لفهم هذا, دعونا نعود إلى ما قاله عالم الاجتماع إميل دوركهايم حيث يفسر التناقض الظاهر على النحو التالي: "لقد فرض تطور وتيرة التنمية المزيد من تقسيم العمل و تنوعه, و هذا أجبر بدوره كل فرد على التعاون و مضاعفة اتصالاته مع الآخرين بالشكل الذي عزز الترابط و التضامن بين الجميع, و القائم بالضرورة على مجموعة من التفاهمات/التسويات و التنازلات المتبادلة لأن كل شيء يحصل عليه أحدٌ ما يتم التخلي عنه بالضرورة من قبل الآخرين".
فبقدر ما نختلف بقدر ما نتعامل مع بعضنا البعض... و كلما ازدادت أسباب النزاع كلما ازدادت حاجتنا للتفاوض من أجل التوصل إلى حل ما. و هنا تبدو لنا مجموعة من الملاحظات أقرب في حقيقتها إلى النصائح المتعلقة بالتفاوض:
-
لابد من التحضير قبل التفاوض؛
-
و البدء من النقاط الرئيسية؛
-
و العمل على خلق القيمة قبل توزيعها؛
-
و الاستماع قبل التحدث؛
-
و التحكم بالمشاعر قبل التوصل إلى الحلول الموضوعية؛
-
و تحديد الأسلوب المنهجي قبل إدارة الخلافات المعقدة؛
-
ثم صياغة الاتفاق؛
-
و أخيراً المقارنة بين الحالتين (أنت قبل و أنت بعد), بمعنى سبر جميع القيم المعنوية و المادية التي استحصلتها من العملية التفاوضية.
في الحقيقة, تخفي هذه النصائح خلف واقعيتها و بساطتها معرفة راسخة بالعناصر النظرية للمفاوضات, و أسسها الموضوعية.
ملاحظة :
*لا يجوز نشر أو اقتباس جزء من هذه السلسلة أو استخدامها كمنهج دراسي أو تدريبي إلا بموافقة الكاتبة و "الأكاديمية السورية الدولية" على ذلك مسبقاً.
د.سلام سفاف - سيريا ديلي نيوز
2013-11-01 12:33:51
منهل علي - الشركة العامة للدراسات المائية - حمص