ألقى الدكتور فرح سليمان المطلق معاون وزير التربية اليوم كلمة نيابة عن الدكتور هزوان الوز وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة عضو المجلس التنفيذي لليونسكو- خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ /192/ للمجلس التنفيذي لليونسكو المنعقدة في مقر المنظمة بباريس خلال الفترة: 23 أيلول– 11 تشرين الأول/ 2013/ م  بحضور الوفد السوري المشارك في أعمال هذه الدورة سعادة السفيرة لمياء شكور مندوب سورية الدائم لدى اليونسكو والدكتور نضال حسن أمين اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة وفيما يأتي الكلمة المذكورة:

السيدة رئيسة المجلس التنفيذي...السيدة رئيسة المؤتمر العام...السيدة المديرة العامة لليونسكو...

السيدات والسادة...

يسرنا أن ننقل إليكم تحيات معالي الدكتور هزوان الوز وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة / عضو المجلس التنفيذي لليونسكو وأمانيه الصادقة لأعمالنا بالتوفيق، في منظمة أكثر استجابة للتحديات الراهنة والاستحقاقات القادمة في ظل الأزمة المالية التي تشهدها منذ أن اتخذت قرارها التاريخي قبول فلسطين دولة كاملة العضوية.

السيدة الرئيسة... لنا الشرف بأن قامت سورية بتسديد مساهمتها للعام 2013 في ميزانية المنظمة وصناديقها الأخرى رغم إجراءات الحظر الجائر المفروض على مؤسساتنا الوطنية ولا سيما المالية والمصرفية منها في ظل حرب شرسة وحصار كوني يكرس التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول، ويؤكد عزم بعض القوى العالمية المتغطرسة مساندة الإرهاب والتكفير الممول والمدعوم من الخارج ممثلاً بتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، فيما تحمل هذه الدول لواء محاربتها في مناطق أخرى من العالم، وهذا أمر نضعه برسم شرفاء العالم مطالبين إياهم التمعن بآثاره ونتائجه الوخيمة على جوهر التعاون الدولي ومستقبل مؤسساته الشرعية.

وإذ تنهي بلادي مهامها في هذا المجلس الكريم بعد أربع سنوات تعاونت خلالها مع اليونسكو والدول الأعضاء بالتزام وموضوعية، نرحب بالنقاشات البناءة و خلاصات الدورة الخامسة الاستثنائية ونتائج عمل الفريق الخاص /أدهوك/ ومشروع /37/ م لصياغة البرمجة على أساس تنفيذ وإعادة الهيكلة حسب الميزانية، مشددين على انخراط المنظمة ودورها الطليعي لمواجهة تحديات التنمية المستدامة ما بعد الـ /2015/ آخذين بعين الاعتبار أن الإنسان هو أساس كل تنمية مستدامة مع الإشادة بهدف التعلم ذي الجودة مدى الحياة وأولويتي إفريقيا والمساواة بين الجنسين، ومبادرة المجلس الاستشاري العلمي للتنمية المستدامة، كما نثمن الجهود التي تبذلها معالي المديرة العامة حيال حشد الطاقات الدولية لصالح حماية التراث الثقافي السوري.

كما نهنئ مجموعات الـ77 والصين وحركة دول عدم الانحياز ودول البريكس على التقدم المحرز في بلورة مواقف جادة حول مستقبل المنظمة مقدرين مواقفهم الموضوعية من تداعيات الأزمة الطارئة في سورية والرافضة للعدوان عليها.

سيدتي الرئيسة – نؤكد أهمية اعتماد اليونسكو: للقرارات الخمسة المتعلقة بالأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري المحتل ونطالب برصد وتوثيق التعديات السافرة على المسجد الأقصى والتراث الثقافي لمدينة القدس القديمة وتقصي حقائق الممارسات الإسرائيلية العدوانية اليومية بحق المؤسسات الثقافية والتعليمية في الجولان السوري المحتل والأراضي العربية المحتلة، فضلاً عن تطبيق قرار لجنة التراث العالمي بخصوص مدينة القدس القديمة وما حولها.

السيدات والسادة...

