أكد وزير الإعلام  أن الوضع في سورية اليوم أفضل من أي وقت مضى من عمر المؤامرة على سورية موضحاً أنه على المستوى الأمني شارفت الأزمة على نهايتها وأصبحت واضحة المعالم لأن الجميع بات يعرف حجم المؤامرة. وقال الزعبي في حوار مع التلفزيون العربي السوري أمس: "عندما نتحدث عن النصر نتحدث عن النصر لسورية وليس لجزء أو طرف.. حيث بتنا نعرف من العدو ومن يسلح ويتآمر ويخون لذلك اجتزنا نصف الطريق وبقي النصف الآخر الذي يتعلق بالمواجهة مع الأعداء سواء من تسللوا للداخل أو الطرف الخارجي الذي يدعمهم سياسياً وعسكرياً ويهيئ لهم أدوات العدوان على سورية من سلاح ومال وغير ذلك". قطر وحكومتها تشكل اليوم خطراً حقيقياً على الأمن والسلم الدوليين وفي رده على سؤال حول تمويل قطر لخلايا الإخوان المسلمين في الإمارات قال الزعبي "إن قطر وحكومتها تشكل اليوم خطراً حقيقياً على الأمن والسلم الدوليين رغم صغر حجمها كمشيخة وكيان بسبب المال والهوية السياسية "مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من حكام قطر ينتمي للإخوان المسلمين وإلى تنظيم القاعدة وهم حولوا إمارة قطر إلى بيت مال القاعدة ويتصرفون على هذا النحو.. وهذا يشكل ليس خطراً على الخليج العربي فقط بل على المنطقة برمتها والعالم أيضاً. ولفت الزعبي إلى أنه عندما تهيئ قطر خلايا نائمة في الإمارات العربية المتحدة وتتحدث عن تحويل أبو ظبي ودبي والشارقة إلى إمارات إسلامية مستقلة فإن هذا لا يهدد أنظمة الحكم فقط بل استقرار الشعوب وأمنها والهوية العربية والقومية والاستقرار والسلم والأمن الدولي في المنطقة التي تعتبر قلب العالم الاقتصادي. وقال الزعبي "عندما ننظر إلى مكونات السلوك القطري وما يريده في الإمارات وسورية وليبيا نجد أن حكومة قطر ليست على قدر من الخبرة السياسية ليكون لها مشروعها الذاتي بل هي مجرد أداة تمويل ومحاسبة وليست آمر الصرف الذي يقف في مكان آخر بما يخدم المشروع الصهيوني في المنطقة. حكومة أردوغان تقدم خدمات هائلة لإسرائيل في المنطقة وحول سياسة الحكومة التركية لفت الوزير الزعبي إلى أن سلوك الحكومة التركية تجاه ما يحصل في سورية لا يقبل التأويل حيث تقدم حكومة أردوغان خدمات هائلة لإسرائيل في المنطقة. ورداً على سؤال حول الموقف من مصر وتصريحات رئيسها محمد مرسي أكد الزعبي أنه بغض النظر عن تصريحات مرسي سواء في طهران أو القاهرة فإن مصر تبقى دولة عربية كبرى وشريكاً مع سورية في الوحدة وحرب تشرين وفي كل المفاصل التاريخية المهمة وقال "إذا استعادت مصر دورها القومي فإنها ستجد الصدى والمدى الطبيعي لهذا الدور القومي في دمشق ولن تجده في الرياض أو في الدوحة أو أي عاصمة عربية قبل دمشق". وبشأن الموقف السوري من المبادرة الرباعية في مصر أكد وزير الإعلام أن سورية ترحب بكل جهد ومبادرة من أي دولة أو مؤسسة تريد أن تقدم خدمة لسورية الدولة والشعب وأن يكون الجهد محمولاً على نية صادقة. وبشأن الموقف الإيراني من سورية أكد الزعبي أن الموقف الإيراني واضح منذ بدء الأزمة حيث تقف إيران إلى جانب الشعب السوري والدولة السورية وهذا الموقف يتطابق مع الموقف الروسي والصيني وغيره من مواقف الأصدقاء متسائلاً أين الحكومة التركية والنظام السعودي.. أليسا مشاركين في العدوان على سورية وهل هما أطراف محايدة وكيف يمكن أن تكون نياتهما صادقة تجاه سورية وهما ليلاً نهاراً ينقلان عتاداً وذخائر ويؤمنان طرقاً للمسلحين ومعسكرات تدريب لهم". ودعا الوزير الزعبى الدول والأطراف