أسباب عديدة ودوافع مختلفة، منها الشخصية المرتبطة بتوجهات الكثير من المزارعين وأخرى متعلقة بالتغيرات المناخية والانزياحات البيئية، دفعت الكثيرين منهم إلى التخلي عن الزراعات التقليدية والاتجاه الى زراعات بديلة قد تكون غريبة عن البيئة التي تعيش فيها مثل هذه الزراعات كالزراعات الاستوائية والمدارية، حتى إن مناطق بأكملها تخلت عن زراعاتها المألوفة واتجهت نحو هذا المسار.
ومما لاشك فيه أن الكثير من الأساليب المتبعة في الزراعات الاستوائية هي أساليب ارتجالية وبثقافة محدودة ولابد من الاستعانة بالمختصين في المجال الزراعي للنهوض بهذه الزراعات، خاصة أن الكثيرين يؤكدون أنها ذات مردود اقتصادي ومادي أعلى من الزراعات التقليدية الأخرى، وهنا يبرز دور وزارة الزراعة وكيفية التعامل مع هذه الأصناف الجديدة.
العديد من المزارعين يؤكدون أنهم لم يجدوا العون الكافي للنهوض بمشروعاتهم من الوزارة، لذلك توجهوا إلى الجهات المعنية في هذا المجال بعدد من الأسئلة التي طرحناها على مدير زراعة طرطوس علي يونس، لاستيضاح موقف الوزارة من هذه الزراعات، وماذا قدمت من خدمات؟
تقرير شهري
يونس أوضح أنه يتم جمع البيانات المتعلقة بالزراعات البديلة وإعداد تقرير شهري بمناطق زراعتها وأنواعها والمساحات المزروعة دورياً، وأن المزروعات البديلة تتضمن عدة أنواع مدارية واستوائية انتشرت مؤخراً، خلال السنوات العشر الأخيرة، بسبب ظروف التغير المناخي، حيث قام بعض الفلاحين بزراعة قسم من أراضيهم أو حدائقهم المنزلية، بـأصناف مختلفة من الزراعات الاستوائية منها الأوفوكادو والكيوي، المعتمدة من وزارة الزراعة، ويتم إكثارها في مراكزنا الزراعية، كما تتم دراسة نوعين هما المانغو والقشطة لما لهما من آثار اقتصادية جيدة على المزارعين ومردود مادي مرتفع.
التسويق
أما بالنسبة للتسويق فقد أشار مدير زراعة طرطوس إلى أن الفلاح يقوم بتسويق إنتاجه في أسواق الهال ضمن المحافظة وخارجها، وحققت الأصناف الجيدة من أنواع (الأفوكادو- الكيوي- القشطة- المانغو – الموز)، أسعاراً جيدة للفلاحين، مع الإشارة الى أن سبب انتشارها هو ارتفاع تكاليف إنتاج الخضراوات ضمن البيوت المحمية ما دفع الفلاح للانتقال إلى زراعات بديلة تحقق له مستوى ربح أكبر وبتكاليف أقل، وهو الأساس في انتشار الزراعات البديلة أو المدخلة حديثاً، إضافة إلى الظروف الجوية والمناخية التي ساعدت المزارعين في اعتماد هذه الزراعات.
رديفة وليست بديلة
المهندس الزراعي والباحث الأكاديمي أحمد جبور أكد أن هذه الزراعات يصح القول عنها إنها زراعات رديفة وليست بديلة، وإنها بحاجة إلى تنظيم ودراسة حتى لا تتحول إلى بديلة عن الزراعات الإستراتيجية، وتمنى من وزارة الزراعة تقييم الأهمية الاقتصادية لهذه الزراعات وإيجابياتها وسلبياتها ودراسة الأمراض والآفات الناجمة عنها وتأثرها بالبيئة المحيطة، وأن يتم إدخال هذه الزراعات ضمن خطة إنتاج الغراس في مشاتل الوزارة لإنتاج الغراس الموثوقة.
سيريا ديلي نيوز
2024-01-31 12:33:05