عرض القطاع الزراعي السوري هذا العام، ولأول مرة، تقييماً لإنتاجية المحاصيل الزراعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، الأمر الذي سيوفر احتمالية الحصول على معلومات أكثر دقة وبتكلفة فعالة للوزارات والمراكز الإحصائية ولأصحاب القرار، وذلك من خلال دعمهم لفهم الواقع الزراعي العام للمحصولين الاستراتيجيين للمنطقة، القمح والشعير.    

وتعتبر هذه الدراسة هي نتيجة الاتفاق بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – الفاو -ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لتقدير حالة محاصيل القمح والشعير للموسم الزراعي 2017-2018. وتم تنفيذ الدراسة من قبل الهيئة العامة للاستشعار عن بعد والمركز الوطني للسياسات الزراعية، وبدعم من المنظمة، بناءً على تحليل الصور والخرائط العالية الدقة للخروج بتقديرات دقيقة حول وضع الأراضي المزروعة بالشعير والقمح والإنتاج المتوقع ضمن كافة المحافظات السورية.

يقول مايك روبسون، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سورية: "كانت سورية بلد منتجة بشكل كبير للقمح والشعير قبل الأزمة، والتي هي مصدر غذاء أساسي للبلد، وسيساعد تعزيز فهم للوضع الزراعي أصحاب القرار لمعرفة حالة الإنتاج التقديرية والخطوات اللازمة اتخاذها ضمن توقيت جيد،".

 كما ويضيف بأن الحصول على معلومات مكثفة وأكثر دقة سيساهم باتخاذ قرارات أفضل حول الدعم التقني المقدم للمزارعين والمشتريات المستقبلية العامة وعلى مستوى دعم التسعير.

وتمحورت الخطوة الأولى بتحديد صور الأقمار الصناعية الأفضل لتمثيل الحيازات الزراعية الصغيرة منها والكبيرة (مساحة الحقول)، حيث وقع اختيار فريق العمل على صور القمر الصناعي Sentinel-2A  التابع لوكالة الفضاء ESA الأوروبية في الفترة الواقعة بين 1 و6 نيسان 2018،  والتي تتمتع صوره بقدرة تمييز مكانية تصل لـ 10 م وقدرة تمييز طيفية متمثلة بعدد من القنوات الطيفية.

كما ومرت الدراسة عبر مجموعة من الخطوات التمهيدية للحصول على المعلومات حول تصنيف الأراضي، تمييز صور الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، تقسيم الأراضي المستهدفة على أساس مساحتها في كل محافظة بالإضافة لمتابعة التقويم الزراعي.

يذكر أن

تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وأنظمة المعلومات الجغرافية فعالة من ناحية الزمن والتكلفة إلى جانب كونها متكاملة، واستخدمت هذه التقنية لأول مرة في سورية هذا العام لدراسة حالة المحاصيل الزراعية ولتحليل العوامل المساعدة كالتوقيت الزراعي وحالة الطقس وتوفر الري، كما وقامت الفاو بتقديم الدعم التقني والمشورة حول التحضير للدراسة، كما وتم تعزيز القدرات المحلية لإجراء التقييمات المستقبلية بشكل ملحوظ.

كما وساعدت عملية تجميع المعلومات الأساسية ووضع المناطق الرئيسية والتي تم التقاطها عبر تقنية الاستشعار عن بعد الخبراء بتوسيع دراستهم من خلال تكامل المعلومات التي حصلوا عليها من المناطق مع الصور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في كافة المحافظات السورية المستهدفة.

كما وسمحت هذه التكنولوجيا للخبراء بأن يحصلوا على معلومات دقيقة حول نتائج الإنتاج المتوقعة لمحصول القمح والشعير في سورية للأسابيع قادمة. وحتى هذه اللحظة، قدر مجموع انتاج محصول القمح لـ 662,295 من الأراضي المزروعة بحوالي 1.3 مليون طن (انخفاض بسبب تلف المحاصيل من هطول الأمطار الغزيرة في موعد غير متوقع)، وبالنسبة لمحصول الشعير ضمن مساحة الأراضي المزروعة والمقدرة بـ  1,036,906  هكتار، قدر الإنتاج، والذي من المتوقع أن يكون منخفضاً بسبب الجفاف وخاصة في المناطق الشرقية والجنوبية في سورية، بأكثر من 400 ألف طن من الشعير.

 

تعزيز القدرات المحلية عملياً

يمكن للمعلومات حول تطور المحاصيل في بداية الموسم والأرصاد الجوية الزراعية أن تساهم بالإنذار المبكر للجفاف والدعوة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصدر الدخل الأساسي للمزارعين وللأسر الريفية، بالإضافة لضمان وصول الأشخاص إلى مصدر مستدام للطعام بعد الحصاد.

فقامت الفاو وشركائها بخلق الفرصة الأولى للخبراء المحليين العاملين ضمن القطاع الزراعي للتعاون وتجربة استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد.

يقول مايك روبسون: "أضافت الأزمة السورية على الخبراء المحليين ضغوطاً كثيرة للحصول على المعلومات اللازمة للتخطيط واتخاذ القرارات لدعم الأمن الغذائي والتغذوي،"

كما ويضيف: "أظهرت هذه التجربة ضمن هذه الظروف الصعبة القوة في استخدام التكنولوجيا الحديثة لجمع المعلومات وتحليلها ضمن منطقة واسعة،".   

سيريا ديلي نيوز


التعليقات