انطلق العام الدراسي في سورية في منتصف أيلول كإجراء يؤكد إرادة الحياة المتجددة ويبين عزم الحكومة على تنفيذ الاستراتجيات التربوية الوطنية رغم الأزمة، والتحق بالمدارس أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة وزع عليهم /80/ مليون نسخة كتاب مدرسي ووفر لهم/18000/ مدرسة انتشرت على كامل التراب الوطني بينها /600/ مدرسة تم ترميمها لتناسب شروط العملية التعليمية، ولم تشكل فداحة الخسائر والأضرار المأسوية التي لحقت بهذا القطاع الإنساني عائقاً في وجه القرار السيادي بافتتاح العام الدراسي، بالرغم من محاولات إجرامية قامت بها الجماعات الإرهابية المسلحة لتجنيد الأطفال والمراهقين في الأنشطة العسكرية وتخريب /3004/ مدراس بعضها يحتاج إلى إعادة تأهيل بالكامل، وتحويل /1007/ مدراس أخرى إلى مراكز إيواء للمهجرين والنازحين من بيوتهم ومدنهم، فضلاً عن استشهاد /334/ طالباً ومعلماً وعاملاً في القطاع التربوي من غير المخطوفين والمحتجزين المعرضين للتعذيب والترهيب على أيدي عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة، إلى جانب تدمير العديد من الآليات والتجهيزات التعليمية ليصل تقدير أضرار هذا القطاع وحده إلى /100/ مليار ليرة سورية فقدتها مسيرة التربية وخسرتها خطط التنمية الشاملة التي أطلقتها الحكومة بالتوازي مع القطاعات الأخرى، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالجامعات والمؤسسات الإعلامية والثقافية والخدمية والسياحية ودور العبادة والتخريب المتعمد للبنى التحتية، واستهداف الأفراد بالاغتيال والقتل والتمثيل بالجثث.

أما التراث الثقافي والحضاري السوري فقد تعرض إلى تهريب وسرقة وتنقيب غير شرعي في مواقعه التي تسجل في الذاكرة الإنسانية آلاف السنوات قبل الميلاد، ومن جهة أخرى لم تكن الأحقاد والاعتداءات على الصناعة التقليدية والحديثة المواكبة أقل وطأةً ففُككت المشاغل والمصانع وعطلت الورش وسُرقت الآلات ونُقلت إلى دول الجوار وسط صمتٍ دولي مذهلٍ ومخيفٍ أرخى بظلاله الأليمة على حياة العاملين ومستقبل أسرهم.

السيدات والسادة...

لقد حدد سيادة الرئيس بشار الأسد خلال لقائه مع تلفزيون راي نيوز 24 الإيطالي بتاريخ 30/9/2013م خارطة الطريق للنشاط السياسي القادم ، حيث  قال: منذ بداية الأزمة.. قلنا إن النشاط السياسي أو الحل السياسي..هو جزء مهم جداً من الأزمة.. لكن عندما يكون هناك إرهاب. لا تستطيعين أن تتوقعي أن يؤدي الحل السياسي إلى تسوية كل المشاكل ..رغم ذلك.. ينبغي أن نستمر في العمل السياسي..إذاً.. الأمر يتعلق باجتماع السوريين حول الطاولة لمناقشة النظام السياسي الذي يريدونه ومستقبل سورية.. وكل ما يتفقون عليه سيعرض على استفتاء للحصول على موافقة الشعب السوري فيما يتعلق بأي جزء من مستقبل سورية.. سواء كان الدستور أو القوانين أو أي أمر آخر.. هذا ما نفعله منذ بداية الأزمة.. وهذا هو نفس العمل الذي سنستمر به في هذه الأثناء.

ختاماً: نؤكد اعتزازنا بالتعاون مع اليونسكو ونتطلع إلى توسيع آفاقه المستقبلية في مجالات الاختصاص.

وشكراً لحسن الاستماع .

يذكر أن المجلس التنفيذي يتألف من /58/ دولة عضواً  ينتخبها المؤتمر العام وتعين كل دولة ممثلاً عنها ممن تتوافر فيهم الكفاءة في مجال أو أكثر من مجالات اختصاص اليونسكو وللمدة التي انتخبت لها الدولة العضو في المجلس .

وقد أصبحت الجمهورية العربية السورية عضواً رسمياً في المجلس التنفيذي لليونسكو ممثلة برئيس اللجنة الوطنية السورية لليونسكو / وزير التربية / بعد الانتخابات التي جرت خلال دورة المؤتمر العام للمنظمة /35/  التي عقدت عام 2009م، وتنتهي عضويتها نهاية الدورة القادمة /37/ للعام الحالي 2013م.

 

سيريا ديلي نيوز- علي حسون


التعليقات