحوالي 1.25% لكل منها.

وأشار عثمان إلى أن آلات ومعدات النقل تشكل 47% من مستوردات السورية من الصين تليها بنسبة 33% البضائع المصنعة وحوالي 10% من المواد الكيماوية والمصنوعات المنوعة 4% والمواد الخام 3.4% وأما حصة الأغذية والحيوانات الحية فتبلغ 1.3%.

وبيّن أن البضائع المصنعة هي صاحبة الحصة الأكبر من مستوردات سورية من الهند وبنسبة 32% تأتي بعدها الأغذية والحيوانات الحية 25% وحوالي 16% لكل من المواد الكيماوية والآلات ومعدات النقل على حين 8% نسبة المواد الخام و2% المصنوعات المنوعة وأقل من 1% للوقود المعدني وللزيوت والشحوم.

ويشكل الوقود المعدني أكبر حجم من المستوردات السورية من جنوب إفريقية 83% ثم البضائع المصنعة 12% أما المواد الكيماوية فتشكل نحو 5%.‏

ولفت عثمان إلى آخر دراسة قدمتها وزارة الاقتصاد بهدف تطوير العلاقات التجارية مع مجموعة البريكس بينت أن حجم مستوردات سورية من أسواق البريكس وصلت إلى 16% ونسبة 3% منها غـذائية.

وتشكل مستوردات سورية من الآلات والأجهزة الآلية أهم منتج استيراد أي «حوالي 16% من إجمالي قيمة المستوردات السورية 2011» وإن حصة دول البريكس من هذه المستوردات نحو 16% على حين أن الجزء الأعظم تم استيراده من دول الاتحاد الأوروبي وتركيا.

وتعتبر الصين أهم مورد في العالم لهذه المنتجات 19% من العرض العالمي على حين أن باقي دول المجموعة لا تشكل عرضا مهما على المستوى العالمي، وتساهم دول المجموعة بتصدير 7% فقط من حاجة سورية من المعادن ومصنوعاتها وتعتبر جنوب إفريقية أكبر مورد إلى السوق السورية من بين دول المجموعة، مع العلم أن الصين تعتبر أكبر مورد في العالم للمعادن ومصنوعاتها 11% من العرض العالمي كما تعتبر روسيا ثامن أكبر مورد في العالم 3.5% من العرض العالمي.

سيريا ديلي نيوز- الوطن


التعليقات