صعوبات كبيرة يعاني منها معمل الأعمدة الخرسانية في حمص التي أدت إلى توقفه عن العمل منذ عام 2021 و من أهمها عدم توفر مادة الحديد عالي الإجهاد اللازمة لتصنيع الأعمدة ، و تكمن صعوبة تأمين المادة كونها مستوردة و ليس لها بديل منتج داخل القطر .

و بحسب مانشرت صحيفة العروبة  بين  مدير المعمل المهندس بسام اليوسف إن المعمل الذي تأسس منذ عام 1980 بات الوحيد الذي ينتج الأعمدة الخرسانية بعد خروج معمل دير الزور عن الخدمة نتيجة الاعتداءات الإرهابية ، و يقع على مساحة كبيرة تقدر بحوالي 60 دونما و هو مخدم بشكل جيد بالبنى التحتية ، و رغم تعرضه للاعتداء من قبل العصابات الإرهابية إلا أن جهود العمال و خبراتهم تمكنت من إعادته للعمل عام 2013 ليستمر في الإنتاج حتى عام 2021 حيث توقف لأسباب عديدة أهمها عدم توفر مادة الحديد عالي الإجهاد .

و بين اليوسف أن خط الإنتاج في المعمل قديم و يحتاج إلى استبدال بالكامل أو إلى إعادة عمرته و هناك دراسات عديدة لدى الحكومة لإعادة إقلاع المعمل إما باستبدال خط الإنتاج أو عن طريق التشاركية مع القطاع الخاص وفق الأنظمة و القوانين الناظمة ، مشيراً إلى وجود عرض من إحدى الشركات الخارجية لتشغيل المعمل قيد الدراسة حالياً .

و أشار اليوسف أن الحاجة الماسة للأعمدة الخرسانية و الطلب الشديد عليها نتيجة صعوبة استيراد الأعمدة الخشبية و صعوبة تصنيع الأعمدة الحديدية دفعت للعمل على تشغيل المعمل من خلال إجراء الصيانات اللازمة للآلات و القوالب و تكييفها لاستخدام كمية من الحديد عالي الإجهاد لكن بقطر أكبر  8  مل من الحديد المستخدم ( 7 ) مل و ذلك بهدف تأمين جزء من الحاجة المطلوبة حالياً من قبل وزارة الكهرباء و شركاتها في المحافظات ، كما تم الإعلان عن مناقصة لاستيراد الحديد و يتم حالياً التحضير لإعادة الإعلان بعد فشله في المرة الأولى نتيجة عدم تقدم أي تاجر للمناقصة لافتاً أن المعمل في حال توفر الحديد يستطيع العمل بنسبة 10 % من طاقته الإنتاجية و التي تقدر بإنتاج حوالي 50 عامودا شهرياً علماً أنه كان ينتج في أوج عمله حوالي ألف عامود في الشهر بينما انخفض إنتاجه في السنوات السابقة لتوقفه عام 2021 إلى 300 عامود مضيفاً أن الإنتاج يباع بالكامل لوزارة الكهرباء – المؤسسة العامة لنقل و توزيع الطاقة الكهربائية ليصار إلى توزيعها على شركات الكهرباء في المحافظات.

و بين اليوسف أنه بالإضافة لعدم توفر الحديد وقدم خط الإنتاج فإن المعمل يعاني نقصاً كبيراً بعدد العمال و تم رفع كتاب للمؤسسة لفرز عمال من الفائض في شركة كهرباء حمص أو من دائرة التشغيل الوسطى و مؤخراً تم تعيين 7 عمال عن طريق المسابقة المركزية اختصاص كهرباء و طبعاً هذا العدد غير كاف و هناك نقص بعدد السائقين للآليات و محاسبين و إداريين و فنيين و حراس و تم الطلب عن طريق المسابقة المركزية لرفد المعمل بالعمال و لم يلتحق العدد المطلوب و هناك وعود من قبل المؤسسة العامة لنقل و توزيع الطاقة برفد المعمل بالعمال من الفائض في الشركة أو دائرة التشغيل مشيراً أن المعمل حالياً يضم 45 عاملاً بين فنيين و إداريين .

و بالعودة إلى تأمين الحديد أشار اليوسف إلى وجود دراسة مع جامعة البعث لاستبدال الحديد المستورد بحديد إنتاج وطني و المشروع حالياً قيد الدراسة و في حال نجاحه سيكون له مردود جيد للمعمل و سيكون خطوة كبيرة في نجاح العمل إلا أنه يحتاج إلى تجارب و لفترة زمنية ليست بالقصيرة .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات