طالب محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب في كلمة بافتتاح الجلسة الأولى من الدورة العادية الثانية في مجلس الشعب جميع البرلمانات في العالم التي تدعي حرصها على الشعب السوري بالعمل على وقف إراقة دم السوريين عبر ممارسة دورها في الضغط على حكوماتها وخصوصا تلك المنخرطة بشكل مباشر في تأجيج العنف في سورية للتوقف عن دعم الإرهابيين واحتضانهم، فيما أكد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي في كلمته أن دولا عربية وإقليمية وغربية سخرت كل الدعم للإرهابيين للنيل من مواقف سورية وشعبها، مشيرا إلى أن الجيش العربي السوري هو الضامن الوحيد لأمن الوطن وسلامته. فقد أكد اللحام أن الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة والتكفيرية المدعومة بمال النفط الخليجي تسليحا وتمويلا وإعلاما ضد أبناء الشعب السوري بمكوناته كافة تستوجب الإدانة من الغرب الذي يتباكى دجلا على مسيحيي الشرق ويتشدق بحرصه على بقائهم في سورية وعدم تهجيرهم منها مشددا على أن المسيحيين في سورية مكون أصيل من مكونات الشعب السوري كبقية المكونات الوطنية الأخرى التي تشكل فسيفساء المجتمع السوري منذ أكثر من 7 آلاف سنة. وأعلن اللحام في كلمته رفض سورية متاجرة الغرب بهذه المسألة ولاسيما أنه يدرك جيدا أن المجموعات الإرهابية التي دعمها بالمال والسلاح هي التي تعمل على ضرب النسيج المجتمعي في سورية وتهجير وإقصاء بعض المكونات المجتمعية والوطنية فيها. وطالب اللحام جميع البرلمانات في العالم التي تدعي حرصها على الشعب السوري ومصالحه بالعمل على وقف إراقة دم السوريين عبر ممارسة دورها في الضغط على حكوماتها وخصوصا تلك المنخرطة بشكل مباشر في تأجيج العنف في سورية للتوقف عن دعم الإرهابيين واحتضانهم وتهريب السلاح والمسلحين المرتزقة إلى سورية والعمل على تقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد وتشجيعهم على الانخراط في الحوار السياسي كونه السبيل الأفضل لإخراج سورية من محنتها والمساهمة في بناء عزتها وسيادتها. وقال اللحام "إن مجلس الشعب يدين ويستنكر بشدة منع الحكومة السعودية السوريين من أداء فريضة الحج لهذا العام من خلال المماطلة في إجراءات الحج الخاصة بسورية وحجبها عن السوريين ونؤكد أن شعائر الحج ليست ملكا للسعودية ومنعها عن السوريين يعني حرمانهم من أداء الركن الخامس للإسلام" مؤكدا أن هذا الإجراء يأتي في سياق مواصلة السعودية مسارها العدواني الفاضح وسيرها في ركب الغرب الذي يستهدف سورية وشعبها عبر تسييس ما تدعيه من خدمة للحرمين الشريفين ويتناغم مع محاولتها المحمومة للنيل من سورية واستقرارها عبر دعم وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة. وأضاف اللحام "في ظل الأحداث المتسارعة من حولنا وما تتعرض له سورية من حرب توظف لها أدوات إقليمية وداخلية فإننا شهدنا قبل مدة موجة جديدة من محاولة الإساءة للإسلام والمسلمين عبر الفيلم المسيء للرسول الكريم الذي ترافق مع منع السلطات السعودية السوريين من أداء فريضة الحج لهذا العام وكذلك متاجرة بعض الدول الغربية بمسألة تهجير مسيحيي الشرق جراء الإرهاب الذي تتعرض له سورية إضافة إلى المحاولات المحمومة من قبل بعض الدول العربية لتعليق عضوية سورية في الاتحاد البرلماني الدولي". وأدان اللحام الفيلم المسيء للإسلام والمسلمين وتطاوله على الرسول الكريم وقال "إن من قام بإنتاج الفيلم وبثه ورعاه وفي مقدمة هؤلاء الإدارة الأمريكية التي دافعت عن الفيلم تحت ذريعة حرية التعبير بشكل يتناقض مع احترام حرية المعتقد يهدف إلى إيقاع الفتنة بين المسيحيين والمسلمين على امتداد العالم وإثارة الصراع بين الحضارات وفقا للسياسات التي تنتهجها