شكلت أسعار المنظفات المنزلية سابقة فريدة من نوعها تجاوزت كل الحسابات حيث ارتفعت بصورة مريبة مسجلة أرقاما خيالية تجاوزت 300% والحجة واحدة هي صعوبة الإنتاج وصعوبات التوصيل والعقوبات وندرة المادة الأولية
وكأن المواطن المستهلك مسؤول عن ترميم كل هذه الأسباب والكل يجب أن يغلق منافذ «خسارته» المزعومة بالسعر من جيب المسكين الذي لا حول له ولا قوة.‏
المثير للقلق وبحسب صحيفة " الثورة  " أن مسألة وقف السرعة الصاروخية لأسعار مواد التنظيف صار ضربا من الخيال فما يتوفر اليوم من مواد لن تجدها بعد ساعات وإن وجدتها فعليك القبول بسعرها الجديد وكأن المسألة قدر محتوم أو وباء ينتشر بسرعة دون أن يتمكن أحد من وقف انتشاره ووصف العلاج أو اللقاح المناسب .‏
والغريب في حالة أسواق المنظفات ليست الأسعار المرتفعة فحسب لأن قلة العرض مع زيادة الطلب قد تساهم كثيرا بحصول فارق سعري واسع لصالح البائع لكن ما يحدث أن هذا الارتفاع يحدث في وقت ازدهرت فيه تجارة مواد التنظيف وصارت محلات البيع تنافس المطاعم أيام عزها وتنافس محلات بيع الهواتف الخلوية، وافترشت البسطات التي تعرض مواد التنظيف معظم الطرق والساحات والحارات الشعبية حتى باعة الفلافل صاروا يحجزون حيزا من دكانهم لبيع مواد التنظيف ، ومع كل هذه المشاهد تشهد سباقا محموما بالسعر الذي يدعونا للسؤال عن السبب مع نفي واضح لعدم توفر المواد وسقوط الحجج التي يسوقها من يفرضون أسعارهم المتوحشة على الناس .‏
القضية لا تنحصر بمكان جغرافي محدد إذ يصح الحديث عن أنها باتت ظاهرة منتشرة في أسواق المحافظات الأمر الذي يستدعي الإشارة إليه بحثا عن حل خاصة أن مواد التنظيف من ضمن المواد الأكثر استعمالاً واستخدماً وكذلك شراء واستهلاكا، فمثلاً نرى أن مواد التنظيف المستخدمة للغسيل قد قفزت أسعارها إذ سجل سعر الكيلو من مسحوق الغسيل وحسب الماركة التي لم يغب أحدها عن السوق أرقاما فلكية من 150 ليرة إلى حوالي 365 ليرة حالياً علماً أن هذا السعر غير مستقر وثابت و حلقت أسعار عبوة المسحوق سعة 4كغ إلى 7ما فوق 1000 ليرة.‏
كما سجلت أسعار سائل /الجلي/ في الأسواق أسعاراً مرتفعة تجاوزت 125 ليرة, وتراوحت الأسعار بين 120 ليرة للعبوة و160 ليرة حسب الماركة أيضا .‏
ما ذكرناه أعلاه ينطبق على سعر الصابون الجامد الذي بات يباع بالقطعة وكذلك حسب النوع والسعر قفز من 5 ليرات إلى 30 ليرة للقطعة الواحدة، ومثل ذلك مواد الصابون السائل والشامبو متعدد الاستخدام ومن ماركات غير شهيرة فسجل سعر عبوة 2 كلغ ارتفاعا من حدود 80 ليرة إلى 350 ليرة ! وبعض المواد المستخدمة في التنظيف فقد قفز سعرها في أسواق البيع والشراء ليصل إلى 575ليرة علماً أن سعرها منذ حوالي شهرين كان لا يتجاوز ال 200ليرة.‏
الأكثر إدهاشا عندما غزت السوق مواد تنظيف لم يعرفها الناس بألوان وأشكال ونماذج مختلفة وغابت الماركات الكبيرة لتحل محلها ماركات وعناوين جديدة دون أي التزام يذكر بالجودة والمواصفات والتعليمات الخاصة بالشأن الصحي بعد دخول مواد لا تصلح للاستخدام البشري وهناك من يخلط مواد غير معروفة بسعر يقل قليلا عن السعر الرائج دون اكتراث من أحد أو خشية من سؤال على حساب المادة الفعالة .‏
ما نلفت النظر له ونحذر من مخاطره أن قسما من الناس بات تبحث عن البدائل فبدأت بصناعة المنظفات المنزلية في المنزل دون مراعاة لأبسط شروط الصحة والسلامة واستبدلت العبوات القديمة بأكياس وبيدونات البلاستيكية ولكل شيء سعره المنافس أيضا فهل يصح ما نحن فيه وهل لهذا الكابوس أن ينجلي؟‏

 

التعليقات