يستعجل الجيش العربي السوري حسمه العسكري في العديد من المناطق المؤثرة والمهمة، لا سيما جنوب دمشق وغوطتها، ومدينة حلب التي يحقق فيها تقدما سريعا قبل الانتخابات الرئاسية ليوفر بحسب زوار دمشق ظروف آمنة امام اوسع مشاركة في هذا الاستحقاق المفصلي في تاريخ سوريا التي تواجه حربا لم يشهدها اي بلد في العالم، وفي ظل تحديات دولية كبرى، هدفها اسقاط سورية، بالرغم من التحولات التي طرأت على سياسات بعض الدول، وفشل مشروع بعض العرب بانهاك سورية بعد فشل مشروع اسقاطها لتبقى اسرائيل الواهنة الاقوى في المنطقة ليسهل فرض شروط التسوية مع الفلسطينيين، الذين يترنحون تحت وطأة الاحتلال والتهجير وضغوط الولايات المتحدة الاميركية لثني الرئيس الفلسطيني عن قراره بعدم التمديد لمهلة التسعة اشهر من المفاوضات والتي توقفت دون احراز اي تقدم.
فاستعجال الجيش  العربي السوري بحسب العديد من المناطق يقول الزوار وفّر له استعادة المبادرة منذ زمن في مناطق مختلفة من حلب ومحيطها بعد معارك عنيفة مع المسلحين، وفي حمص القديمة حيث بات الجيش العربي  السوري قاب قوسين او ادنى من اعلان مدينة حمص مدينة آمنة.
وبالعودة الى مؤشرات التحولات الدولية، زار منذ ايام قليلة احد الكرادلة الالمان مدينة حمص والتقى راعي ابرشية الروم الملكيين الكاثوليك المطران عبدو عريش، حيث عرض الاخير للكاردينال صوراً عن الكنائس والاديرة التي تعرضت للتدمير الممنهج بعد ان سرقت كل محتوياتها لا سيما الايقونات المهمة قديمة العهد، كذلك قدم مطران حمص لائحة بأسماء ابناء الرعية الذين جرت تصفيتهم، والاعداد التي هاجرت الى اوروبا وغيرها، وعلى اثر ذلك تعهد الكادرينال الالماني باعادة بناء كل ما تدمر من كنائس واديرة في محافظة حمص وهي الاكبر في سوريا على نفقة الكنيسة الالمانية، التي بقيت وحدها في كل اوروبا تقتطع العشر لحسابها من دخل كل فرد الماني.
وهذا ما اعتبره الزوار مؤشر من مؤشرات التحول الدولي، وايضا من هذه المؤشرات ما قام به سلاح الجو الاردني في حماية حدوده الشمالية مع سورية، اذ قصفت طائرات حربية اردنية رتلا من الاليات للمسلحين كانوا يحاولون التسلل من سورية الى الاراضي الاردنية، وهذا القصف كان بمثابة رسالة قوية من الاردن للجماعات المسلحة والقوى السلفية في الاردن التي تسعى بأن تكون الساحة الاردنية بديل الساحة السورية.
ومن المؤشرات ايضا وصول الجيش العربي السوري الى الشريط الحدودي مع تركيا بعد سيطرته على مخفر السمرا.
كل هذه المؤشرات يقول زوار دمشق دفعت بالمبعوث الاممي الى سورية الاخضر الابراهيمي بطلب الاستقالة الذي علّل السبب فشل جنيف (2)، ان المقبل من الايام سيكشف اكثر فاكثر عن مؤشرات ما زالت تحت طاولة الاروقة الديبلوماسية وكواليسها.

سيريا ديلي نيوز-وكالات


التعليقات