لا يتفاجأ السوريون بارتفاع أسعار الأضاحي يوميًا مع اقتراب العيد، لكن الصدمة تكون كبيرة عندما يصل سعر خروف الأضحية، بوزن 55 كيلوغرامًا، إلى نحو 6 ملايين ليرة سورية (ما يعادل 400 دولار)، بحسب جمعية اللحامين.
ومن المتوقع أن يرتفع السعر أكثر مع اقتراب العيد، مما يجعل شراء الخروف صعبًا على الشريحة الأكبر من محدودي الدخل، الذين لا تكفي رواتبهم الشهرية سوى لشراء كيلو ونصف من اللحم.
رئيس جمعية اللحامين، محمد الخن، أوضح في لقاء مع التلفزيون الرسمي أن هذا المبلغ غير نهائي، حيث ستضاف إليه تكاليف أخرى مثل رسم وثيقة الذبح وأجرة اليد العاملة والمنظفات والأكياس. مقارنة بالعام الماضي، ارتفعت الأسعار بنسبة 100%، إذ كان سعر الأضحية بوزن 55 كيلوغرامًا في 2023 حوالي 3 ملايين ليرة، والآن وصل إلى 6 ملايين.
الجمعية تُرجع ارتفاع الأسعار إلى التصدير وانتظار المربين لارتفاع الأسعار أكثر مع قدوم العيد.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن الأسعار ستعتمد على العرض والطلب والحوالات الخارجية التي يرسلها الأبناء لأهاليهم قبل العيد.
الباحث الاقتصادي عامر شهدا انتقد التحجّج بالتصدير، داعيًا الحكومة لدراسة احتياجات السوق المحلية أولاً.
وأشار إلى تقرير الأمم المتحدة الصادر في أبريل 2024 الذي ذكر أن 12.9 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما يصل راتب الموظف الشهري إلى نحو 20 دولارًا، مما يجعل تأمين سعر الأضحية مستحيلاً.
الباحث الاقتصادي هني الحمدان أكد أن المواطن غير قادر على شراء ملابس جديدة لأبنائه بمناسبة العيد، فكيف يستطيع شراء الأضحية؟ مشيرًا إلى أن شراء “أوقية” لحمة في الشهر يُعتبر إنجازًا.
ويعزو الباحث شهدا الوضع إلى التضخم وارتفاع التكاليف، مثل الأعلاف والكهرباء، مما انعكس على الأسعار.
وذكر أن مبلغ 6 ملايين ليرة (400 دولار) كبير جدًا، ولا يستطيع معظم الناس التضحية في العيد، وسيقتصر الأمر على الأثرياء.
شهدا يرى أن سوء التخطيط الحكومي لمعالجة الوضع الاقتصادي أدى إلى هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن التضخم ناتج عن سوء القرارات الحكومية ورفع أسعار الخدمات والسلع.
في السياق نفسه، يعتقد الباحث حمدان أن ارتفاع الأسعار يتفاقم مع الأعياد، لكن المواطن يعاني منها منذ سنوات طويلة، حيث لا يكفي دخله الشهري لسد احتياجات يومين في الأسبوع، وهناك من لا يستطيع تأمين الطعام، فكيف بشراء أضحية تزن أكثر من 50 كيلوغرامًا حسب الشرع؟
رئيس جمعية اللحامين محمد الخن يعترف بأن فتح باب تصدير الأغنام كان سلبيًا على المواطن وإيجابيًا للمربين، مشيرًا إلى الفرق الكبير بين التسعيرة التموينية والأسعار الحقيقية للحوم، وتوقع إصدار تسعيرة جديدة بعد العيد.
سعر كيلوغرام لحم الغنم وصل إلى 280-300 ألف ليرة بدون دهن، و240-250 ألف ليرة مع 25% دهن، و160-170 ألف ليرة للمسوفة (50% دهن).
وبناء على هذه الأرقام، فإن راتب الموظف الشهري يشتري أقل من كيلو ونصف من اللحم الهبرة، مما يجعل التضحية في العيد أمرًا شبه مستحيل.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات