كشف كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن البرنامج يواجه نقصًا حادًا في التمويل في سوريا، مما يؤثر على قدرته في تقديم المساعدات الإنسانية. ودعا المجتمع الدولي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، والاستثمار في مشاريع تحقق تغييرًا سريعًا لصالح الشعب السوري.

وجاء ذلك خلال حديثه إلى وكالة الأناضول على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025، الذي يُعقد حاليًا في جنوب تركيا، ويشهد مشاركة رؤساء دول وحكومات، وزراء خارجية، وممثلين عن منظمات دولية.

توسيع العمليات رغم نقص التمويل

أوضح سكاو أن البرنامج يدير عملياته في سوريا عبر 7 مكاتب إقليمية، ويسعى حاليًا إلى توسيع نطاق عمله في ظل المرحلة الانتقالية، رغم التحديات المالية الكبيرة. وأكد أن التعاون مستمر مع السلطات المحلية، إلا أن التمويل المتراجع يهدد قدرة البرنامج على تنفيذ مشاريعه الإنسانية.

وأشار إلى أن البرنامج يوفر المساعدات لنحو 1.5 مليون شخص، ويركّز حاليًا على دعم نظم الحماية الاجتماعية، فتح المخابز، وإعادة تأهيل منظومة الأمن الغذائي الوطني داخل البلاد. كما دعا المجتمع الدولي إلى تكثيف الاستثمار في برامج التنمية المستدامة التي يمكن أن تحقق نتائج إيجابية بسرعة.

خطط لإنشاء مركز لوجستي في تركيا

أشاد سكاو بالشراكة بين برنامج الأغذية العالمي وتركيا في دعم اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى أن البلاد تُعدّ مركزًا لوجستيًا مهمًا، حيث يتم توفير جزء كبير من المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية عبرها.

وكشف أن البرنامج استثمر أكثر من مليار دولار في تركيا خلال السنوات الخمس الماضية، ويخطط حاليًا لإنشاء مركز لوجستي دائم في البلاد لتعزيز عملياته الإنسانية.

الوضع في غزة: أزمة غذائية متفاقمة

تطرق سكاو إلى الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، حيث يواجه السكان أزمة إنسانية حادة نتيجة إغلاق المعابر منذ أكثر من شهر. وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي كان ثاني أكبر جهة تابعة للأمم المتحدة تقدم مساعدات في غزة بعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث نجح في توفير الإمدادات الغذائية لما يقارب مليون شخص شهريًا، خاصة خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يومًا.

وخلال تلك الفترة، تمكن البرنامج من فتح 25 مخبزًا، إنشاء مطابخ ميدانية، وتوفير وجبات ساخنة للعائدين إلى منازلهم، كما أدخل 50 ألف طن من المواد الغذائية عبر 7 آلاف شاحنة. لكن سكاو حذر من أن المواد الغذائية المتوفرة بدأت تنفد نتيجة استمرار إغلاق المعابر، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية خلال الأيام المقبلة.

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال المطروح: هل يستجيب المجتمع الدولي لدعوات تخفيف العقوبات على سوريا وضمان استمرار المساعدات الإنسانية؟

سيريا ديلي نيوز


التعليقات