كشفت إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء أن مجموع عقود الزواج داخل القطر وخارجه لعام 2022 بلغ 229549 عقداً بمعدل تراجع نحو 3.5 بالمئة مقارنة بعام 2021 إذ بلغت 237944عقد زواج.
ووفقاً لتقرير المكتب تصدرت حلب أعلى نسبة زواج من بين المحافظات حيث بلغت عقود الزواج 39164 في عام2022 مقارنة بـ53715 في عام 2021، تليها ريف دمشق بواقع 26626 عقداً والحسكة بـ26222، أما دمشق فقد شهدت 25097 عقد زواج لذلك العام.
وبالنسبة لشهادات الطلاق كشفت الإحصائية عن 46827 شهادة طلاق لعام 2022 في سورية بمعدل ارتفاع بلغ 11 بالمئة مقارنة بعام 2021 الذي شهد 41957 شهادة طلاق، وفي التفاصيل شهدت دمشق أعلى نسبة طلاق لعام 2022 بمعدل 8516 شهادة، تلتها حلب بـ7876 شهادة طلاق مقارنة بعام 2021 حيث تبادلتا الترتيب لتشهد حلب النسبة الأعلى إذ بلغت 8568 وفي دمشق 5172 شهادة طلاق.
الأستاذة في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق الدكتورة ولاء يوسف رأت : وجود تعدد في أسباب ارتفاع معدل الطلاق وتراجع نسب الزواج في المجتمع كتغير احتياجات الأسرة في ظل الظروف الراهنة والاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والميل نحو التقليد الأعمى والمحاكاة للآخرين.
واعتبرت يوسف أن وسائل الإعلام تنقل وتروج أفكاراً مغلوطة عن الزواج وطبيعة العلاقات ما يجعل الشباب يصدمون بواقع الزواج عندما يعيشونه، إضافة إلى دور الحركات النسوية في تفعيل دور المرأة وتمكينها نفسياً واقتصادياً واجتماعياً والتقليل من الدور الذكوري في الكثير من مفاصل الحياة بعد أن كان دوره رئيسياً.
وأشارت يوسف إلى أن تفاقم ظاهرة الزواج المبكر في الآونة الأخيرة في ظل الظروف التي عاشتها البلاد، والذي يعد سبباً مهماً من أسباب الطلاق وفشل تكوين أسرة سوية حيث تكون الأنثى غير مهيأة وغير مستعدة نفسياً وجسدياً بشكل كاف لتقبل فكرة الزواج ولا تمتلك معايير الأنوثة الموجودة عند الفتيات الأكبر سناً وبالتالي نجد الفتاة غير قادرة على إدراك حقوقها وواجباتها وتمثيل دورها بشكل إيجابي.
وأعادت الأسباب في أحد جوانبها إلى أن الاختلاف الثقافي والاجتماعي بين الزوجين من حيث الاهتمامات والقدرات والميول ربما يكون سبباً للطلاق إذ اختلفت اهتمامات فئة الشباب مؤخراً عن السابق بشكل كبير وعزف الكثير منهم عن فكرة الزواج نتيجة رؤيتهم الكثير من حالات الطلاق والمشكلات العائلية التي يمرون بها أيضاً.
وحول آثار الطلاق على المجتمع أكدت يوسف أن للطلاق تبعات سلبية وإيجابية أيضاً، فمن حيث السلبية نجد أنها تكمن في تهديد شبكة العلاقات والظواهر الاجتماعية التي تربط بين الأسرة السورية بشكل خاص والمجتمع ككل، فضلاً عن انهيار الطاقة النفسية والاجتماعية.
سيريا ديلي نيوز
2024-01-25 15:12:18