الدول الغربية تجاه العرب والمسلمين بشكل عام بدل تلاقي هذه الحضارات وتلاقحها" داعيا المؤسسات الدولية إلى سن تشريعات دولية تجرم الإساءة للأديان والمعتقدات والرموز الدينية كافة وذلك تفاديا للتبعات الخطيرة التي قد تنجم عن هذه الانتهاكات التي تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية. وأضاف اللحام "إن مجلس الشعب طلب في رسالة إلى الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي إدراج بند طارىء على جدول أعمال مؤتمره الـ127المقرر عقده في مدينة كيبيك بكندا بعنوان (العنف الموجه ضد المسيحيين والمكونات الأخرى من الشعب السوري من قبل العصابات الإرهابية المسلحة ومحاولة تهجيرهم خارج سورية) ودعا إلى تثبيت السكان بمختلف معتقداتهم وانتماءاتهم في أرضهم والتوقف عن تشجيع بعض المسيحيين على هجرة أوطانهم وتسهيلها بحجة الدفاع عنهم والخوف عليهم ولا سيما من سورية التي تشكل مهد المسيحية وملتقى الأديان والحضارات كما طالب مجلسنا الاتحاد البرلماني الدولي بدعم تثبيت مسيحيي الشرق في أرضهم لمواصلة دورهم التنموي التنويري الحضاري في المنطقة ومنع هجرتهم وتهجيرهم من أي جهة كانت". وأعرب اللحام عن استغرابه من لهاث البرلمان العربي الانتقالي ورئيسه بالتنسيق مع المجموعة العربية في المحافل الدولية لتعليق عضوية سورية في الاتحاد البرلماني الدولي بينما نامت البرلمانات العربية في سبات عميق طوال عقود من الزمن تجاه الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل وشرد الملايين من أبناء الشعب العربي الفلسطيني وانتهك المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة. وتابع اللحام "إن إسرائيل هي عضو في البرلمان الدولي منذ عقود ما يعكس حالة الرياء والنفاق السياسي الذي تمارسه بعض الدول العربية التي استفاقت فجأة على الديمقراطية وحقوق الإنسان وتطالب بها لنا في حين لم يعرف قاموسها السياسي الأميري الملكي هذه المفردات ولم يسمع بها". وقال رئيس مجلس الشعب "لا بد من التوقف عند تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي في أنقرة الذي يدعي أنه وصل إلى سدة الرئاسة عبر صناديق الاقتراع المصرية وليس عبر المال الخليجي الوهابي إذ كان من الأجدى به عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري ليقرر نيابة عن السوريين كيف ينبغي أن تكون قيادا تهم لأن أحدا من السوريين لم يخوله الكلام باسمه عدا عن قدرة الشعب السوري على صياغة مستقبله السياسي التعددي عبر صناديق الاقتراع التي كفلها الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية". من جهته أكد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي في كلمته أمام مجلس الشعب أن دولا عربية وإقليمية وغربية سخرت كل الدعم للإرهابيين للنيل من مواقف سورية وشعبها. وقال الحلقي إن الجيش العربي السوري هو الضامن الوحيد لأمن الوطن وسلامته وندعم توجهاته في إطار تصديه للإرهاب والإرهابيين ومن يدعمهم مشيرا إلى أن سورية تدفع ثمن مواقفها ويراد لها ألا تسير في طريق المسار الإصلاحي. ولفت إلى أن الدبلوماسية السورية تسجل نجاحا كبيرا في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتكشف حجم المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية. كما أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة مستمرة في الاهتمام بالأسر المتضررة وإيوائها لتجاوز الظروف الراهنة والتي بلغ عددها 671 ألفا هجرت من منازلها بسبب إجرام الإرهابيين... وهي تعمل مع المنظمات الدولية على تقديم كل الدعم للأسر المهجرة كما تسعى لإعادتها إلى بيوتها وقد رصدت من أجل ذلك مليار ليرة سورية. سيريا ديلي نيوز- سانا

التعليقات