ناقش المشاركون في مؤتمر السلامة والصحة المهنية الخامس في سورية الذي أقامته المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية وعيد العمال آليات نشر وتكريس مفاهيم السلامة والصحة المهنية في الشركات العامة والخاصة.  وأكد المشاركون خلال المؤتمر الذي أقيم برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال وعدة شركات من القطاع العام والخاص في مكتبة الأسد بدمشق على ضرورة السلامة المهنية ومستقبل العمل من خلال إيجاد بيئة لائقة وآمنة للعمال والحد من المخاطر التي تسبب الحوادث وآليات تطبيق الإجراءات الآمنة في المعامل، وبخاصة بعد أن باتت الأمراض المهنية والإصابات الحادثة بسبب العمل تهدد وعلى نطاق واسع عالميا صحة العمال.  وبين الدكتور راكان الإبراهيم معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل أن سورية تشارك دول العالم الاحتفال بهذا اليوم انطلاقاً من التزاماتها الدولية ولبناء ثقافة الوقاية في السلامة والصحة المهنية في جميع القطاعات الوطنية، واستناداً إلى ثقافة مبنية على احترام ثقافة الحق في بيئة عمل آمنة وصحية على جميع المستويات بالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين. وأضاف الابراهيم: على الرغم من كل التحديات التي تواجهنا في مجال السلامة والصحة المهنية، عملت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على وضع سياسة خاصة بالسلامة والصحة المهنية، وتم تشكيل لجنة وطنية لها يشارك في عضويتها جميع الوزارات والجهات المعنية، وسنت الأحكام الخاصة بذلك في قانون العمل والتأمينات التي من شأنها توفير بيئة عمل آمنة تتوافق مع اتفاقيات العمل العربية والدولية بهدف حماية العاملين والمنشآت. بدوره أوضح المدير العام للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية يحيى أحمد أن المؤسسة تهتم بمسألة الصحة والسلامة المهنية لكافة العاملين في كل القطاعات (العام والخاص والمشترك) من خلال دوائر الصحة والسلامة المهنية في كل فروع المؤسسة في المحافظات، بهدف الوصول إلى بيئة عمل آمنة للعمال وأيضاً الحفاظ على وسائل العمل، مشيراً أن هذا الموضوع يؤدي إلى الحد من إصابات العمل والتقليل منها، وأيضاً التخفيف أو التقليل من النفقات والمصاريف الطبية نتيجة إصابات العمل والأمراض المهنية.  واعتبر مدير الصحة والسلامة المهنية في مؤسسة التأمينات الاجتماعية الدكتور عامر عدي أن عنوان المؤتمر الخامس هو تحد هام لموضوع السلامة المهنية أمام التطور التكنولوجي والتغييرات الديمغرافية ومستقبل التنمية المستدامة، مشيراً إلى التعاون الاستراتيجي للمؤسسة مع الاتحاد العام لنقابات العمال من خلال إعداد مشرفي صحة وسلامة مهنية عبر دورات تدريبية، يتم الاعتماد عليهم في تشكيل لجان صحة وسلامة في المؤسسات والمنشآت لتطبيق قواعد السلامة بشكلها الصحيح في جميع منشآت القطاع العام والخاص والمشترك. ولفت عدي إلى أن النجاح في العمل لا يكون إلا بتعاون أقطاب العمل الثلاثة الحكومات والعمال وأرباب العمل، مبيناً أن التطور الكبير في خلق بيئة عمل مناسبة من خلال الانتقال في هذا المؤتمر من الحيز النظري إلى الواقع العملي عبر عرض تجربة الشركات في هذا المجال، ما ينعكس إيجابياً على الواقع الاقتصادي. وأضاف مدير الصحة والسلامة المهنية في مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي تتولى الإشراف على تطبيق القرار الوزاري رقم 18 الناظم للتعليمات التنفيذية لخلق بيئة عمل، لابد من التعاون بين كل الشركاء لخلق بيئة آمنة للعمل.  وأوضح يحيى غنام مدير الموارد البشرية في مجموعة مدار – سورية , الشريك الاستراتيجي للمؤتمر أهمية دور الشركات الخاصة بالمساهمة المجتمعية والتأكيد على مضامين الحملة العالمية لمنظمة العمل الدولية من توفير ظروف عمل آمنة وسليمة لجميع العاملين لأن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها. مشيرا إلى الآثار المدمرة التي تركتها الحرب الظالمة على سورية وعلى الصناعة والعمالة على وجه الخصوص ونوه غنام للتجربة الرائدة لشركة مدار من خلال البحث الدائم عن بيئة عمل تتمتع بالسلامة والصحة المهنية بدءا من توعية العمال والالتزام بإصاباتهم، وقد حصلت الشركة على شهادة "الايزو" 9001 من خلال تقديم أفضل المنتجات ووصولها للمواطن بأفضل المواصفات، والآن تعمل الشركة على الحصول على "الايزو" ISO 45001  التي تختلف عن سابقتها ببحثها بثلاثة عناوين: سلامة العامل والمنشأة والمنتج.  فيما أكدت السيدة ميس الأشهب مدير قسم المنح في شركة SGS العالمية أن المؤتمر يهدف إلى طرح أهم المستجدات من استراتيجيات وتوصيات لوقاية العمال ونشر ثقافة الصحة والسلامة المهنية وتبيان أهميتها والفوائد المترتبة على التطبيق الصحيح والفعال للمواصفة القياسية الدولية الـ ISO 45001 وتسليط الضوء على كيفية تطبيقها في المنشآت الصناعية والخدمية على حدٍ سواء، وذلك من خلال توفير دورات التوعية التي تقيمها شركة SGS الراعي البلاتيني للمؤتمر لتصبح الصحة والسلامة المهنية هي ثقافة أكثر من مجرد تعليمات عمل موجودة في خطوط الإنتاج الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق ظروف عمل سليمة ومناسبة للعامل لينتج ويقوم بدوره في دعم الاقتصاد الوطني في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.  وأشارت الأشهب على أهمية التزام الإدارة بتطبيق المواصفة القياسية ISO 45001 بالإضافة إلى توفير الموارد ونشر الوعي والثقافة لدى العاملين في المنشآت الصناعية على اختلاف أنواعها الأمر الذي من شأنه التقليل من عدد الإصابات والوفيات المرتبطة بالعمل، وذلك من خلال وجود ضوابط ومعايير تتعلق بالصحة والسلامة المهنية بالإضافة إلى تطبيقها في مكان العمل لإيجاد عمالة قوية منتجة من الشباب تنعكس بشكل إيجابي على اقتصاد سورية.  هبة عبود مدير الجودة في مؤسسة مكي للصناعات الغذائية تحدثت عن مشاركتهم في المؤتمر من خلال عرض تجاربهم والاستفادة من محاضرات وتجارب الشركات فالمحاضرون تحدثوا عن إجراءات جديدة يمكن العمل عليها للتخفيف من مخاطر العمل. مشيرة إلى أنه في كل فترة يعملون على نوع من الإجراءات حول المخاطر النفسية والتوعية والحوادث والإصابات التي تصيب العامل نتيجة الضغط النفسي بالعمل.  وتخلل المؤتمر تكريم الجهات والشركات الراعية والمحاضرون من عدد من المؤسسات والشركات وعرض تجارب عدد من شركات القطاع الخاص الرائدة في مجالات تطبيق قواعد السلامة والصحة المهنية.  ويحتفل العالم في الثامن والعشرون من نيسان باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل عبر حملة دولية سنوية أقرتها منظمة العمل الدولية.

سيريا ديلي نيوز _ فراس قصقص


التعليقات