تراجع إنتاج الحمضيات في الساحل السوري تدريجياً خلال السنوات الماضية، ولكنه انخفض العام الماضي بنسبة ٥٠ بالمئة تقريباً، وتعددت الأسباب ومنها ما حدث من تقلبات بالمناخ خلال الأعوام الماضية، بالإضافة لانتشار الأدوية والمبيدات الحشرية الغير فعالة نتيجة دخولها تهريباً وعدم وجود رقابة عليها، في حين أن ارتفاع أسعار المستورد منها تسبب بالابتعاد عنها، في ظل حالة من غياب الدعم للمزارعين.
وكانت المواسم السابقة قد شهدت بيع المزارع لموسمه قبل نضوجه في مسعى منه لتحقيق أعلى سعر ممكن عله يعوض جزء من خسارته نتيجة ارتفاع التكاليف.
لا تأثير للحرارة
مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة نشوان بركات أوضح أنه في ظروف بلدنا وفي مناطق انتشار زراعة الحمضيات لا تأثير لارتفاع درجات الحرارة على أشجار الحمضيات، حيث أنها في معظم الأحيان لا تتجاوز المدى الحراري الأمثل كما أن معظم موجات الحر (الموجة الحالية) تكون مترافقة مع رطوبة جوية تخفف من تأثير هذا الارتفاع على الأشجار.
مبيناً بأن شجرة الحمضيات من أشجار المناطق المدارية وشبه المدارية حيث يتراوح المدى الحراري الأمثل لنموها بين (20-34) درجة مئوية ويقل نموها تدريجياً كلما زادت درجة الحرارة وينعدم تقريباً عندما تصل درجة الحرارة إلى حوالي 40 درجة مئوية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة معدل النتح وسرعة التنفس.
شح مياه وإعفاء تقنين
وبيّن بركات بأن شهري تموز وآب هي أشهر النمو الحجمي لثمار الحمضيات، لذلك من الضروري الحفاظ على انتظام عملية الري في هذه الأشهر حيث أن كمية مياه الري التي تحتاجها بساتين الحمضيات تختلف باختلاف الصنف ونوع التربة “رملية – طينية…”، موضحاً بأن وزارة الزارعة تقوم بتأمين المحروقات وفق الاستطاعة.
وكشف بركات بإن البساتين التي تروى من الآبار الارتوازية في محافظة طرطوس تم اعفاؤها من التقنين الكهربائي لمدة 6 ساعات، وذلك من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 2 ظهراً لمرة واحدة اسبوعياً لكل منطقة من مناطق زراعة الحمضيات، أما البساتين التي تروى من سد الباسل فهي تحصل على مخصصاتها من مياه السد، والمناطق التي تروى من سد 16 تشرين لا يوجد بها مشكلة.
أما عن محافظة اللاذقية أفاد مدير مكتب الحمضيات لسينسيريا عن وجود لجنة ري دائمة برئاسة معاون مدير زراعة اللاذقية تقوم بعملية التنسيق الدائم فيما يتعلق بمواعيد ضخ وتوزيع المياه من السدود ومعالجة المشاكل الطارئة.
مشيراً إلى أن كمية المياه المخزنة في سدود السفرقية والثورة والسن تعد قليلة، ولذلك تم التوجيه من خلال لجنة الزراعة الفرعية برئاسة محافظ اللاذقية لزيادة كمية المحروقات المخصصة لمحركات الري، وتوجيه الآليات العامة التي تتبع الجهات العامة (موارد مائية – مؤسسات انشائية – مديرية الزراعة) بالحفر على مجاري الأنهار والضخ منها لتخديم أكبر عدد ممكن من البساتين.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات