أوضح "رئيس جمعية حماية المستهلك" عدنان دخاخني، أنه عندما يسمح باستيراد البالة بشكل نظامي، تكون أزمة أسعار الألبسة قد حُلّت تماماً، حيث إنّ من يريد الألبسة الجديدة أو المصنعة وطنياً يستطيع إيجادها، ومن كان يبحث عن ثياب تفي بالغرض للاستعمال اليومي، أيضاً، يمكن أن يجدها في البالة، وهذا لا يضرّ بصناعتنا الوطنية على الإطلاق، وإنّما يكون موازياً لها ومتمّماً لحاجات المواطنين.

 

 ولفت دخاخني وفق صحيفة "بلدنا" المحلية، إلى أن ما لا يعرفه أغلب السوريين، أنّ البالة ليست بمجملها ألبسة مستعملة، وإنّما تكون تصافي المجمّعات التجارية، حيث إنّ البضائع التي لم تبع في موسم الصيف في أوروبا لا يتم تخزينها للعام القادم، كما يحصل في سورية، وإنّما يتمّ إرسالها إلى معامل مختصة بالبالة، فتقوم بتعبئتها وتجهيزها للشحن لإرسالها إلى دول العالم الثالث، التي تستفيد منها بشكل كبير، وهذا هو النوع الذي نهدف إلى استقدامه بشكل نظامي.

 

وأكد على أن الجمعية طالبت عدّة مرات في "مجلس الشعب"، بأن يتمّ السماح باستيراد البالة بشكل نظامي، وكان المجلس سيوافق إلا أنّ بعض الأعضاء تصدّوا للموضوع وبشدّة، وكان رأيهم أن هذا سيضرّ بشكل كبير صناعتنا الوطنية، ونحن في وضع يملي علينا دعم صناعتنا الوطنية، ولكن في رأيي الشخصي استيراد البالة بشكل نظاميّ لن يضرّ صناعتنا الوطنية، ولكن طبعاً يجب مراعاة بعض الشروط حتى تكون البالة موازية للمنتج الوطني، وليست منافسة له، إذ حين تكون البالة مستوردة بشكل نظاميّ ستكون نوعيتها محددة، وسيحد ذلك بشكل كبير جداً من استقدامها بشكل عشوائي، ومن مصادر مجهولة، وعندها ستكون البضائع المعروضة بجودة عالية وبسعر مقبول جداً بالنسبة إلى المواطنين، وإن سُمح باستيراد البالة، فهذا سيحل أزمة كبيرة للمواطنين ذوي الدخل المحدود، حيث إن المقتدرين مادياً لن يقصدوا البالة، ولن يقصدها إلا من كان غير قادر على الشراء من الأسواق السورية، وبالتالي يصبح هناك سوق يناسب دخل كلّ شريحة، واستيراد البالة بشكل نظامي سيحدّ من دخول القطع المستعملة إلى سورية، التي، عموماً، تكون سبباً في الأمراض الجلدية بسبب تخزينها في ظروف غير صحية، ويتمّ تحديدها بالبضائع الأوروبية ذات النخب الثاني التي تحوي عيوباً بسيطة.

 

وأضاف: "أرى أنّ على الجميع النظر إلى المسألة بشكل يخدم المصلحة العامة، أي ألا يأخذونا بشكل شخصيّ، وبحسب مصالحهم الشخصية، ونحن، بالرغم من دعمنا الكامل للمنتج الوطني، في النهاية ننظر إلى المصلحة الكبرى، وهي مصلحة المواطنين الذين باتوا غير قادرين على شراء الألبسة من الأسواق السورية، فإن كانت البالة تحلّ أزمة للمواطنين، فما المانع في أن يتم استيرادها وجعل مهمّة شراء الألبسة أسهل على الشعب السوري، الذي لولا الفاقة والدخل المحدود ما كان ليقصد البالة وخاصة المستعملة منها"

التعليقات