أكد رئيس المكتب التنفيذي لـ"اتحاد الحرفيين بدمشق" مروان دباس، إن معظم الأبقار في سورية يتم حالياً ذبحها وإرسالها إلى الأسواق للاستهلاك المحلي، أي أن الأبقار الحلوب في ريف دمشق مثلاً في طريقها إلى الزوال، خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر، ولن تبقى بعد ذلك بقرة واحدة تعطي كيلو حليب للسوق، يضاف إلى ذلك أنه رغم هذه الأزمة يتم تصدير وتهريب الأغنام السورية إلى الخارج والسؤال هنا: ما الذي سيبقى للمواطن كي يأكله على مائدته؟.

وبحسب صحيفة "الوطن" المحلية، قال: "ولا ننسى أن العديد من مسالخ الفروج كانت في السابق ترمي الفروج، الذي يصل إلى المسلخ ميتاً أما اليوم فتقوم بذبحه وكأن شيئاً لم يكن ويتم بيعه للمستهلك".

ولفت إلى إن كل الحرف والمهن توقفت عن العمل بنسبة 80%، والسبب الأول هو عدم قدرة الحرفيين الوصول إلى أماكن عملهم بسبب الظروف الحالية.

وأشار دباس وفق صحيفة "الوطن" المحلية، إلى أن عدداً من الحرفيين تحولوا إلى جوالين يدورون في الطرقات يبحثون عن القيام، بما يستطيعون به من إصلاحات وخدمات مشابهة لمهنهم الحقيقية، أما كعمل متكامل كما العادة فإن هذا الأمر لم يعد باستطاعتهم القيام به حالياً.

ولفت رئيس الاتحاد إلى أن العديد من المهن الأخرى التي تقدم الخدمات والسلع والمواد، بقيت تعمل في الكثير من الأماكن إلا أن أصحاب هذه المهن يسرقون المواطن على هواهم دون حسيب أو رقيب.

وعن أكثر المهن التي تضررت خلال الأزمة تحدث دباس، عن مهنة النجارة وصيانة السيارات والنسيج والتريكو وتفصيل الألمنيوم وغيرها من المهن، التي توقفت نهائياً من أصل 40 جمعية حرفية مسجلة في الاتحاد، ومنها الإسمنت والأثاث المعدني وتشكيل المعادن، وصناعة الأحذية والخياطة وصيانة السيارات والتمديدات الصحية، وكذلك مهنة الأجبان والألبان التي تعمل في حدها الأدنى لأنه يتم استعمال الحليب البودرة.

وأكد دباس أن غياب الرقابة الحكومية، أدت إلى قيام البعض برفع أسعار منتجاتهم وخدماتهم إلى أضعاف كثيرة عن النسبة المعقولة، إضافة إلى أن الغش أصبح متفشياً بشكل كبير، وهذا هو حال مادة اللحم بالتأكيد ولا ننسى أن احتمال أكل المواطن للحم الحمير والجواميس وغيرها أصبح اليوم وارداً أكثر من أي وقت مضى.
وكشف أن إيرادات الاتحاد توقفت بشكل شبه كامل، نتيجة توقف الجمعيات عن العمل والتي كانت تسهم في قسم من إيرادات الاتحاد.

واستدرك دباس قائلاً: "أنا رئيس اتحاد ومرتبي لا يتجاوز 12 ألفاً و100 ليرة سورية، فهل من المعقول أن يعيش المواطن في ظل هذا الغلاء بهذه المعاشات؟".

ورداً على سؤال عن المهن القادرة على العودة بسرعة إلى العمل فور تحسن الأوضاع الحالية قال دباس: "يمكن لمهن الخدمات أن تعود فوراً للعمل، ونؤكد أنه بعد تسهيل المرور إلى المناطق الصناعية يصبح حل المشكلة وارداً، لأننا نمتلك قوة عاملة رهيبة وكبيرة، وعندنا حرفيون مهرة قادرون على تلبية وتصنيع قسم كبير جداً مما نحتاجه محلياً حتى في ظل هذه المقاطعة والعقوبات الاقتصادية والحظر التجاري على سورية، ولا ننسى أنه بفضل مهارة الحرفيين السوريين استغنينا خلال العقود الماضية عن الكثير من الآلات الصناعية واستفادت سورية منها، وأؤكد أنه رغم مقاطعة معظم الدول لنا إلا أننا قادرون على تلبية ما نحتاجه بجزء كبير منها".

وامتدح دباس مستوى الحرفيين السوريين، "وأذكر أنه عندنا 4 آلاف حرفي في منطقة حوش بلاس، وهم من أمهر الحرفيين في سورية ولديهم تمييز على مستوى دولي، وهم قادرون على صيانة الآليات ولا أبالغ أنهم قادرون على إصلاح أعطال قطع، قد لا تقوم الشركات الأصلية بإصلاحها".

وحول ما قدمته الحكومة وما هو مطلوب منها خلال المرحلة الحالية وبعد هدوء الأوضاع، أكد أن الحكومة تريد تقديم الكثير للحرفيين ولكن الظروف الحالية غير مناسبة، وليس لديها حالياً القدرة على الحركة بمجال واسع كما في وقت سابق قبل الأزمة.

وأشار إلى أن الحكومة تفهمت أمور الحرفيين بشكل جيد خلال الأزمة، ولا ننسى أن أي طلب نريده تستجيب له القيادة السورية بشكل فوري.

وبعد انتهاء الأزمة مباشرة نحن جاهزون لإعمار البلد وبفترات زمنية قصيرة وقياسية، لتكون أفضل من السابق خصوصاً مع الدعم الكبير، ويدنا العاملة قادرة على ذلك ولا ننسى أن هذه اليد قامت بإعمار دول بأكملها من الخليج إلى لبنان ودول في المغرب العربي.

كما أن الحرفي السوري الذي ذهب ليعمل حالياً في مصر، ظهر أنه متميز في عمله على الجميع حتى إنه يتقاضى مرتبات أعلى من مرتب الحرفي المصري نفسه، ونحن متميزون في العالم وجاهزون على البيان وليس بالكلام.

وأكد دباس وجود حرفيين يستطيعون تقليد القطعة بنسبة 100%، ولو كان عمر القطعة 5 آلاف سنة، وصنع طبق الأصل لها، وهم ممنوعون من القيام بذلك، وهذه الميزة لا تتوافر في أي مكان وهناك من يستعين بهم في أوروبا لهذا الغرض.

وبلغ عدد الأعضاء المسجلين في مختلف الجمعيات الحرفية التابعة لـ"اتحاد الحرفيين بدمشق" 21123 عضواً، وذلك حتى الأول من كانون الثاني العام الحالي 2013 إضافة إلى 282 من السيدات الحرفيات. وانضم خلال العام نفسه 173 عضواً جديداً إلى عدد من هذه الجمعيات الحرفية أبرزهم اللحامون، والحلاقون، والمصورون، وصناع الخبز، ومالكو السيارات والأجبان والألبان وتعبئة بوابير الغاز، في حين بلغ عدد الحرفيات حتى نهاية عام 2102 نحو 282 حرفية.

التعليقات