كشف مدير مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين علي حبيب عيسى عن إحراق الإرهابيين لحوالي 76 ألف طن قطن في محافظة الرقة. وفي هذا الجانب كشف عيسى في تصريح لـ«الوطن» عن قرار رئيس الحكومة قبل أيام قليلة حول الموسم الصيفي القادم من القطن، والذي ينص على عدم إعطاء الفلاحين قيمة مستلزمات إنتاج هذا المحصول من القطن إلا «نقداً»، أي أثناء تسليم المزارع لمحصول القطن. وأكد عيسى خطورة هذا القرار الذي سيؤثر حتماً على أرض الواقع وعلى قرار المزارعين في زراعة هذا المحصول أم عدمها. وقال: سيؤدي هذا القرار إلى امتناع الأغلبية العظمى من الفلاحين عن زراعة القطن لأن المزارع كان يحصل على القروض لتلبية احتياجات محصوله من سماد وبذار وغيرها ريثما ينتج المحصول ليتم حينها خصم قيمة القرض من هذا الإنتاج. وأشار عيسى إلى أن هذا القرار طالب به المدير العام للمصرف الزراعي بحجة أنه سيخسر 8 مليارات ليرة سورية في حال قدم هذا القرض للفلاحين ولأنه لا يملك ضمانة بإعادة الفلاحين لقيمة القرض. ولفت مدير مكتب الشؤون الزراعية إلى أن استمرارية عمل الفلاحين ضرورية علماً أن مردود هذا القرض يصل إلى 40 مليار ليرة سورية سنوياً. وفي سياق متصل أفاد مصدر مسؤول في الاتحاد العام للفلاحين أن خسائر المنظمة الفلاحية على امتداد ساحة الوطن تتجاوز ما قيمته ثلاثة مليارات ليرة سورية، وذلك بسبب العمليات الإرهابية التي تقوم بها العصابات الإرهابية المسلحة. وأوضح المصدر في كتاب حصلت «الوطن» على نسخة منه أن هذه الخسائر عبارة عن مجموعة من المشاريع والممتلكات العائدة للمنظمة الفلاحية على اختلاف مستوياتها، وشملت معاصر الزيتون والمخازن الاستهلاكية في حلب وإدلب واللاذقية، إضافة إلى مقرات المنظمات الفلاحية في مختلف المحافظات ومحطات الوقود في دمشق ودرعا وحماة ودير الزور والحسكة. إضافة إلى سرقة 25 سيارة باجيرو و59 جرار، كما شملت الخسائر معمل الري الحديث الذي بلغت كلفته لوحده أكثر من ربع مليار ليرة سورية إضافة إلى تخريب محركات الري. والجدير بالذكر -حسب كتاب الاتحاد- أن هذه المشاريع التي تعرضت للتخريب والتدمير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة كانت تقدم خدمات للفلاحين والمزارعين بسعر التكلفة وسوف تحتاج جهوداً كبيرة وزمناً طويلاً من المنظمة الفلاحية لإعادتها إلى الخدمة. وتعليقاً على هذا الأمر قال عيسى إن خسائر القطاع الزراعي لحقت أيضاً بالفلاحين المزارعين وليس فقط بالمنظمة الفلاحية. وعن الأمثلة حول ذلك أشار إلى أنه تم قطع عشرات آلاف أشجار الزيتون إضافة إلى تضرر جميع الفلاحين من زيادة أجور اليد العاملة التي ارتفعت أضعافاً مضاعفة. ولفت أيضاً إلى أن الأشجار الحراجية قطعت، ناهيك عن أن الكثير من المحاصيل لم يستطع الفلاح جنيها، وأن قسماً من أقماح العام الماضي حرقته العصابات الإرهابية، وكان المزارع هو الخاسر الأول، إضافة إلى حرق ونهب وسرقة مخازن الأعلاف في معظم محافظات البلد الأمر الذي انعكس سلباً على الثروة الحيوانية من حيث تربيتها ونموها.

التعليقات