كما يبدو لم يعد رغيف الخبز خطاً أحمر في محافظة حماة، وتحديداً في ريفها الغربي الذي تستجر مخابزه العامة والخاصة دقيقها التمويني، من مستودع السورية للحبوب في مطحنة كفربهم، الذي ينتج عنه رغيفٌ غير صالح للاستهلاك البشري،
وإن استهلكه المواطنون فيكون ذلك على مضض لأنهم لا يجدون عنه بديلاً، ومكرهون لا أبطالاً!. هذا حال لسان العديد من المواطنين الذين  يشكون سوء حال رغيفهم المنتج في أغلبية مخابز منطقة الغاب العامة والخاصة، التي يرد إليها الدقيق من مطحنة كفربهم مجبَّلاً كالصخر، وقالوا: رغيفنا لا يصلح حتى علفاً للحيوانات، ومع ذلك نضطر لأكله لأننا غير قادرين على شـــــــراء خبز سياحي.
مصدر في التجارة الداخلية بحماة فضَّل عدم ذكر اسمه، أكد أن الدقيق التمويني الذي تستجره مخابز المنطقة المذكورة هو من مطحنة كفربهم، ورغم سوئه فهو ضمن المواصفات القياسية السورية للدقيق، ولكنه يحتاج إلى خلط بدقيق منتج بمطحنة سلمية بنسبة 30 بالمئة، و 30 بالمئة من مطاحن أخرى ما يعدل الأمر ويجعل الرغيف مقبولاً. وعن الدقيق المجبَّل المورد إلى منطقة الغاب،
قال: الأمر يتابع على أعلى مستويات، وثبتنا الحالة بوثائق رسمية وعزلنا الكميات المجبلة على طرف وأرسلنا عينات منها للتحليل، وتم تكليف لجان تفتيشية للتحقيق بموضوع الدقيق وتم اتخاذ إجراءات احترازية، وهناك معالجات، والخبز صار بمخبز السقيلبية جيداً. وأكد المصدر أن كل الإجراءات القانونية ستتخذ بحق المسؤولين عن هذا الدقيق، والمسألة مسألة أيام فقط.
من جانبه قال مدير فرع السورية للحبوب بحماة عزمي باكير رداً على أسئلة «الوطن» حول هذا الدقيق الفاسد: الدقيق مخزن بمستودع مطحنة كفربهم قبل تكليفنا بمهمة إدارة السورية للحبوب، وهو مركز رئيسي لتوزيع الدقيق على كل مخابز المحافظة،
ويرد إليه دقيق من المطاحن العامة والخاصة بالمحافظة، وقد تم توزيعه منذ بداية الشهر الثاني للمخابز، ولما فوجئنا بأنه مجبل قمنا بفرزه، لافتاً إلى أنه يتم خلط المجبل بـ60 بالمئة من دقيق مطحنة سلمية فالكميات المخزنة لا يمكن إتلافها. وأوضح أنه عند الانتهاء من كل الكميات المخزنة لن يتم استلام دقيقاً إلاَّ من مطحنة سلمية وسيكون كل الدقيق الموزع لمخابز المحافظة من نوعية جيدة، وبمواصفات واحدة، والخبز المنتج سيكون ممتازاً.
مدير عام شركة المخابز جليل إبراهيم قال: الدقيق المخالف للمواصفات الذي يتم الحديث عنه في حماة كان لمرة واحدة ولسيارة واحدة، وتمت إعادته إلى المصدر، وهناك تعاون كبير من قبل السورية للحبوب في هذا الجانب، واللجنة التي شكلت كانت من فرع المخابز في حماة وليس من الإدارة العامة،

ويمكن أن يكون السبب هو أن مطحنة كفربهم قديمة وتجهيزاتها الفنية مستهلكة، لكن لا مشكلة في اليد العاملة والدليل أن إنتاج مطحنة السلمية جيد جداً، وبالتالي يتم خلط الطحين لتحقيق التوازن في النوعية، ونعتقد انه بعد تشغيل مطحنتي تل كلخ في حمص وام الزيتون في السويداء لن تكون هناك مشكلة ضغط في الطاقة الطحنية،

مضيفاً: ثمة تفاهم كبير بيننا وبين السورية للحبوب بإعادة أي كمية من الدقيق غير مطابقة للمواصفات، ولكن نحن اقتصاديا مضطرون للاستفادة من مطاحن القطاع العام لتجنب الطحن لدى القطاع الخاص لتوفير أجور الطحن.

وأضاف إبراهيم: إن الوضع الفني لأغلب مخابز القطاع العام مشابه لوضع المطاحن بسبب عدم وجود قطع تبديل، والخبز في حماة بشكل عام مقبول لكن مناطقياً نحن غير راضين عنه وخصوصا في السقيلبية هناك خلل بسبب عدم إمكانية الرقابة على الإنتاج ليلاً، لأن أي لجنة تكلف بمراقبة الإنتاج ليلاً لا تستطيع الذهاب بسبب الوضع الأمني كونها منطقة تماس،

وجميع المخابز تعمل في الليل بسبب الظروف الاجتماعية لليد العاملة فيها، والآن يتم العمل على تجهيز مخبزين في شطحة وعين الكروم وسيتم وضعهما في الإنتاج قريباً، حينها سيكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن.

المدير العام للسورية للحبوب يوسف قاسم قال: نحن وجهنا المطاحن بعدم شحن أي كمية طحين غير مطابقة للمواصفات ومعالجتها ضمن المطحنة، وفي حال شحن أي كمية مخالفة سيتم تغريم فريق العمل المعني بذلك بأجور النقل وقيمة الطحن، كذلك طلبنا من المخابز العامة والخاصة عدم استلام أي كمية طحين مخالفة للمواصفات.

وأضاف: اليوم نعمل على تحسين واقع المطاحن، وتم تشكيل لجنة فنية لدراسة وضع جميع المطاحن البالغ عددها 23 مطحنة وتوصيفها فنيا وتقديم المقترحات اللازمة وخلال 10 أيام ستكون هناك نتائج في هذا المجال. وبهدف إجراء الصيانة للمطاحن ونظرا للحصار الاقتصادي فقد تم إيجاد البدائل في التجهيزات، وهناك خطة واضحة لعمليات الصيانة تستمر لمدة شهرين، علماً أن الكمية التي يتم طحنها يوميا بحدود 5500 طن من الحبوب.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات