على مدى سنوات الحرب التي مرت على سورية عانى الشعب من ويلاتها بمختلف جوانب الحياة، وبالرغم من قدرته على التصدي لمجمل أشكال الحرب والحصار، إلا أن معركة المضاربة المخفية على العملة الوطنية كان لها نتائج سلبية وأثر كبير على حياة المواطن السوري.
من يقوم بالمضاربة؟

هذه “المعركة الخفية” والتي يشكل المضاربين جزء منها، تتعلق بسعر صرف الليرة السورية، والذي شهد منذ شهر نيسان تدهوراً تدريجياً، ليرسو في آخر محطاته بالشهر الحالي على حد الـ 9900 ليرة أمام الدولار الأميركي في نشرة سعر الصرف الصادرة عن المصرف المركزي بتاريخ 18/7/2023، ويعتبر هذا التدهور قياسياً، منذ بداية عام 2023، حيث انخفضت قيمة الليرة أمام الدولار الأميركي بنسبة 26.7 بالمئة، وذلك منذ الأول من شهر نيسان، بينما لا يزال الاقتصاد السوري في حالة من التخبط.

ويمكن لأي شخص يملك القطع الأجنبي أو الليرة السورية أن يفكر بالمضاربة لتحقيق أرباح سريعة، وهذه الأرباح قد تكون على شكل قطع أجنبي أو عملة وطنية وذلك في أوقات معينة، حين يقرر المضارب بيع القطع وفي أوقات معينة أيضاً يتخذ قرار شراء القطع بحسب الخبير الاقتصادي الدكتور علي محمد.
وأضاف الخبير أن قرار البيع والشراء مرتبط بمجموعة من العوامل والمعلومات التي توفر لدى المضاربين أو من يهتم بالمضاربة، ويتم ذلك في أوقات محددة مثل ضغط دفع القطع من قبل الحكومات، أو في بعض المواسم المعينة أو الحاجيات المعينة، أو توفر معلومات للمضاربين تتعلق بحجم القطع الاحتياطي في المصرف المركزي، وإذا كان لدى المصرف ما يلبي الحاجة أو أنه سيلجأ للسوق السوداء.
الغرف السوداء
وتابع محمد أن القرارات الخاصة بعمليات الاستيراد والتهريب تلعب دوراً هاماً في المضاربة، وكلما تشددت هذه القرارات كلما كان هناك فرصة أكبر للجوء للسوق السوداء وهذا لا يعني أنه لا يجب التشدد بالقرارات وخاصة ما يتعلق بالاستيراد والتهريب حتى لا يلجأ أحد للسوق السوداء، لكن يجب أن تكون هذه القرارات مقترنة بتوفر قدر كافي من القطع الأجنبي لدى الجهات المعنية، حتى تمر عمليات التشدد بالقرارات بسلام وضمن سياسة معينة.
وأكد الخبير أن المضاربة لا تحتاج إلى دول ويمكن أن يقوم بها أبناء البلد الواحد، فإذا قررت مجموعة معينة من ذوي الملاءة المالية القيام بالمضاربة يستطيعون القيام بها من داخل الحدود لأنه مهما تشددت القرارات وكبرت الغرامات الخاصة بهذا الموضوع لا تزال هناك فسحات للكثير من المواد المضاربين في دول العالم، ولا سيما الدول النامية.
واختتم الدكتور علي محمد أنه منذ بداية الحرب على سورية كان هناك حديث عن قيام البعض بالمضاربة بالليرة السورية في كل من الأردن ولبنان وتركيا، ولم يتغير الأمر كثيراً مع بداية الحرب، وعندما تشتد الحرب الاقتصادية أو الرؤية لهذه الحرب أو توفر النية للحرب الاقتصادية يمكن تفعيل هذه الغرف السوداء.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات