توقف 50% من سرافيس دمشق وريفها عن العمل بسبب انخفاض مدخولها الشهري وارتفاع اسعار الوقودتوقف نحو 50% من السرافيس عن عملها بسبب تراجع المدخول الشهري لسائق السرفيس مقارنةً مع ارتفاع أسعار الوقود، بالإضافة للأزمة المرورية الخانقة التي تعم شوارع العاصمة وطرق أريافها. ووجد سائق السرفيس أن التحول للعمل بمهنة أخرى ستكون أفضل وستزيد من دخله الشهري، وأولى المهن التي فكر بها سائق السرفيس هي التاكسي لما تدره من أرباح كبيرة خصوصاً بظل هذه الأزمة التي تمر على البلاد، حيث أن عمل السرفيس محصور بخط معين لا يمكن تجاوزه مع معرفة كافية بعدد الركاب بكل رحلة ذهاباً أو إياباً، وحصر السائق دخله اليومي لحد كبير "عكس سائق التاكسي". من المعروف أن "السرفيس" تأثر كثيراً حتى قبل الأزمة بسبب دخول شركات خاصة للنقل الداخلي، والمعروفة بباصاتها الكبيرة التي تقل ما يقارب 50 راكباً وأكثر بالرحلة الواحدة، وطبعاً سعر التنقل بها أقل من سعر التنقل بالسرفيس خصوصاً للموظف وطالب الجامعة، الذي يذهب بشكل يومي لعمله وتجدر الإشارة إلى أن سائق الباص الكبير يتبع لشركة خاصة ويقبض راتباً شهرياً، بعض النظر عن ارتفاع أسعار الوقود وعدد الرحلات التي يجريها خلال دوامه الرسمي. ليس بالعمل الجديد، لكنه أصبح اليوم أكثر أهمية وقدرة على التعايش مع الواقع الحالي، والمقصود بذلك ارتباط السرفيس وسائقه بإحدى الشركات الخاصة أو المدارس لنقل الموظفين والطلاب وفق عقد يبرم بين الطرفين يتفق به على تسعيرة الرحلة الواحدة، مع احتساب عدد الكيلو مترات التي تقطع. السائق منهل الذي يعمل مع سرفيسه لحساب إحدى الشركات الخاصة التي تقع بمنطقة الكسوة بريف دمشق، ينقل الموظفين إلى معملهم من وسط العاصمة ويرجعهم لمنازلهم بنهاية دوامهم براتب يومي قدره 2000 ل.س بعد أن كان سابقاً 800 ل.س، قبل الأزمة ليرتفع تدريجياً إلى 1200 و1600 ليصبح 2000 حالياً بواقع 50 ألف ل.س شهرياً، ثم يصرف منه ما بين وقود وصيانة وبعض الأمور الأخرى المتعلقة بالرسوم وغيرها من 20 إلى 25 ألف ليبقى له ما يغنيه مع عائلته. وجد بعض سائقي السرافيس طريقة جيدة للعمل ربما تستطيع إبقاءهم على رأس عملهم، وهي اقتصار خط السرفيس لمناطق محدودة كمثال على ذلك بعض سرافيس أرياف ريف دمشق "صحنايا"، حيث إن السائق حصر خطه بمنطقة صحنايا فقط مع رفع التسعيرة لكي يهرب من الأزمة المرورية الموجودة على طريق دمشق لأنه إذا أخذ من الراكب 50 ل.س، والسرفيس مليء بالركاب لا يمكن أن تنفعه كما قال أبو طاهر، لأن الوقوف لعدة ساعات مع نفس الركاب خسارة بخسارة بمعادلة 12 راكباً بمبلغ 50 ل.س يساوي 600 ل.س وخط السرفيس ذهاباً يكلف مازوتاً ما يعادل 300 ل.س ناهيك عن الوقوف لثلاث ساعات على أقل تقدير بكل رحلة سيوصل السائق لأخر الشهر دون تحقيق أي شيء يذكر، وخصوصاً من يعمل على سرفيسه شخص آخر ويقاسمه الربح والعمل بدوام واحد لأن السير يتوقف قبيل غروب الشمس بمعنى أن ساعات العمل قلت أيضاً. وبحسب صحيفة "الوطن" المحلية، كثرت شكاوي المواطنين من عزوف أغلب سائقي السرافيس عن العمل دون التفكير بسبب ذلك، ولكن من سينصف السائق والمواطن من هذه المشكلة الكبيرة وخصوصاً مواطني الأرياف الذين يعانون الأمرين قبل الوصول لعملهم بالعاصمة، لعدم وجود عدد كاف من السرافيس لنقلهم وطمع سائقي التكسي وأزمة المرور الخانقة. طمع بعض سائقي السرافيس بطلب تسعيرة كبيرة إلى حد ما من الركاب، هو نتيجة واقع فرض على كلا الطرفين ولا يمكن لأحد أن ينكره، والحل ينتظر اهتمام المسؤولين والتوجه لوضع قواعد وأسس وتسعيرات جديدة لتعرفة الركوب بالسرفيس وتوجيه الباصات الكبيرة للعمل من الريف للمدينة وبالعكس، لأنها تقل أكبر عدد ممكن من الركاب، وبالتالي مساعدة المواطن بعض الشيء، ووضع السرافيس للعمل بالمدينة لتخف الأزمة المرورية التي يسببها وجود الباصات الكبيرة بشوارع العاصمة وبالتالي نكون وصلنا لحل مبدئي بانتظار ما تحمله الأيام لوضع آلية عمل جديدة لكل وسائل النقل الداخلية وذلك بحسب اقتراحات العديد من السائقين.

التعليقات