كومة أسئلة تحتاج اجاباتها إلى بحوث جادة و طويلة .. و سيترتب عليها كوم أخرى من الأسئلة .. فماذا يبرر طرحها اليوم ..؟! هناك مبررات أراها عديدة .. في مقدمتها وضع الكهرباء الذي ليس أبداً في طريق التحسن !! .. كل ما تقوله الجهات الحكومية حول مثل هذا التحسن .. هو محض كذب .. بل إن الحكومة نفسها لا تبحت أبداً عن حل للمشكلة كلها التي هدت حيل الناس و أبناء الشعب .. و عوضاً عن أن تفكر بحلول تعيد الحياة لشبكة الكهرباء مترامية الأطراف المبنية لخدمة كامل الوطن و قراه و مدنه .. راحت تروج و تدول ما يعرف بالطاقة البديلة .. التي ستشكل بالشكل الذي تمضي فيه انجازاتها في سورية كارثة العصر للسوريين .. اليوم كل الحديث في الشارع عن مهزلة الطاقة البديلة .. لا أقول ذلك رفضاً لاستثمار الطاقات البديلة أبداً .. إنما هم الذين عمموا هذا الاسلوب في انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية من أساء للفكرة كلها و استعان بها للهرب من وجه شبكة الكهرباء القائمة التي تحتاج لإصلاح و صيانة و حسن الادارة و التشغيل .. !!
 وفي كل ذلك ما يهدد المليارات التي تضيع في الفساد الدائر من حول كذبة الكهرباء من أشعة الشمس بهذا الشكل المصمم تماماً .. للكمسيون و السرقات .. لماذا لم تفكر الحكومة ممثلة للدولة باستثمار الطاقات البديلة من شمس و رياح و خلافه بتشغيل شبكة نقل و توزيع الكهرباء القائمة عن طريق تحميل المنتوج الكهربائي عليها ؟.. لماذا جعلت انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسي البديلة ، قضية فردية لمن يرغب و يتوفر معه المال .. و الذي يريد نقرضه ..؟؟!! بس يشتري من المطروح و يتبع السائد .. و النتيجة نسبة محدودة من المواطنين يحصلون على مشاريعهم الخاصة لإنتاج الكهرباء عن طريق الأشعة الشمسية ، كل حسب طاقته .. فيصلون لحالة الكهرباء العرجاء .. كهرباء و لا كهرباء .. و ذلك بدأ منذ اليوم .. فأصحاب الألواح الزجاجية و الكهرباء المنتجة من أشعة الشمس يدركون الآن أن هذه الكهرباء عاجزة تماماً أن تشكل البديل .. لا تسخين .. لا غسالة ... البراد يتوقف عمله ليلاً .. و التلفزيون يحتاج الهدوء و الرعاية في التشغيل .. !! فأين البديل .. ؟؟ أصبح في جيوبكم أليس كذلك .. ؟! حالة السقوط الجزئي لأوهام الطاقة البديلة بهذا الأسلوب تترافق مع حالة تفشي الفقر الشديد .. و يضع الفقراء في حالة لا يجرؤون فيها من التفكير بعودة الكهرباء .. فهل في سياسة الحكومة أن لا عودة للكهرباء ؟؟ الخصخصة خيار ما .. بصراحة أنا لا أجده حلاً .. و هو صعب جدداً .. ولا سيما في ظل ملكية الدولة لكل مصادر الطاقة و بشكل خاص منها الوقود الأحفوري .. لكن و بالتدريج يمكن للدولة أن تبدأ بطرح شبكة الكهرباء للاستثمار المشترك مع شركات وطنية و عربية و غيرها .. عندها قد تجد الطاقة البديلة ظروفاً أفضل للاستثمار الصحيح نسبياً .. لكن الصعوبة تكمن في مقدرة المستفيدين من الاسلوب الحالي للطاقة البديلة .. و قربهم من مصادر القرار .. السبب الأخر لهذا الطرح اليوم هو أنني أقيم حالياً في محافظة اللاذقية التي تصر الحكومة على تركيعها عن طريق الكهرباء و غيرها .. ربع إلى نصف ساعة كهرباء كل ست ساعات ؟؟!! يا ويلكم من الله ..

 

سيريا ديلي نيوز- أسعد عبود


التعليقات