أكد مدير الزراعة في اللاذقية أن الواقع الزراعي الحالي في المحافظة "جيد" وأن كوادر المديرية بجميع اختصاصاتهم يشرفون على جميع القطاعات الزراعية من أشجار مثمرة ومحاصيل صيفية وبيوت محمية بالتزامن مع إدخال تقانات متطورة وبرامج متكاملة لمكافحة جميع الآفات والأمراض التي تصيب الزراعة.

وأشار مدير الزراعة المهندس منذر خير بيك في تصريح لمراسلة سانا إلى ان نسبة الاراضي الزراعية المستثمرة تبلغ نحو 95 بالمئة من الأراضي القابلة للزراعة وأن الحمضيات مزروعة في 32769 هكتارا والزيتون 49848 هكتارا والتفاح 4573 هكتارا إضافة إلى 3874 هكتارا مزروعة بأنواع عديدة من الاشجار المثمرة الأخرى لافتا إلى أن عدد البيوت المحمية المزروعة خلال الموسم الحالي 12082 بيتا.

وتوقع مدير الزراعة أن يبلغ "إنتاج محصول الزيتون للموسم الحالي نحو 63 ألف طن من مختلف مناطق المحافظة" مقابل 173 ألف طن خلال الموسم الماضي مبينا ان سبب انخفاض الإنتاج يعود إلى ان هذا العام هو سنة معاومة إضافة إلى الظروف المناخية من أمطار ورطوبة عالية التي سادت فترة عقد الازهار ما أدى إلى سقوطها بشكل كبير.

وأشار خير بيك إلى أن تنفيذ خطة انتاج الغراس تجاوز ال100 بالمئة حيث كان مخططا انتاج 210 آلاف غرسة حمضيات خلال الموسم 2012-2013 في حين بلغ حجم الإنتاج 215390 غرسة موضحا أنه تم إنتاج 178072 غرسة زيتون أي بزيادة نحو ألفي غرسة عن الانتاج المخطط البالغ 176000غرسة.

 وفي مجال مكافحة الأمراض والآفات والحشرات لفت مدير الزراعة الى التطور الملحوظ في هذا المجال حيث تم إدخال وسائل مراقبة حديثة للمكافحة وفق برامج متكاملة لأي مرض من الأمراض بإشراف فنيي الارشاد الموزعين في الوحدات الإرشادية المنتشرة في المحافظة.

وأوضح خير بيك أنه يتم استخدام المصائد الاستطلاعية التي تعتمد على الفرمونات الجنسية الجاذبة لبعض الحشرات على المحاصيل الزراعية /الزيتون والحمضيات والتفاح والزراعة المحمية وجادوب الصنوبر والحراج / حيث يتم من خلال قراءة المصائد اتخاذ القرار بالمكافحة و تحديد العتبة الاقتصادية للحشرة المستهدفة.

وأكد خير بيك أن الكوادر الزراعية تعمل على نشر مبدا الإدارة المتكاملة لمكافحة الأمراض والآفات الزراعية على الزراعات الرئيسية ويتم من خلاله اتخاذ العديد من الخطوات للتقليل من استخدام المبيدات ونشر الأعداء الحيوية المفترسة والمتطفلة على بعض الحشرات.

وأوضح مدير الزراعة ان الأهداف المستقبلية للمديرية تتركز على "الاهتمام بالزراعات النظيفة والعضوية من خلال المدارس الحقلية النظيفة" ولاسيما البندورة المحمية والزيتون والتفاح والنباتات العطرية والطبية والتوجه نحو زراعة أصناف وأنواع جديدة من الأشجار المثمرة وتنفيذ مشروع بناء سدات مائية جبلية والحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها ونشر التقنيات الزراعية الحديثة.

وأشار مدير الزراعة إلى أن المديرية تعمل على "تعزيز النهج التشاركي مع المجتمع المحلي في مجال إخماد الحرائق" وزيادة عدد الاطفائيات وصهاريج التزويد بالماء وفرق العمل الميدانية إضافة إلى وضع خطة متكاملة للاستثمار بالغابات في شتى المجالات /أخشاب ونباتات طبية وعطرية وسياحة بيئية/ من خلال إجراء المسوحات الشاملة للمقاسم ودعم مشروع تربية وتنمية الغابات وأشار خير بيك الى الدعم المقدم للمنتجات الزراعية وخاصة محاصيل القمح والقطن والشوندر السكري والحمضيات والزيتون والعدس والحمص والذرة مبينا أن عدد المزارعين المستفيدين من صندوق الدعم الزراعي عام 2011 بلغ /85185/ مزارعا حصلوا على 590 مليون ليرة.

ولفت مدير الزراعة إلى الصعوبات التي تواجه تسويق الإنتاج نتيجة الظروف الحالية و"ارتفاع مستلزمات الانتاج وعدم توفر البنية التحتية اللازمة للعملية التسويقية والتصديرية وأسواق الهال" مؤكدا ضرورة الإسراع بإعداد دراسات حديثة لتطوير العملية التسويقية والتصدير وتحديد الاحتياجات الداخلية من الإنتاج الزراعي والفائض وحاجة الأسواق الأخرى.

وبين مدير زراعة اللاذقية أن "تكلفة تسويق واحد كيلو غرام من الحمضيات تبلغ اكثر من 50 بالمئة من تكلفة الانتاج ولاسيما في ظل غياب دعم التصدير للفائض وعدم كفاية التصنيع الزراعي بأشكاله المختلفة مشيرا إلى أن معالجة مشاكل القطاع الزراعي تحتاج الى تضافر جهود جميع الجهات الحكومية وإعادة النظر بعملية التحديد والتحرير ومعالجة موضوع الملكية على الشيوع ووقف التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية واعادة النظر في المخططات التنظيمية وتأمين مستلزمات الانتاج وخفض تكاليفه وتكاليف التسويق ودعم التصدير واعطاء التسهيلات اللازمة لمنح تراخيص تربية الثروة الحيوانية بالمحافظة في مناطق الحماية للمخطط التنظيمي وايجاد حل للتداخل بين الاراضي الحراجية والأراضي الزراعية ذات الملكية الخاصة والتوسع بالتصنيع الزراعي بشكل يستوعب جزءا كبيرا من فائض الانتاج خاصة الحمضيات.

وأشار مدير الزراعة إلى "ضرورة تعديل قوانين الحراج واملاك الدولة والغاء ضريبة الري الحكومي لمن لا يستخدمه مثل الزيتون وبساتين الحمضيات التي لا تصلها مياه الري" وإعادة تفعيل القروض الزراعية لجميع القطاعات وتسهيل عملية الترخيص وزيادة الطاقة الانتاجية لمعامل القطاع العام.

وأكد مدير الزراعة " ضرورة تعيين اطباء بيطريين بعقود سنوية خاصة ولاسيما أن هناك 50 وحدة ارشادية في المحافظة بدون أطباء بيطريين" داعيا إلى إقامة معمل اجبان في المحافظة وتفعيل مخبري الحجر الزراعي والبيطري لتسهيل عمل المستوردين والمصدرين وخاصة ان الكوادر الفنية والمعدات جاهزة لدى مديرية الزراعة للقيام بهذه الاختبارات.

ولفت إلى أهمية دعم وتطوير تربية النحل ودودة الحرير وتشجيعها من خلال انتاج الملكات والطرود في المراكز التابعة لمديرية الزراعة وبيعها للمزارعين وزيادة دعم الإدارة المتكاملة لمكافحة الأمراض والآفات الزراعية ودعم وزيادة الاستصلاح المجاني ليشمل مناطق جديدة.

التعليقات