وضح أمين سرنقابة الدواجن في لبنان " سمير قرطباوي" أنّ «هذا الانخفاض الحاصل في أسعار البيض والفروج لم يشهده القطاع منذ سنوات»، مشيرا إلى أنّ «سبب هذا التدني الكبير، هو تزايد الكميات المستوردة من سوريا لا سيّما ما يدخل منها بطرق غير شرعية».


ويلفت الانتباه إلى أن «كميات كبيرة من الصيصان تستورد من سوريا، وبعد تربيتها في لبنان، تباع بأسعار بخسة لتنافس الإنتاج اللبناني»، معتبراً أنّ «وضع المزارع اللبناني اليوم مزرٍ، وهو يعاني من خسائر لا تحتمل، ويبيع بأسعار أقل من الكلفة».


حيث يباع الكيلوغرام من «فخاذ الدجاج» بـ3500 ليرة في السوبر ماركت، في حين حدّدت وزارة الاقتصاد والتجارة سعره بـ6900 ليرة كحدٍ أقصى، ما يعني أنه يباع بنصف السعر المحدد. أما البيض فليس وضعه أفضل بكثير، إذ «الكرتونة» تباع بـ4000 أو 5000 ليرة في سوق المفرّق، ما يشير إلى انخفاضٍ لا يقلّ عن 4000 ليرة للكرتونة، التي كانت تباع قبل أسابيع قليلة بـ8000 و9000 ليرة.


ووفق الأرقام، استورد لبنان من سوريا، خلال الثلث الأوّل من العام 2013 أي حتى نيسان الفائت، 5.071 مليون دولار من الألبان ومشتقاتها وبيض الطيور، ما يساوي 1824 طنا، فيما استورد خلال الفترة نفسها من العام 2012 من الصنف نفسه، 3.666 مليون دولار، ما يساوي 1105 أطنان. وبذلك تكون نسبة استيراد بيض الطيور والألبان، من سوريا قد ارتفعت 38.32 في المئة خلال الثلث الأول من هذا العام، أي ما يساوي 1.405 ملايين دولار.


ويفيد قرطباوي بأنّ «سعر كرتونة البيض في الجملة، أصبح 2.25 دولار، بينما كان قبل شهرين، 4 دولارات»، ويشير إلى أنّ «صندوق البيض كان يباع قبل شهرين تقريباً بـ48 دولاراً، أما اليوم فسعره لا يتجاوز 28 دولاراً. وتبلغ الخسائر في كل صندوق حوالي 10 دولارات».


أما بالنسبة للفروج، فيشير قرطباوي إلى أنّ «كيلو الفروج الحي كان يباع بـ2.15 دولار قبل شهرين، ليربح المزارع 40 أو 50 سنتاً في الفروج الواحد، أما اليوم فسعره لا يتجاوز دولارا و30 سنتا تقريباً».


وإذ يشير قرطباوي وفقاً لصحيفة " السفير اللبنانية " إلى أنّ «موسم الصيف عادةً يرافقه ارتفاع في الطلب على الدواجن، وانخفاض في كمية الطلب على البيض، ما يخفض سعره قليلاً، يؤكد أنّ «هذا العام شهد انخفاضاً غير طبيعي، ومنافسة قوّية ليس في مقدور المزارع اللبناني تحمّلها، لا سيّما أنه يتحمّل خسائر كبيرة ويبيع بأسعار أقل من الكلفة لتصريف الإنتاج». ويرى أنّ «هذه الأسعار كارثية بالنسبة للمزارعين»، مطالباً «وزارة الاقتصاد بالتدخل فوراً، لوقف التهريب، وتشديد المراقبة للحدّ من دخول الفروج والبيض بكميات غير مضبوطة إلى السوق اللبناني».


من جهتها، تسأل المهندسة الزراعية الاختصاصية في قطاع الدواجن دانيال عياش: «لماذا تشرّع الأبواب للاستيراد، ما دامت المزارِع اللبنانية قادرة على تغطية الحاجة المحليّة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إذا أزاحوا عنها كابوس المنافسة الأجنبية وقدّمت الدولة لها التشجيع الكافي لاستمرارها؟».


وتشير إلى أن «إدخال كميات كبيرة جداً إلى لبنان من الدجاج بأسعار بخسة، يضع المزارع اللبناني في وضع محرج جداً، فيضطرّ إلى حرق أسعاره أو إتلاف إنتاجه»، مفيدةً بأنّ «الأيام العشرة الأخيرة شهدت أكبر انخفاض شهري في الأسعار، على الرغم من أنّ تراجع الأسعار كان مقبولا قبل 10 أيام».


وتلفت عياش الانتباه إلى أنّ «مربي الدواجن في لبنان يتكبّدون الكثير من المصاريف، فهم مثلاً يستوردون الحبوب للدجاج، ما يساوي 70 في المئة من سعره عند البيع». وترى أنّ «المزارع اللبناني يتحمّل إضافةً إلى التهريب، المنافسة الأجنبية، لا سيّما ما يستورد من البرازيل».


يشار إلى أنّ متوسط استهلاك الفرد اللبناني من لحم الدجاج 18 كيلوغراما سنوياً، مقابل 9 كيلوغرامات في سوريا قبل الأزمة، و64 كيلوغراما في الإمارات و46 في الكويت و21 في الأردن.


وكانت هذه الأرقام تعدّ متدنية في سوريا مقارنة مع الدول العربية الأخرى، ومع إنتاجها من الدواجن والبيض، بحيث احتلت سوريا قبل ثلاث سنوات، المرتبة الأولى عربياً في تصدير البيض، وتخطى حجم استثمارها في قطاع الدواجن 150 مليار دولار، تصدّر منها كميات كبيرة.


أما في ظلّ تفاقم الأزمة اليوم، فقد تراجع الطلب على استهلاك الدجاج والبيض نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية، وحركة النزوح المتزايدة.

التعليقات