مند زمن بقيت اللعبة الصديق الوحيد للأطفال على اختلاف أعمارهم و في الأمس القريب لم يكن هناك اختيار واسع يلبي طلبات هؤلاء الصغار, و لكن في السنوات الأخيرة و مع انفتاح الأسواق على اقتصاد السوق ومجال الاستيراد غرقت السوق المحلية بانتشار أنواع عديدة من الألعاب ذات الأشكال و الأحجام المختلفة و بأسعار مغرية  بات ينجذب إليها الطفل بشكل كبير .

ورغم قرار المنع الواضح، يسعى بعض التجار إلى التحايل على القوانين عبر التلاعب في البيان الجمركي لمحاولة إدخالها تحت بيانات «أدوات زينة», حيث يلاحظ في مواسم الأعياد انتشار كبير لألعاب الأطفال في جميع الأسواق فضلا ً  عن الأرصفة والبائعين المتجولين الذين ينتهزون عمالة الأطفال وخاصة بالأعياد لتصريف ما بحوزتهم من ألعاب ضارة تجذب الأطفال وأحيانا المراهقين  في ظل غياب واضح لأدنى مستويات الرقابة، حيث أن بعض هذه الألعاب مصنوعة من مواد بلاستيكية مسترجعة تتسبب في حدوث حساسية لدى الطفل، وبعضها حاد الحواف يحدث خدوشاً و جروحاً لدى الأطفال دون سن الخامسة الذين لا يعون مدى خطورة هذه اللعب التي يقتنيها الأولياء لشكلها و ألوانها و لا يلتفتون إلى خطورتها الكبيرة , ناهيك عن المفرقعات النارية ومسدسات الخرز المؤذية للعين.

وفي جولة ميدانية على بعض الأسواق في ريف دمشق  للوقوف على حقيقة تسويق هذه الألعاب تبين أن لها أخطاراً أخرى تحملها الألعاب تتمثل بخصوصية تكوين بعضها من أجزاء قابلة للتركيب، ما ينذر بخطورة بلعها  من قبل الأطفال الصغار والتسبب في حدوث اختناق لديهم في غفلة من أولياءهم، وإضافة إلى ما تسببه هذه الألعاب من إزعاج للناس فإن لها سجلاً حافلاً في المستشفيات وعيادات الأطباء وهذا ما أكده الدكتور غسان الطويل مدير مشفى العيون الجراحي بدمشق  عن ورود عشرات  حالات الإسعافية الناتجة عن إصابات الألعاب النارية في اليوم الواحد من أيام العيد، ومنها الإصابات الناتجة عن مسدسات الخرز وخطورتها مختلفة من مصاب إلى آخر ,موضحاً أن هذه الإصابات ناتجة عن قوة الضربة  وخاصة إصابات مسدسات الخرز الخرز  ,حيث تؤدي لنزيف تحت الملتحمة وخدوش في القرنية، وانفصالا في القزحية وفي بعض الحالات نزيفا في الحجرة الأمامية للعين، وانفصالا في المنطقة الصفراء في الشبكية.

لؤي السالم  مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك  في  ريف دمشق أكد أن دوريات الرقابة تقوم بجولات مستمرة على الأسواق والمحلات بحثاً عن أي بضاعة مخالفة بما فيها الألعاب النارية والمؤذية للأطفال، موضحاً أنه سيتم إغلاق المحلات التي تبيع هذه الألعاب مع التعاون مع الجهات المعنية لقمع هذه الظاهرة .

و الجدير بالذكر أن كل هذه الألعاب مستوردة من الخارج ، ما يثير تساؤلات حول كيفية إدخالها عبر المنافذ الحدودية ونقاط الجمارك، علماً أن خطورة بعض هذه الألعاب واضحة للقاصي والداني ولا تحتاج إلى مختبرات طبية للتأكد من صحتها.                       

                                                                              

 

سيريا ديلي نيوز- علي حسون


التعليقات