لم يكد العام الجديد 2024، يطرق أبوابه، حتى بدأت تباشيره تتوالى، بقرارات رسمية عنوانها ثابت “الرفع ثم الرفع”، والذي نقب رؤوسنا العام الماضي، لدرجة أن المواطن بات بلا طاقة على استيعاب ما آلت إليه أحواله بسبب قرارات الحكومة.
وبينما ينتظر المواطنون شيئاً يدحض توقعات خبراء الاقتصاد، بأيام سوداء وقاتمة، أكبر، أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن رفع سعر ليتر المازوت لكافة الآليات باستثناء آليات النقل الجماعي للركاب داخل وخارج المدن والمحافظات والجرارات الزراعية بمبلغ 11880 ليرة سورية.
كما حددت الوزارة، تعرفة نقل البضائع والمواد في السيارات الشاحنة والتي تحصل على مادة المازوت بسعر التكلفة بـ 523 ليرة /طن/كم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث رفعت المؤسسة السورية للتجارة أسعار المواد الغذائية المدرجة على البطاقة الإلكترونية، والتي “لم يتم توزيعها سوى مرة واحدة عام 2023”.
وبموجب الأسعار الجديدة، أصبح سعر ليتر الزيت النباتي 22500 ليرة وكيلو السكر أصبح 14 ألف ليرة، فيما وصل سعر كيلو الرز إلى 14 ألف ليرة، وكيلو البرغل أصبح بـ 7500 ليرة، وكيلو العدس بـ 18 ألف، وعلبة الطن 14 ألف ليرة.
“وما سيزيد الطين بلّة”، بأنه ورغم أن كافة أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية، سجلت جنوناً خلال الأيام الماضية، أعلن مصرف سورية المركزي، رفع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي للحوالات والصرافة إلى 13000 ليرة للدولار الواحد، كما رفع سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو إلى 14249.99 ليرة سورية لليورو الواحد، ما سيعني أن “نار الأسواق” ستزيد حدّة!
وحذت وزارة الداخلية حذو سابقاتها، ورفعت رسوم جواز السفر داخل سورية، على منصة الحجز الإلكتروني، حيث أصبح رسم جواز السفر العادي 312,700 ليرة، وجواز السفر المستعجل 432,700 ليرة، وجواز السفر الفوري 2,010,700 ليرة.
وكان تقرير لصحيفة “قاسيون”، قال مؤخراً، بأن متوسط التكاليف المعيشية للأسرة السورية المكونة من خمسة أفراد، تجاوز حاجز 12 مليون ليرة سورية، مع بداية العام 2024.
وأمام هذا الواقع، باتت كل الكلمات عاجزة عن وصف حجم الأوجاع التي يعانيها السوريون، بسبب التجاهل الحكومي لأحواله، “دون أن يرف لها جفن”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات