كنت منذ فترة قد طرحت على صفحتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تضم أغلبهن سيدات يشكلن القيمة المعرفية لشؤون الحياة اليومية والفكرية والعمرية.. حول النظرية الاجتماعية.. – التشيؤ..؟؟ وبدافع ايجابي تحريضي للذاكرة المعرفية لاثقافية لكن لم يعلق إلا صديقا واحداً.. والبقية وضعوا اشارات اعجاب لا اكثر.
لقد طور الباحث "لوكاش" أفكاره بعدة طرق اجتمعت كلها تحت مفهوم "التشيؤ" وسنأتي لاحقاً التعريف بمن هو لوكاش؟؟
ولعل أفضل تعريف للتشيؤ هو تحول الصفات الإنسانية إلى اشياء جامدة واتخاذها لوجود مستقل واكتسابها لصفات غامضة غير إنسانية، وهذه الفكرة تشكل نقداً أخلاقياً قوياً للنظام الرأسمالي يجعله نظاماً يحول البشر إلى اشياء يمكن أن تباع وتشترى، والمثال المفضل هنا هو علاقة الزواج، حيث يقوم الزوج بشراء المتعة الزوجية والخدمات الأخرى من المرأة مقابل إعالتها فوق مستوى سد الرمق عادة ولكن الوصول إلى مستوى الرخاء، ورغد العيش، وقد يمكن الوقل أن قيمتها تعتمد على جذابيتها وطاعتها وقدرتها على الطهي أو على اثروة التي سترثها من أبيها وبالمثل.. فأنا أبيع نفسي إلى صاحب عملي...
اذا الجميلات سلعة حسب ما ذكر.. هل حقيقة أم مبالغ بذلك..؟؟
كيف لنا بعد.. أن نؤمن بأمة عربية ملوكها وأمراؤها وشيوخها وقادتها.. حاوية.. يكثر حولها الذباب من شدة رائحتها النتنة جراء الخيانة.
أمة يسكنها العهر وتمارس الدعارة بوضح النهار.. امة صنعت لذاتها دمية تتسلى بها ليل نهار.. فصارت كرة تتقاذفها أجهزة المخابرات والشركات المتعددة الجنسيات وصناعة الفياغرا.
أمة صارت فروج منتفخة ، ملتهبة، لا تسكن إلا مواخير النتانة..
أمة لا تعرف من تاريخها إلا الغزوات والسيقان وأفخاذ الجاريات فقط، وكان تاريخها خداع وزيف ومؤمرات، أمة لم تعرف كيف تبدأ... فصارت قطيع هنا وهناك..
فأي أمة هذه التي كلها أمّي ونكاح باسم الدين.. وقتل وذبح وما يزيد عن يزيد..
هي.. صديقي...
يحاول كلانا أن يخرج من الآخر بلحظة... لكن الحياة لا تغادر البحر.. ولا تسافر جزيرة عن امواجها..
ويحاول كلانا بلحظة يأس أن يذوب بالآخر...
ولا تقل لي: أتعبني الصمت...
فالكلمات التي تتساقط على افواه الآخرين أوراق خريفية..
ها أنت معي .. موصدة خلفي.. الأبواب.. وليس منها نافذة مفتوحة...
اقرأ لي موالك الأخير عن الحزن..
عن الفرح..
أخاف أن يكتشف الآخرون الجرح المحمل على أكتافنا.. وقبل أن تكتشف أين خبأت المدينة وصيتها..
هو: صديقتي..
اقتربي أيتها الصديقة من موقدة الرمال.. وارتحلي خمسون عاماً من المنبع وخمسين عاماً من المنصب...
اقتربي من جسدي ونامي فوق صدري.. مائة عام..
اغتربي بين اضلعي وعانقي شراييني..
فالغربة قاتلة ووجهك البعيد الآن عن وجهي.. يقتلني..
اقتربي يا صديقتي .. فطالما أننا هنا وهناك
أشعر بغربتي نصفين لروحي وجسدي..
فاقتربي.. إنني أحترق
سيرياديلي نيوز - مفيد كمال الدين
2013-11-24 17:56:36