المشاركة بالعدوان على سورية إلى التوقف عن هذا السلوك والاستفادة من الفرصة السياسية السانحة للعودة عنه وقال: "إذا اعتقد هؤلاء أن باستطاعتهم أن يحققوا نصراً في سورية فإنهم واهمون ومغرقون في الخطأ وفي سورية لن ينتصر أحد إلا الشعب السوري وحتى السوريين الذين حملوا السلاح ضد الدولة سيرمون هذا السلاح وسيكونون جزءاً من الشعب السوري فنحن نعرف كسوريين كيف نتعاطى مع بعضنا البعض". الشعب السوري سيهزم مشروع المؤامرة وأكد وزير الإعلام أن الشعب السوري سيهزم مشروع المؤامرة على الأرض وقال "بفضل حكمة القيادة السورية والقوات المسلحة والشعب السوري سيسقط مشروع العدوان والمؤامرة على سورية شاء من شاء وأبى من أبى مهما صرفوا من الأموال وأتوا بمسلحين.. فمشروع المؤامرة ساقط ببنيته وتكوينه وأدواته وعند التنفيذ هو ساقط أيضاً". ورداً على سؤال حول ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن حديث للسيد الرئيس بشار الأسد لمجلة الأهرام المصرية أكد وزير الإعلام أن الرئيس الأسد لم يدل بأي تصريح أو حديث أو مقابلة مع أي مجلة أو صحيفة مصرية مطلقاً. وقال الوزير الزعبي "إن الرئيس الأسد استقبل وفداً من إعلاميين مصريين ضم تسعة أشخاص وجرت دردشة شخصية بينهم وهذا لا يعد مقابلة صحفية أو تلفزيونية حيث لم يكتب أو يصور أو يسجل أحد خلالها أي شيء لأنها عبارة عن زيارة شخصية لكن الذى جرى أن أحد الإخوة المشاركين جمع في ذهنه بعض الكلام الذى قيل والذى دار وركب منه الحوار الذي نشرته بعض وسائل الإعلام". وأضاف الوزير الزعبي "أن الذي نشر عبارة عن اجتزاء وتجميع من جملة حديث وحوار دار بين تسعة أشخاص أساساً لم يكن معداً له فلا يجوز تحليله ولا البناء عليه ولا اعتباره مواقف سياسية سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة". وتابع وزير الإعلام "بمعنى آخر إذا كان كل شخص من هؤلاء التسعة كتب ذكرياته عن هذا اللقاء سينتج عنه تسعة أحاديث عن هذه الجلسة وقد تشبه بعضها وقد لا تشبه بعضها وقد تصل لحد التناقض ولذلك لا يعتد أبداً بكل هذا النشر لأنه عبارة عن اجتزاء لحوار طويل خرج من سياقاته وفقد قيمته السياسية والموضوعية والمهنية لذلك لا يبنى على هذا الحديث أي معنى أو موقف أو تحليل لأنه فى الأساس ليس حديثاً مخصصاً لأحد وليس حديثاً سياسياً أو لقاء صحفياً وإعلامياً بل هو مجرد جلسة مع مجموعة أشخاص". ولفت الوزير الزعبي إلى وجود بروتوكول لهذا النوع من اللقاءات الصحفية والإعلامية حيث يؤخذ موعد ويعرف من الشخص سواء طلب الرئيس الأسد الأسئلة أو لم يطلبها فمقام الرئاسة له طريقته وبروتوكوليته في هذه المناسبات وقال "إن الرئيس الأسد عندما يقرر أن يقول كلاماً أو موقفاً سياسياً لديه أدواته الإعلامية وسيقوله بكل شجاعة كما عهدناه ونعرفه وبالتالي له منبره وطريقته وأسلوبه". وحول التصريحات بشأن وجود صراع دولي على سورية لفت الوزير الزعبي إلى أن المعضلة الحقيقية لديهم نشأت بسبب الصمود السوري ومواجهة سورية لهذه المؤامرة وقدرتها على هزيمتها فقد فوجئوا بحجم الوعي السياسي لدى السوريين واكتشفوا أن نسبة كبيرة من السوريين هم مع الاستقرار والثبات واستمرار سورية بالتقدم على النحو الذي كانت عليه قبل بدء العدوان دون أي تغيير. وقال وزير الإعلام "إنه يمكن أن يسأل أحد الأشخاص أن هذا لا يعني أن هؤلاء الناس مع الدولة أو مع الرئيس الأسد بل إنهم مع الأمن والاستقرار.. ولكن في الحقيقة هذا الأمر غير صحيح لأن منظومة الأمن