خرج المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الاربعاء 13 فبراير/شباط عن صمته للمرة الاولى منذ مغادرته البلاد في كانون الاول/ديسمبر الماضي، قائلا انه ترك سورية بعدما لم يعد ثمة مكان فيها "للوسطية والاعتدال". وقال مقدسي في بيان حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه "لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلدا طبيعيا، واعتذر من الناس الذين وثقوا بمصداقيتي، على المغادرة بدون اعلان مسبق. فقد تمنيت لو كان بامكاني البقاء على تراب الشام، لكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الامور عن السيطرة". وقال مقدسي ردا على سؤال لفرانس برس عبر البريد الالكتروني انه "مستقل" ولم "ينضم الى صفوف احد". وجاء في بيان مقدسي "خرجت من المشهد مستقلا لكي لا أزيد ألم بلدي (...) ولكي لا اكون خنجرا بيد أحد ضد مصلحة سورية". وشدد مقدسي على انه لا يملك اسرارا "يطمع فيها أحد"، وانه ليس "ممن يفرط بالأمانة اصلا". واضاف ان "الحراك الشعبي المتمثل بالمطالب المشروعة قد كسب - بمبادئه وجوهره- معركة القلوب، لان المجتمع بجميع اطيافه يقف دوما مع الاضعف ومع المطالب المشروعة للناس" لكنه "لم يحسم بعد معركة العقول لدى السوريين لاسباب كثيرة". وكان مقدسي غادر دمشق في الثالث من كانون الاول/ديسمبر الماضي من دون ان تعرف وجهته. وتردد ان سبب ابتعاده يعود لضغوط تعرض لها من محيطين بالرئيس السوري، في حين ذكرت مصادر قريبة من السلطات انه في "اجازة لمدة ثلاثة اشهر". ولكن جهاد مقدسي قال في بيانه الاربعاء ان مغادرته كانت كفيلة بان "افهم الناس انني وددت مخاطبة العقلاء فقط" لان الاطراف على الارض " لم تعد تستطيع  ان تسمع اي صوت بسبب الدماء". وطالب مقدسي المعارضة بأن تمد يدها للآخر وأن تعمل على طمأنة فئات الشعب المختلفة. واوضح انه غادر بهدوء "لكي اكون بشكل مستقل ووطني -كسائر السوريين- مع عملية التغيير السلمي المنشودة في سورية، المبنية على الشراكة الوطنية والحوار الوطني بين ابناء الوطن الواحد". وشدد على ضرورة ان يتم هذا التغيير "بعيدا عن الكراهية والتطرف والتدخل العسكري الخارجي، فهذا هو المخرج السياسي الانسب، وقد يكون الوحيد للازمة السورية". ولم يحدد مقدسي مكان اقامته الحالي، مكتفيا بالقول انه استقر منذ مغادرته "لدى اخوان لنا من الشرفاء ممن يساعدون الشعب السوري على تجاوز محنته الانسانية بدون تمييز". ونفى ان يكون قد زار الولايات المتحدة او اي دولة اوروبية "رغم ان جواز سفري يحمل كل السمات اللازمة" ، كما قال. وجهاد مقدسي هو مسيحي من دمشق. وكان يقيم في لندن حيث اعد اطروحة الدكتوراه عن الاعلام خلال عمله في السفارة السورية، عندما استدعي الى دمشق بعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس الاسد منتصف آذار/مارس 2011.   سيريا ديلي نيوز

التعليقات