استعاد سوق الذهب عافيته مجددا، بعد تراجع استمر لأكثر من عامين ونصف، وبدأ المعدن الأصفر في اتخاذ مسار تصاعدي جديد منذ أكثر من 15 يوماً مضت، جاء ارتفاع الذهب الأسبوع الماضي إلى 5 أضعاف مدعوماً بعوامل عدة أهمها الأحاديث الإعلامية عن عدوان أميركي متوقع ضد سورية مما خلق فوضى في الأسعار العالمية وبالتالي ارتفاع الأسعار بشكل مستمر .

 

من جهة ثانية يشير بعض العاملين في مجال بيع وشراء الذهب لسيريانديز إلى أن غلاء الذهب ليس له علاقة بما تشهده البلاد من أحداث، بل أن السبب يعود في ذلك لارتفاع الأسعار عالميا وكما هو معروف فأن غرام الذهب يحدد بحسب الأسعار العالمية .

 

ومن جانبه أكد رئيس الجمعية الحرفية للصاغة والمجوهرات في دمشق غسان جزماتي لموقع سيريانديز أنه لا أحد يستطيع أن يتوقع ارتفاع أو انخفاض أسعار الذهب خلال الفترة القادمة لأن عائدات الذهب تحدد بحسب سعر الدولار وكما نلاحظ أن سعر الدولار غير ثابت على سعر خلال الفترة الحالية مما يخلق نوع من المضاربات التي يقوم بها التجار والمضاربون في السوق السوداء إضافة إلى وجود القوى الفاعلة في هذه السوق والتي باتت تتحكم بشكل كبير في السوق مع الأخذ بعين الاعتبار .

 

علماً أن بعض الصاغة وتجار الذهب باتوا خلال الفترة الأخيرة من ضمن ابرز المضاربين في سوق الذهب مستغلين إقبال المواطنين على بيع مدخراتهم من الذهب لتغطية الإنفاق الذي تتطلبه حاجاتهم الاستهلاكية بحيث يعمل الصاغة وبتوافق بين بعضهم البعض إلى الإحجام عن الشراء ورفض العرض من قبل المواطنين، بالسعر الذي يطرحه المواطن فيضطر المواطن بداية إلى تخفيض سعر الذهب الذي يعرضه للبيع ولكن استمرار إحجام الصاغة عن الشراء يجعل المواطن يخفض السعر أكثر وبالتالي يشتري التاجر بالسعر الذي يناسبه وحتى في حال عدم رغبة المواطن بتخفيض السعر فإن استمرار عروض البيع واستمرار رفض الشراء يجعل معادلة العرض والطلب مختلة يتفوق فيها العرض على الطلب فيجد المواطن نفسه رازحاً تحت وطأة انخفاض السعر بشكل عام نتيجة كثافة العرض وقلة الطلب.‏

 

وأضاف رئيس جمعية الصاغة بدمشق أن التجار السوريين يقبلون على شراء الذهب أكثر من المبيع، رغم ارتفاع سعره يوميا، وقد ارتفعت مبيعات الليرة الذهبية عن الأونصة في السوق أما بالنسبة للمصوغات فقد تراجعت مبيعاتها بشكل كبير كما أن التجار لا يملكون الكثير من المصوغات فالسوق لا يحتوي على أكثر من 100 ألف كيلو من المصوغات الذهبية ، لكن واقع السوق يؤكد أن حركة البيع الأساسية قائمة على الليرات الذهبية، إذ يتجه الكثيرون اليوم نحو شرائها لحماية قيمة مدخراتهم كما يوجد الكثير من المستثمرين يقدمون على شراء كميات من السبائك والليرات بأسعارها الحالية وبيعها بأسعار مرتفعة في الفترة القادمة، ولاسيما في ظل بقاء التوقعات قائمة باستمرار ارتفاع أسعار الذهب.

 

وأشار جزماتي إلى أنه وبالرغم من اعتياد المواطنين ضمن ظروف الأزمة التوجه نحو الاحتكار إلا أن هذه العادة تراجعت بشكل كبير ونلاحظ عدم وجود محتكرين لمادة الذهب وبالمقابل بات المواطن يطلب إشباع حاجاته الاستهلاكية بشكل أكثر منذ بداية الأزمة .

 

وحول الكميات التي تدبغ من قبل الجمعية خلال الفترة الحالية يقول جزماتي تقوم الجمعية بدبغ حوالي 5 كيلو من الذهب يومياً ويعود السبب في انخفاض أنتاج الذهب في السوق إلى ارتفاع سعر الكيلو حيث أصبح سعر الكيلو الصافي 44 ألف دولار وتحسب القطعة المصنعة من خلال ضرب عيار الذهب بسعر الدولار في السوق .

نور ملحم - Syriandays


التعليقات