أوضح رئيس قسم السياسات التجارية في "المركز الوطني للسياسات الزراعية" في "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي" محمود ببيلي، أن المركز طرح مقترح ورقة عمل لإنشاء سوق مشتركة سورية لبنانية عراقية إيرانية إثر تداعيات الأزمة التي تمر بها سورية، وتمت إحالتها إلى المديريات المركزية في الوزارة، لإبداء الملاحظات، بهدف الوصول إلى رؤية موحدة ليصار إلى إرسالها إلى الجهات المعنية للنظر بإمكانية اعتماد تنفيذها. وأكد أن هذه الدول الأربع تشكل منطقة جغرافية متصلة وتمتلك مقومات اقتصادية هامة ومتعددة، كما أن إمكانات التبادل التجاري فيما بينها لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير. موضحا أنه بالنسبة لسورية فسيكون قطاعها الزراعي مستفيدا أكثر من القطاعات الأخرى، بتأسيس هذه السوق نظرا للضعف النسبي في الإنتاج الزراعي للدول الثلاث الأخرى. وأضاف ببيلي أن مؤشر شروط التبادل التجاري الذي تم تطبيقه في هذه الورقة والذي يعكس الواقع الحالي للتبادل التجاري البيني، يدل على أن شروط التبادل التجاري مع لبنان بشكل عام هي لمصلحة سورية، سواء بالنسبة للمنتجات الخام أو المصنعة والغذائية أو غير الغذائية، وهذا مؤشر ايجابي بالنسبة للتجارة الزراعية السورية مع لبنان وكذلك مع العراق، فشروط التبادل التجاري الزراعي تميل لمصلحة سورية سواء بالنسبة للمنتجات المصنعة أو الخام ولاسيما في السنوات الأخيرة بالنسبة للخام. كما أن شروط التبادل التجاري مع لبنان للحبوب الزيتية والجلود والفواكه المعدة والأغذية والمنتجات الحيوانية، أصبحت تميل لمصلحة سورية بشكل متزايد، بينما تميل تجارة الأسمدة لمصلحة سورية بشكل متذبذب وكذلك المنتجات غير الغذائية عموما. أما بالنسبة لإيران فبين ببيلي أن هناك تراجعا في ميل شروط التجارة الزراعية معها لمصلحة إيران، وهو ما يستدعي من القطاع التجاري السوري العمل لتلافي هذا التراجع، من خلال البحث عن المعيقات التجارية الزراعية مع إيران واكتشاف الفرص الجديدة في هذه التجارة البينية في آن معا. وأوضح ببيلي أنه وباستخدام مؤشر التوافق التجاري الذي يكشف عن مدى التوافق بين هيكل المنتجات المحلية وحاجة الأسواق المستوردة، فقد تمت دراسة بعض السلع التجارية البينية لسورية مع كل من البلدان الأربعة، حيث تم اختيار هذه السلع على أساس المعرفة المسبقة بأهم المنتجات الزراعية في كل منها، وتبين أن هيكل الإنتاج السوري من الحبوب لا يتوافق كثيرا مع حاجات الأسواق اللبنانية والعراقية والإيرانية، وإن كان العراق هو الأكثر إمكانية لوجود فرص تجارية معه، كما تبين عدم وجود توافق كبير بين هيكل الإنتاج السوري من الحمضيات وبين متطلبات الأسواق الثلاث لكن الوضع يبقى أفضل من حالة قطاع الحبوب. وأشار وفق وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، إلى أن نسبة التوافق مع السوق الإيرانية معقولة نسبيا، وكذلك بدت نتائج مؤشر التوافق التجاري لقطاع الحيوانات الحية غير مشجعة، وأخيرا يفيد المؤشر بضعف توافق هيكل الإنتاج السوري مع هيكل الاستهلاك في الأسواق الثلاث بالنسبة لقطاع زيت الزيتون، ولاسيما في إيران ولا يشجع على تصدير الزيت السوري إلى تلك الأسواق. ومن خلال هذه النتائج رأى ببيلي أن المصدر السوري سيواجه صعوبة في تصدير الحبوب والحمضيات والحيوانات الحية وزيت الزيتون، إلى كل من الدول الثلاث وإن كانت إمكانية تصدير الحبوب إلى العراق أو الحمضيات إلى إيران أقل صعوبة. وباستخدام مؤشر التنافسية السعرية الذي يقيس مدى وجود ميزة سعرية للبلد المصدر، في الأسواق المستوردة بالنسبة لسلعة ما، وبالتالي وجود قدرة تنافسية أفضل أوضح ببيلي أن النتائج كانت جيدة، وأشارت إلى وجود تنافسية سعرية قوية للتفاح والبندورة والجبنة السورية في السوق العراقية وتنافسية سعرية جيدة للجبنة السورية في السوق اللبنانية، ويتبين كذلك وجود تنافسية سعرية قوية جدا للمعجنات السورية في السوقين اللبنانية والعراقية ولألياف القطن في السوق الإيرانية، أما البرتقال السوري فلم يصل بعد إلى اكتساب الميزة التنافسية السعرية في السوق الإيرانية وإن كان غير بعيد عنها.

التعليقات