تشهد أسواق بيع الماشية (البازار) حركة بيع متزايدة من المربين لأغنامهم في الفترة الأخيرة، وذلك كنتيجة لارتفاع تكاليف التربية على المربي وخاصة لناحية أسعار الأعلاف المستمرة بالارتفاع.

وعن تأثير ذلك على أسعار اللحوم قال الخبير التنموي أكرم عفيف أن قطاع الأغنام تناقص حجمه إلى الربع وكذلك قطاع الأبقار، وهو ما أثر على أسعار اللحوم وتسبب بارتفاعها، مؤكداً أن الغلاء بأسعار اللحوم في الأسواق حالياً لا يعتبر غلاءً حقيقاً، وذلك نتيجة ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن السوري، أما لو كان هنالك طلب على اللحوم مثل سنوات ما قبل الحرب، وفي كل طبخة يتم وضع اللحوم كانت أسعارها ستصبح بسعر الذهب.

 تحدث أحمد بأنه توجه لسوق الماشية قبل عدة أيام لبيع نصف قطيعه من الأغنام والبالغ عددها 50 رأس، في مسعى منه لتأمين سيولة تكفيه لإطعام النصف المتبقي من القطيع، مشيراً في حديثه إلى أن السبب في بيعه لنصف قطيعه هو الارتفاع الجنوني والغير مبرر لأسعار الأعلاف.

“أغلب المربين وتجار الأغنام يتهربون من احتوائها في أثناء فترة غلاء الأعلاف” بحسب رأي علاء الذي أشار إلى التكلفة الكبيرة لكمية الأعلاف المستهلكة لرؤوس الأغنام، وبأنه بدء بالعجز تدريجياً عن توفير كمية الأعلاف الكافية لأغنامه ما أضطره لتخفيض الكميات للأغنام في خطوة أولى، وإن لم ينخفض سعر الأعلاف فإنه سيضطر لبيع قطيعه بالتدريج كما يفعل باقي المربين في منطقته.

أحمد وهبي (٥٥ عاماً)، وجد نفسه مكتوف اليدين وهو ينظر إلى قطيع أغنامه يتلاشى. ويقول في حديثه لصحيفة سينسيريا إنه كان يملك مئة رأس من الأغنام، واضطرّ لبيعها خلال العامين الماضيين. لعدم قدرته على تحمُّل أعباء مصاريفها.

ويضيف، أنه بين الحين والآخر يضطرّ لبيع 10 رؤوس من أغنامه. لكي يشتري أعلافاً لبقية قطيعه، أو ليستأجر لها مرعى.

فيما يعتقد أحد تجار الأعلاف أن غلاء المواد العلفية ليس احتكارًا للمادة. بقدر ما هو تماشٍ مع ارتفاع أسعار أغلبية المواد، نتيجة الهبوط الحاد في قيمة الليرة السورية. إلى جانب غلاء إيجارات المستودعات المخصصة لتخزين الأعلاف.
إدارة الموارد

الخبير التنموي أكرم عفيف أكد أن المشكلة في الإنتاج الزراعي في شقيه النباتي والحيواني هي مشكلة تكاليف العملية الإنتاجية. ومثال على ذلك إذا تم وضع لرأس الغنم الواحد يومياً علف بقيمة 2000 ليرة سورية من أصل قطيع عدده 500 رأس. ما يعني دفع مليون ليرة يومياً على الأعلاف، منوهاً إلى عدم استطاعة المربين دفع هذه المبالغ.

ولفت عفيف في حديثه لصحيفة سينسيريا إلى أن كيلو تبن الجلباني بـ 750 ليرة سورية ولكن لو فتحت الحدود سيصبح سعره 1500. ومن الحلول التي اقترحها عفيف والتي يمكن استخدامها لإطعام هذه الأغنام، هو ممكن بإدارة الموارد وذلك من خلال طحن الشوندر السكري وتجفيفه وبيعه كمكون علفي.

وأضاف عفيف بحديثه  بأنه “يوجد لدينا أسوء إدارة موارد في تاريخ البشرية. وذلك بعملها على قتل الموارد والمنتجين لمصلحة المستوردين وشركائهم المسؤولين الفاسدين. مما سينتج عن ذلك تدمير ما تبقى من الإنتاج والقيم السورية”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات