خبراء الآثار السوريون بالتعاون مع زملائهم البولنديّين تمكنوا  من ترميم «تمثال أسد اللات» الذي حطّمه إرهابيو «داعش» في مدينة تدمر عام 2015، وأكد  مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور محمود حمّود في حفل إزاحة الستارة عن التمثال المرمم الذي وضع في حديقة المتحف الوطني بدمشق: «إنها مسؤولية جماعية كبيرة، وقد أخلصنا في العمل على ترميم التمثال الذي يُعدّ أحد أهم وأضخم المنحوتات الأثرية في بلاد الشام وتعود إلى القرن الأول الميلادي الذي بناه التدمريون على شكل أسدٍ قويّ وبين ذراعيه مهاةٌ كدلالة على المهابة والتسامح في الوقت نفسه، إذ كُتبت عليه عبارة «تُباركُ الّلاتُ كلّ مَنْ لم يسفك الدماء في حرم المعبد» كنايةً عن السلام والحماية».

وأضاف حمّود: «نشكر جميع من ساهم في إنجاز هذا المشروع الوطني المهم من كفاءات المديرية العامة للآثار، وعلى رأسهم الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام السابق، فعودة التمثال إلى وضعه هذا يثبت كفاءة خبراتنا المحلية، ويعيد تذكير العالم بواحد من التماثيل/ الرموز المسجلة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي».

من ناحيته  نظير عوض مدير شؤون المتاحف أوضح أنه وبدعم من وزارة الثقافة تم الترميم بأعلى المعايير العالمية واستخدام أفضل التكنولوجيا كرسالة للعالم بأننا ماضون في الحفاظ على التراث السوري بالتعاون مع المؤسسات الدولية لترميم كل المواقع والقطع الأثرية.
في حين تحدث الآثاري بارتوش ماركوفسكي العامل في المركز البولندي لأبحاث الآثار في حوض البحر المتوسط: «علاقتنا مع تدمر، كبعثة بولندية، قديمة تعود إلى عام 1977 حين اكتشفنا التمثال، وتم وضعه في متحف تدمر، ثم اليوم وبعد تحرير المدينة من الإرهابيين، عملنا مع الأصدقاء الآثاريين السوريين بتجميع مئات القطع المتناثرة من التمثال ورمّمناه.. لقد دخل التمثال في غيبوبة مدة عامين.. وقد أعدناه إلى الحياة»!.
وكان تنظيم «داعش» الإرهابي قد نسف التمثال ومعبد بعل شمين ومعبد بل وغيرها من آثار يقدّر عمرها بأكثر من 1800 عام في مدينة تدمر التاريخيّة التي تصفها «اليونيسكو» بأنّها «ملتقى للثقافات منذ فجر الإنسانيّة».
يذكر أن أول تخريب للتمثال كان على يد الرومان بعد غزو تدمر.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات