هاجس مشكلة النقل لدى المواطنين في تزايد و خاصةً  لدى شريحتي الموظفين و الطلاب ، علماً أنه تم حل أزمة المواصلات على معظم خطوط النقل داخل المدينة المخدمة بـالسرافيس بعد تفعيل نظام التتبع g p s” ” و هذا ما يجعلنا نسأل لما هذا التأخير في تركيب الأجهزة و تفعيل النظام على خطوط باصات النقل الداخلي بشقيها العام و الخاص؟ .
و من الملاحظ قلة عدد الباصات العاملة فعلياً على بعض الخطوط بدليل الازدحام الكبير داخل الباص عدا عن المشهد المتكرر يومياً للمواطنين الذين ينتظرون قدوم الباص على المواقف و بأعداد كبيرة و لمدة تتجاوز النصف ساعة على أقل تقدير .
و السؤال الأهم ما هي آلية ضبط تزويد هذه الباصات بالوقود حتى اللحظة و قبل تفعيل نظام التتبع ؟ و ما هي كمية المحروقات المهدورة دون الاستفادة منها بنقل الركاب في ظل غياب رقابة حقيقية على عمل الباصات بدليل ما ذكرناه سابقاً من ازدحام ؟
مدير مديرية النقل الداخلي في مجلس مدينة حمص المهندس وائل عبيد بين لـ “العروبة” أن مجلس المدينة تعاقد مع شركة النقل الخاصة على 60 باصاً بينما يعمل حالياً منها 45 باصا على ثلاثة خطوط و هي خط الادخار 20 باصا صباحاً و 9 باصات مساءً و خط المساكن الغربية 12 باصا صباحاً و 6 باصات مساءاً و خط وادي الذهب 11 باصا صباحاً و لا يعمل أي باص في الفترة المسائية ، مشيراً أن عدد الباصات يتناقص في أيام الأعطال الرسمية ” الجمعة و السبت” ، و عن شكاوى المواطنين حول قلة عدد الباصات و الانتظار الطويل على المواقف و الازدحام داخل الباص لفت إلى وجود لجنة تراقب عمل الباصات و ترفع تقاريرها بشكل يومي دون أن تلحظ ما هو مذكور من شكاوى ، و فيما يتعلق بتفعيل نظام التتبع بين أنه تم رفع البيانات لتركيب الأجهزة و تفعيلها في وقت لاحق .
عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية المهندس عمار داغستاني أشار أن الشركة الخاصة قامت بتسديد ثمن أجهزة التتبع بنسبة 70 % بعد استكمال جميع المعلومات عن المركبات العاملة على الخطوط ليتم رسم المسار و المعايرة و من المتوقع أن يبدأ التركيب خلال الأسبوع القادم ، موضحاً أن لدى شركة النقل الخاصة 51 باصا لديها بطاقات الكترونية و تحصل على مخصصاتها من المازوت بواقع 70 لترا يومياً للبطاقة الواحدة.
و بالنسبة لشركة النقل العامة فيوجد بحسب داغستاني بين 25 حتى 30 باصا يعمل على الخطوط منها 20 باصا على الخط الرئيسي و باص واحد على خط الوعر و آخر على خط دير بعلبة لافتاً أن الباصات تزود بالمحروقات من محطة الشركة و هي تعاني من نقص السائقين .
و هنا لا بد من الملاحظة – والكلام للمحرر- بوجود عدد لا بأس به يتراوح بين 6 حتى 8 باصات و ربما أكثر تحصل على مخصصات من المازوت دون أن تعمل بشكل فعلي على الخط المخصص لها بالنسبة لشركة النقل الخاصة ، و عدد غير معلوم من باصات الشركة العامة نتيجة اختلاف العدد الفعلي للباصات العاملة فعلياً على الخطوط بين جهة و جهة أخرى .
و بالعودة إلى شركة النقل الداخلي أشار مديرها المهندس عبد المالك والي أن إجمالي عدد الباصات في الشركة هو 95 باصا و لكل باص بطاقة الكترونية مشيراً لوجود 18 باصا مخصصة للمجهود الحربي و هي لا تزود بالمحروقات من محطة الشركة مضيفاً أن هناك 10 باصات مخصصة لنقل عمال بالتعاقد مع شركات و مؤسسات القطاع العام ، إضافة لوجود 12 باصا بحالة جاهزية لتشغيلها في حال تعطل أي باص أو في حالات الضرورة و عند الطلب .
و لفت والي أن كل باص و بحسب الخط الذي يعمل عليه يزود بحوالي من ألف حتى 1200 ليتر مازوت شهرياً و ذلك من محطة الشركة موضحاً أن هناك مراقبة لعمل الباصات و حساب المسافة المقطوعة من خلال العداد الكيلومتري لها و تتم محاسبة السائقين في حالات الاستهلاك الزائد .
مدير مديرية النقل في المحافظة المهندس جلال فاخوري بين أنه تم التواصل مع مجلس المدينة الجهة صاحبة العقد مع شركة النقل الخاصة و التأكيد عليه منذ أكثر من ثلاثة أشهر للتواصل مع الشركة من أجل تسديد رسوم تركيب أجهزة التتبع و في كل اجتماع كنا نشدد على هذا الأمر و بحسب المجلس فقد تم إنذار الشركة مرات عديدة .
و أكد فاخوري أنه سيتم تركيب أجهزة التتبع على كافة الباصات سواء التابعة لشركة النقل الخاصة أو شركة النقل العام ، إلا أن شركة النقل الخاصة ستقوم بالتسديد من إيراداتها ، بينما ترتبط شركة النقل العام بوزارة الإدارة المحلية و يبدو أنها ليس لديها إمكانيات في الوقت الحالي علماً أن وزارة الإدارة المحلية راسلت وزارة المالية التي اعتذرت عن تسديد الرسوم .
و تم التواصل مع مدير الشركة و تم الاتفاق على تجزئة تسديد الرسوم و ذلك من خلال تسديد رسوم الباصات العاملة على خط واحد و من ثم يتم تسديد باقي الرسوم من وفر المحروقات بعد تفعيل نظام التتبع على الخط الأول .
و بالنسبة لشركة النقل الخاصة أشار فاخوري أن الشركة لديها 60 باصا بحسب المعلومات الواردة من مجلس المدينة ( الجهة صاحبة العقد ) و التي قامت بتوجيه ثلاث إنذارات للشركة و قام المستثمر بتسديد إيصالات الأجهزة لـ 42 باصا و تم تركيب الجهاز حتى الأمس لـ 29 باصا و سيتم تركيب الأجهزة لـ 12 باصا خلال ساعات ، و فيما تبقى تم توجيه مدير النقل في مجلس المدينة بالتواصل مع الشركة للإسراع بتسديد الرسوم لبقية الباصات تحت طائلة المساءلة .
مشيراً إلى وجود تجاوب مؤخراً من مستثمر الشركة الخاصة بدليل تسديد الرسوم لعدد من الباصات و تم الطلب منه تسديد رسوم باصات كل خط على حدة و حالياً هناك إمكانية لتفعيل نظام التتبع على خطي بابا عمرو و خط الادخار و سيتم خلال الأسبوع القادم تركيب الأجهزة و رسم المسار و المعايرة للتفعيل بعد التواصل مع المركز بدمشق .
و لفت فاخوري أنه من المتوقع الانتهاء من تركيب الأجهزة لجميع المركبات و على كافة الخطوط مع بداية الشهر السابع بينما قد يحتاج التفعيل لمدة شهر بعد عمليات المعايرة و رسم الخطوط ، و كحد أقصى سيكون نظام التتبع مفعل بشكل كامل في المحافظة مع بداية الشهر الثامن .