مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سوريا، ازداد إقبال الناس على مواقع المراهنات بشكل ملحوظ، حيث يسعى الكثيرون للبحث عن طرق سريعة لتحقيق الربح وسط قلة فرص العمل وتدني الأجور إلى مستويات غير مسبوقة.
وتشير البيانات إلى أن الأموال التي يتم صرفها يومياً على هذه المواقع كبيرة جداً، حيث يشارك عشرات الآلاف من السوريين في هذه الأنشطة بشكل منتظم.
وتقدر قيمة الأموال المتداولة على هذه المنصات بمئات ملايين الليرات يومياً، مما يعكس مدى الإقبال الكبير عليها.
ويشرح “رائد روبيرت”، وهو اسم مستعار لأحد وكلاء هذه المواقع، أن الأرقام الكبيرة للأموال والعملاء على مواقع المراهنات ليست كلها حقيقية.
فبعضها ناتج عن أرباح اللاعبين وتضاعف قيمة المبالغ التي يراهنون بها.
ويقول “رائد”: “بعض العملاء يفتحون حسابات بمبالغ كبيرة قد تصل إلى ملايين الليرات، وعندما تتضاعف هذه الأموال نتيجة الربح تبقى مسجلة في بيانات الموقع، أي أن الأرقام الكبيرة لا تعكس بالضرورة تحويلات مالية حقيقية لحسابات العملاء”.
ويضيف: “معظم العملاء يبدأون بحسابات صغيرة جداً، بمبالغ لا تتجاوز الدولارين، ويعملون على استثمارها في الموقع من خلال الرهانات على الأحداث الرياضية المختلفة أو في ألعاب الكازينو.
وعلى الرغم من أن الربح يعتمد بشكل كبير على الحظ، إلا أن متابعة الزبون واهتماماته الرياضية يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في توقع النتائج الصحيحة للأحداث”.
وعلى الرغم من المخاطر المرتبطة بالمراهنات، فإن الفقراء وذوي الدخل المحدود يشكلون الجزء الأكبر من المشاركين في هذه الأنشطة.
فهم يرون في هذه المواقع وسيلة لتحقيق أحلامهم المادية وربما الوصول إلى الثراء بسرعة، بعيداً عن العمل الشاق والوظائف ذات الأجور المتدنية.
يظهر انتشار مواقع المراهنات وألعاب الكازينو بشكل كبير في القرى والمناطق النائية في محافظات سورية مختلفة، وخاصة في الأماكن التي تقل فيها الفرص ويكثر فيها الشباب العاطلون عن العمل، الذين يجدون صعوبة في تأمين قوت يومهم.
وهؤلاء يتجهون إلى تلك المواقع التي غالباً ما تؤدي بهم إلى مزيد من الفقر نتيجة إدمانهم عليها، وقلة قليلة منهم فقط تحقق أرباحاً حقيقية.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات