أوضح تقرير  أن أسعار البيض الدجاج ولحم الفروج سجلت ارتفاعات كبيرة بسبب الأزمة التي تعيشها البلاد والتي أدت إلى تحول سورية من بلد منتج للبيض والفروج إلى بلد مستورد لهم، كما بين أن حركة التداول بالنسبة للمادتين في أدنى مستوياتها حالياً، وقد يصبح استهلاك البيض والفروج بالنسبة للأسرة السورية كاستهلاك السمك ومن النوادر.
وقال تقرير لصحيفة "تشرين" الحكومية، إن: "الأسواق وحركة التداول مازالت تسجل ارتفاعات كبيرة بأسعار بيض الدجاج ولحم الفروج وذلك لأسباب عديدة"، مشيرا إلى أن "70% من الأسباب تركزت على تداعيات الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عامين".
وبين أنه "لم تقف الأمور عند ارتفاع الأسعار وحده بل إن مسار الأحداث يتجه إلى تحول سورية من بلد منتج للبيض والفروج وكان لديه فائض كبير يقدر بنسبة 40% زيادة على حاجات السوق المحلية بالنسبة للبيض وكان يأخذ طريقه للتصدير، فقد كانت سورية قبل الأزمة تمثل المرتبة 35 على مستوى العالم في إنتاج البيض والفروج، أما الآن فإن سورية متجهة بشكل حتمي إلى بلد مستورد للبيض والفروج".
وحول أسعار الأعلاف، تضاعف سعر طن فول الصويا خلال 17 شهراً أكثر من 3 مرات، إذ كان سعر الطن في الشهر الأول من العام 2012 حوالي 27500 ليرة أما الآن فإن السعر يزيد على مئة وأربعة آلاف ليرة، وبالنسبة لسعر طن الذرة فقد تضاعف هو الآخر بحدود 3 مرات خلال الفترة نفسها فكان 18 الف ليرة وحالياً يباع بـ50 ألف ليرة.
ويضاف إلى ذلك تضاعف نقل الأعلاف وأيضاً نقل الانتاج من المداجن إلى الأسواق، كما أن صوص الفروج كان سعره حوالي 15 ليرة قبل 17 شهراً أما الآن فوصل إلى 80 ليرة أما صوص الدجاج البياض فوصل سعره إلى 100 ليرة حالياً وكان في بداية العام الماضي حوالي 30 ليرة.
أما بالنسبة لأسعار المنتج، وصل سعر كغ الفروج الحي إلى 280 ليرة وإلى 400 ليرة للمذبوح والمنظف يوم الخميس الماضي كما وصل سعر كغ شرحات الفروج إلى 800 ليرة أما سعر صحن البيض أرض المدجنة فوصل إلى 350 ليرة.
بدورهم، أكد العديد من مربي الدواجن أن "نسبة المداجن العاملة لا تتجاوز حالياً 40% من إجمالي المداجن التي كانت قائمة قبل الأزمة كما أن المداجن العاملة حالياً تعمل بنسبة أقل من 30% من طاقتها الإنتاجية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وافتقاد الأمن في مناطق العمل".
كما أشاروا إلى "صعوبة وارتفاع تكاليف نقل الأعلاف والمنتج، وبالعودة إلى أسباب ارتفاع الأسعار وتراجع حجم المنتج فإن الحكومات السابقة تعد مسؤولة بشكل مباشر عن الأزمة من خلال عدم إدراكها لأهمية ودور قطاع الدواجن وإسهامه في تحقيق الأمن الغذائي ودوره في تشغيل العمالة وأيضا مساهمته في الاقتصاد الوطني".
وكان قطاع الدواجن يؤمن فرص العمل لحوالي مليون عامل سوري، بدءاً من استيراد الأعلاف وطحنها وتجهيزها ومروراً بعمليات التربية وانتهاء بتسويق المنتج، لكن الحكومات السابقة تفننت وذهبت بعيداً في توجيه الضربة تلو الضربة لهذا القطاع.
وبعد النكبات الكبيرة التي أصيب بها هذا القطاع بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق العالمية وما سبقه من عزوف المستهلكين عن تناول منتجات الدواجن "بيض- فروج" بسبب الأخبار غير الدقيقة عن انتقال العدوى بفيروس انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير ارتأت الحكومة منع تصدير فائض البيض في عام 2009 فانهارت أسعار المنتج في السوق المحلية فوجد العديد من المربين أن طريق الخلاص من استمرار الخسارة يكمن في إغلاق المدجنة، بحسب التقرير.
كما وجهت الحكومة ضربة جديدة لقطاع الدواجن الذي لم يتماثل إلى الشفاء بعد، ففرضت ضريبة جديدة على الأعلاف تحت مسمى "الضميمة"، وكان نتيجتها اغلاق عدد كبير من المداجن مجددا، ولم تكتف الحكومات السابقة بذلك بل قابلت صرخات المربين المطالبة بالدعم أسوة بالمحاصيل الأساسية بالمماطلة والتذرع بدراسة آلية الدعم إلى أن كان قرارها النهائي الهروب من الدعم نهائياً وترك المربين الذين صمدوا في السوق ليواجهوا مصيراً صعباً وجديداً مع بدء الأزمة.
وأشار التقرير إلى أن "الحكومات المتعاقبة تنكرت لكل الأصوات التي كانت تشير إلى أن هذا القطاع أصبح في قلب الخطر وأنه الأكثر تعرضاً للخطر وإلى الانحسار ومن ثم الزوال، ونحن نحصد حالياً نتائج تداعيات الأزمة ومحاربة الحكومات السابقة لقطاع الدواجن الذي كان يشكل أحد أهم ركائز الأمن الغذائي".
يشار إلى وجود توقعات عدد من مربي الدواجن بأن فورة جديدة ستحدث في أسعار البيض والفروج مع قدوم شهر رمضان المبارك وأنه إذا تُرك المربون لقدرهم في شراء الأعلاف من دون أي دعم وفقاً لأسعار صرف الدولار فإن اغلاقات كثيرة للمداجن سيسجلها المستقبل القريب، بحسب التقرير.
كما أن حركة التداول بالنسبة للفروج والبيض في أدنى مستوياتها حالياً، وقد يصبح استهلاك البيض والفروج بالنسبة للأسرة السورية كاستهلاك السمك ومن النوادر.
وكان مدير عام "المؤسسة العامة للتجارة الخارجية" محمد حمود كشف الشهر الماضي، أن المؤسسة تعمل حالياً على تحضير الإعلان لاستيراد 3 آلاف طن من الفروج المجمد.
يشار إلى أن الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن القرنفلة، كان ذكر في وقت سابق، أن صادرات البلاد من بيض المائدة سجلت تراجعاً كبيراً خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام البالغة 58 مليون بيضة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2012 والتي بلغت 336 مليون بيضة، أي انخفضت 278 مليون بيضة.

 

التعليقات