والاستقرار في سورية والثبات السياسي والمبادئ والثوابت الوطنية مختصرة ومختزلة ومجتمعة بالسيد الرئيس بشار الأسد". وتساءل الوزير الزعبي "أين موقع الرئيس الأسد من قضايا الأمة والقيادة والبنية السياسية وحزب البعث وكل الأحزاب القومية واليسارية والتقدمية... أين موقعها من قضايا الأمة.. أليس موقعها بالصفوف الأولى بالمقاومة.. أليس موقعها مع قضايا العدالة الاجتماعية وقضايا الفقراء والفلاحين والعمال". الجيش السوري يمارس دوره الدستوري القانوني وأبدى الوزير الزعبي استغرابه من تشبيه بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة تنظيم القاعدة بجيش نظامي لدولة وقال "لا يجوز أن يكون له موقف سياسي بهذا المعنى فالجيش العربي السوري هو جيش نظامي لدولة ذات سيادة لديها دستورها وقرارها الوطني الحر وبموجب الدستور الجيش هو المؤسسة ذات السيادة ولديها وظائف أساسية من ضمنها حماية الدولة وأمنها واستقرارها وحدودها ومؤسساتها" مؤكداً أن الجيش السوري اليوم يمارس دوره الدستوري القانوني. ولفت الزعبي إلى أن تنظيم القاعدة هو تنظيم إرهابي متطرف تموله استخبارات دول ولا يمكن مقارنة نقيضين مع بعضهما البعض أو تشبيههما ببعضهما البعض متسائلاً "إذا كان لدى الأمم المتحدة نية الاعتراف بالقاعدة وبالإرهاب باعتبار أن هناك دولاً يفترض أنها كانت تحارب الإرهاب بعد 11 أيلول وأصبحت تتبنى الإرهاب فهذا يعني أنه من الممكن أن يمهد الأمين العام للامم المتحدة بالاعتراف بتنظيم القاعدة قانوناً وهذا كلام سياسي يدل على شخصنة وحجم التضليل الذي تخضع له مؤسسة الأمم المتحدة بشكل عام". ورداً على سؤال حول استهداف السعودية لحق العبادة للسوريين وحرمان الحجيج السوريين من الحج هذا العام أشار الوزير الزعبي إلى أنه أول مرة يحدث هذا الأمر ولم يقم بمثل هذا التصرف إلا العدو الإسرائيلي عندما منع المسيحيين من الذهاب إلى كنيسة المهد معرباً عن استغرابه لمنع نظام آل سعود الحجاج السوريين من الذهاب إلى الحج. ورأى الزعبي أن ذلك يشكل خروجاً على الواجبات الدينية والإسلامية للنظام السعودي فوجود الكعبة الشريفة على الأراضي السعودية لا يمنحه حقاً في منع أحد من الحج لأنه عبادة مقدسة لها طقوسها ومفاهيمها ومعانيها ورمزيتها مطالباً وزارة الحج السعودية بأن تبرر هذا السلوك ليس للحكومة السورية والإعلام بل لله تعالى لأنها ترتكب إثما سواء أدركت ذلك أم لا. سورية قادرة على مواجهة الأزمة مهما طالت ورداً على سؤال حول قدرة الاقتصاد السوري على الاستمرار في الصمود أكد الزعبي أن الاقتصاد السوري مستهدف منذ اللحظة الأولى من الأزمة وليس الآن وهو اقتصاد قوي بأمنه الغذائي والمائي والاكتفاء الذاتي لافتاً إلى أن سورية قادرة على مواجهة الأزمة مهما طالت وامتدت ولن ينهار اقتصادها ولن تتفكك الدولة. وحول موضوع اللاجئين والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل بعض الدول واستخدامهم كورقة في المحافل الدولية أكد الزعبي أن هذه القضية استثمرت سياسياً وبشكل لا أخلاقي ولا قانوني من قبل تلك الدول مشيراً إلى أن سورية استقبلت ملايين العرب دون أي منة بل انطلاقاً من واجبها الأخلاقي والإنساني ولم تبن لهم مخيماً واحداً بل استقبلتهم في مدنها وقراها وبين شعبها مجدداً دعوته لكل السوريين الموجودين خارج الحدود إلى العودة لوطنهم سورية وقال "صحيح إن الظرف كان صعباً واضطروا للخروج ولكن لم يغلق أحد الباب خلفهم أبداً"     سيريا ديلي نيوز - سانا

التعليقات