واجهت وحدة المياه في مدينة جرمانا العديد من التحديات التي منعت تأمين كميات كافية من مياه الشرب لجميع الأحياء، وخاصة المناطق الطرفية، مما أدى إلى أزمة مياه تفاقمت معاناة السكان بسببها.
و أوضح رئيس وحدة مياه جرمانا، طلال بركة، أن النظام المائي في المدينة يعتمد حاليًا على 44 بئراً ذات إنتاج مائي يتراوح بين 30 و50 متراً مكعباً في الساعة، حيث يُفترض أن تغطي هذه الكمية الاحتياجات اليومية، إضافة إلى المياه التي تأتي من محطة ضخ “العقدة الخامسة” على طريق المطار، والتي تزود جرمانا بما يتراوح بين 7 و8 آلاف متر مكعب يومياً.
ومع ذلك، أشار بركة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي عن جرمانا لمدة 6 ساعات يومياً قلل من كمية المياه المنتجة إلى 8 آلاف ليتر فقط، وهذا في حال عدم حدوث انقطاعات في الضخ أو مشاكل فنية أخرى.
كما أن تشغيل مولدات الكهرباء، البالغ عددها 16، والتي تحتاج إلى 3200 ليتر من الوقود يومياً، أصبح مستحيلاً بسبب نقص المحروقات، ما زاد من حدة الأزمة.
ومع تعذر تشغيل المولدات، اتجهت المؤسسة نحو استخدام الطاقة الشمسية لضخ المياه من الآبار، إلا أن الدراسة التي أجرتها مع وزارة الكهرباء أظهرت أن هذه الحلول ليست مجدية إلا لبئرين أو ثلاثة فقط، بسبب وجود الآبار في أماكن محاطة بمباني شاهقة تصل إلى 7 أو 8 طوابق، مما يحجب أشعة الشمس عن ألواح الطاقة.
وأضاف بركة أن تركيب ألواح الطاقة الشمسية على أسطح خزانات الضخ الرئيسية لم يكن عمليًا بسبب ارتفاعها الذي يتجاوز 35 متراً، إضافة إلى صعوبة صيانتها وتنظيفها.
أمام هذه التحديات، لجأت المؤسسة إلى استخدام خط كهربائي معفى من التقنين تم تنفيذه بعد دراسة دقيقة، وهو الآن جاهز لتشغيل 26 بئراً كمرحلة أولى.
ومع ذلك، لم تكفِ هذه الآبار لتلبية احتياجات جميع سكان جرمانا، مما أدى إلى استمرار أزمة المياه في بعض المناطق، خاصة في نهايات المدينة مثل دف الصخر والمزارع.
وأشار بركة إلى أن هذه المناطق تقع خارج المخطط التنظيمي للمدينة وتضم أبنية مخالفة بارتفاعات تصل إلى 7 أو 8 طوابق، ولا توجد بنية تحتية مخصصة لها، بما في ذلك الآبار. وتسعى المؤسسة حالياً لاستثمار أراضٍ جديدة لحفر آبار تخدم هذه المناطق.
أما مشكلة نقص المياه في بعض الأبنية، فقد أرجعها بركة إلى عدم وصول المياه إلى الطوابق العليا بعد الرابع، حيث تم تصميم ضغط المياه بناءً على أبنية مكونة من 4 إلى 5 طوابق فقط.
وقد اقترحت المؤسسة على السكان تركيب خزانات أرضية في الأقبية لتوفير المياه للطوابق العليا، مع استعدادها لتزويد تلك الخزانات بالمياه.
وفي ختام حديثه، أشار بركة إلى أن الخطة المستقبلية تتضمن البحث عن مواقع جديدة بجانب المدارس والطرقات لحفر آبار إضافية قادرة على تلبية احتياجات السكان، حيث أن عدد المشتركين حتى الآن لا يتجاوز 63 ألفاً، بينما يوجد الكثير من الأبنية التي يسكنها الوافدون بدون اشتراكات رسمية.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات