منذ عدة سنوات خلت كنا نراقب الوضع الأمني في العراق وفلسطين ونتسائل في أنفسنا كيف سينشأ جيل من الأطفال نما وكبر على مشاهد القتل والحروب وأصوات الرصاص وأظنني أصيب إن قلت أننا في هذا الأيام قادرين على الإجابة عن هكذا أسئلة كانت صعبة الإجابة فيما قبل لبعدنا عن هكذا أحداث ...فقد أصبح أطفال سورية اليوم في وضع أصعب وأخطر . إرهاب من جميع الجهات جعلهم ينامون على أصوات الرصاص ويستيقظون على أصوات التفجيرات عدا عن قذائف صاروخية تتساقط في أوقات النهار المختلفة والتي تمنعهم في أغلب الأحيان من الذهاب لمدارسهم.. او ممارسة نشاطاتهم كأطفال لهم الحق في اللعب والعيش بسلام إن أطفالنا هم الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية لهذه الحرب فهم أكثر تلقيا للإنفعالات النفسية والإضطرابات الناجمة عن الهدم والقصف وصوت الإنفجارات ومشاهد القتل والدماء. والجدير بالذكر أن ألعاب أطفالنا باتت متأثرة أيضا بما تشهده البلاد من الحرب والدمار فتجد طفلا يحمل لعبة على شكل مسدس ويركض وراء زميله ليطلق النار عليه . طفل يهاجم طفلا آخر. مجموعة من الأطفال يمثلون دور المسلحين أمام مجموعة أخرى تمثل دور الشرطة ويقتتل الفريقان الطفل الذي كان مصدرا للبراءة باتت براءته مقترنة بمشاهد القتل والعنف الطفل الذي كانت ألعابه سيارة ودمى أصبح لايرضى إلا بسلاح لعبة .لم تعد كرة القدم تغريهم كما قبل ولم يعد اسم الفائز في الألعاب العقلية يجذبهم كما في السابق إحدى الدراسات التي تناولت تأثير الحروب والأزمات في بحث طويل لها قسمت الأطفال إلى أربع مراحل عمرية وبينت تأثر كل مرحلة بالحرب على النحو التالي أولا" : الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-2 سنة يصبحون منفعلين وبحاجة إلى مزيد من الراحة والطمأنينة وهم قادرين على الشعور بالشخص البالغ عندما يكون قلقا حتى وإن لم يخبرهم بذلك. ثانيا : الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات يشعرون بالعجز وعدم القدرة على حماية أنفسهم وقد يكون لديهم عدم القدرة على وصف مشاعرهم بكلمات فيلجأوون إلى البكاء والخوف من كل شيء فهم في هذه السن لايعرفون كيف يمكن أن تؤثر الخسارة عليهم على مر الزمن وقد يشعر الطفل أنه السبب في الحدث السيء لأنه لم يكن مطيعا. ثالثا : الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7-12 سنة يمكن لهم فهم الأثر الطويل الأمد للخسارة فهم قادرون على تقدير آثار الحروب والكوارث إلى حد ما ولو كان بسبطا وقد تكون لديهم مجموعة واسعة من المشاعر مثل الشعور بالذنب والغضب ويمكم أن يصبحوا مشغولين في التفاصيل والتحدث عنها وفي هذه السن يفتقر الطفل إلى التركيز وينتابه شعور بأن عالمه غير آمن وأخيرا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 سنة : فهم غالبا مايحتاجون إلى تبادل مشاعرهم مع أقرانهم المراهقين وأيضا قد يشعرون بأنهم غير قادرين على التحدث مع أفراد الأسرة ، المراهق أكثر من غيره يصدم من الأحداث المأساوية أو من احتمال حدوث شيء ما مأساوي وقد طرحت الدراسة آنفة الذكر عدة نصائح تكون عونا للأهل في التخفيف من حدة توتر أطفالهم والتأثيرات السلبية عليهم ومن هذه النصائح : أولا : ركز على طفلك خلال الأوقات الصعبة وخصص جزءا من وقتك للتحدث معه فبهذه الطريقة يعرف الطفل أن أهله بجانبه ويطمأن أنه بخير ثانيا : على الأهل تقبل أن الطفل يعبر عن مشاعره وردود فعله بطريقة مختلفة ثالثا : تعرف على مايعرفه طفلك عن الحرب . أسئلة مفتوحة مثل " ماذا تعرف عن الحرب ؟ أو ماذا سمعت ؟ فهذه الأسئلة تسمح للطفل أن يشرح عن مخاوفه رابعا : على الأهل أيضا المحافطة على هدوئهم فإشارات القلق والتوتر عند الكبار لها تأثير كبير على الطفل إنه بالرغم من وجود أشياء كثيرة خارجة عن إرادتنا وحوادث مفاجئة ليست في الحسبان فإننا كأهل معنيين بالدرجة الأولى بتأمين حياة سوية لأطفالنا سواء من الناحية النفسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية إننا معنيون بالتأسيس لمستقبل أطفالنا تأسيسا سليما في ظل كل هذه الأزمات والحروب التي تجتاح البلا وفي ظل هذا التوتر العالمي المتصاعد ..وبحسب اليونيسف فإن أكثر من مليون طفل أصبحوا بحاجة لعلاج نفسي فلم لانكون أطباء أطفالنا ولم لانكون عونا لهم في اجتياز هذه المرحلة من حياتهم..لابأس إن عدنا أطفالا للحظات ولعبنا بألعابهم وناقشناهم بأسلوبهم في سبيل أن يحيا اولادنا فلذات أكبادنا حياة مستقرة كالتي عشناها صغارا.

سيرياديلي نيوز- خاص- مادلين جليس


التعليقات