انخفاض مرتقب في سوق أسعار السيارات سيشهده خلال الفترة المقبلة بعد ما شهد حالة من الركود من ناحية البيع والشراء نتيجة إشاعات تلوح في الأفق أن الحكومة تفكر في شراء سيارات مستعملة ليتم طرحها في السوق

الأمر الذي قد يساهم في استقرار سعر السيارات المستعملة ومن المتوقع أن تنخفض في الفترة القادمة بعد الانخفاض الواضح الذي شهدته خلال الأشهر الماضية بعد أن وصل سعر السيارة إلى سعر جنوني وغير ذلك ساهم صدور المرسوم رقم 3 الذي نظم عملية إخراج السيارات من سورية في الوقت الذي خسرت السيارات أكثر من ثلث قيمتها خلال الفترة الماضية مع انخفاض الطلب وعدم استقرار سعر الدولار أمام الليرة السورية، والواضح أن سوق السيارات في سورية تأثر بالعديد من العوامل والظروف وخاصة تقلبات سعر الدولار وانخفاض قيمة الليرة السورية وظروف النقل والشحن وارتفاع الأجور ومصاعب الطرق إلى المدن.

ويشهد السوق تراجع مبيعات السيّارات في الأشهر الأخيرة مقارنة مع الأعوام السابقة علماً أن الطلب على السيارات الفارهة والكبيرة انخفض بنسبة كبيرة على حساب السّيارات الصغيرة والمتوسّطة.

ويشير أبو يزن تاجر سيارات في سوق المزرعة إلى أن حركة بيع وشراء السيارات محدودة منذ نحو أربعة أشهر إضافة لمحدودية العرض نتيجة حالة الترقب لأسعار السيارات وخاصة بعد الانخفاض الملحوظ الذي شهده السوق مقارنة مع النصف الثاني من العام الماضي، لافتاً إلى أن سوق السيارات في دمشق يعيش حالة من الركود، سواء في حركة البيع والشراء أو من ناحية العرض، ومبيناً أن حركة بيع السيارات نشطت في فترة سابقة واشتد الطلب على مختلف الأنواع حيث انتقل قسم من هذه السيارات إلى خارج سورية بهدف استعمالها وذلك مع انخفاض سعر السيارات في سورية مقارنة بدول الجوار.

فعدم الإقبال على شراء السيارات في الأشهر الأخيرة يعود كما أوضح أبو يزن إلى توقع الزبائن لانخفاض في أسعار السيارات جراء الأزمة والإشاعات المتعلقة بتخفيض ضريبة الرفاهية وغيرها.

ولفت تمام الحسين تاجر سيارات في جرمانا إلى أن سوق السيارات المستعمل هو المسيطر على السوق في الوقت الراهن حيث لم ترتفع السيارات فيه بنفس نسبة ارتفاع السيارات الجديدة، مؤكداً أن إمكانية قيام الحكومة باستيراد السيارات المستعملة يمكن أن يساهم في تنشيط الحركة وينعكس إيجاباً على السوق وعلى حركة البيع والشراء، من خلال استيراد سيارات مستعملة بشروط محددة وضمن ضوابط في السعر والنوعيات وبلد المنشأ، وفرض رسوم جمركية مخفضة على ألا يتجاوز عمرها ثلاث أو خمس سنوات في الحد الأعلى.

ويقول صاحب مكتب العقاد في الكسوة أن أسعار السيارات المستعملة ستنخفض بنسب مقبولة قياسا إلى ارتفاعها الذي شهدته خلال الفترة بين الشهر الثالث والشهر التاسع من العام الماضي وذلك بعد استقرار أسعار صرف الدولار عند مستوى 155 ليرة وأن تصل إلى حد الاستقرار في أسعارها مع استمرار هبوطها في حال تم إدخال أو استيراد سيارات جديدة، مشيراً إلى أن الربع الثالث من العام الماضي شهد ارتفاعاً بأسعار السيارات وذلك بسبب الطلب الكبير الناتج عن عملية تهريب السيارات إلى دول الجوار كلبنان وتركيا والعراق حيث أصبحت أسعار السيارات في سورية نتيجة ارتفاع سعر الدولار رخيصة، الأمر الذي خلق سوقاً واسعة للتهريب وإزالة اللوحات وبيعها وتركز الطلب على السيارات الحديثة والمرتفع السعر لتحقيق أرباح ضخمة، مبيناً أن السيارة التي تباع حالياً في السوق المحلية يمكن أن تستورد بسعر يقل بمقدار النصف عن هذا السعر، ومع رسوم جمركية مخفضة يمكن أن يؤمن السوق عرضاً جيداً من هذه السيارات يلبي متطلبات الزبائن بأسعار مقبولة..

سيريا ديلي نيوز- الوطن


التعليقات