إذا كنت قادراً على الحصول على الفطر فأنت في نعمة كبيرة.. كما لو أنك تأكل  سمكاً أو دجاجاً أو لحماً، بهذه الكلمات بدأت أم عمر حديثها لـ”تشرين”.
فهي أم خمسة أطفال قامت باستبدال اللحم بالفطر تقول: إذا كنا غير قادرين على إحضار تلك اللحوم، بإمكاننا الحصول على الفطر فهو أرخص ويعطي القيمة الغذائية نفسها للأطفال.
تشرح مع ابتسامة جميلة: “تعلمنا طريقة طبخه من الإنترنت فيمكن أن يكون طبقاً رئيسياً على المائدة ويطبخ بعدة طرق وجميعها سهلة وغير مكلفة.
بات اللحم ترفاً لا تقوى عائلات كثيرة على تحمل تكلفته خصوصاً بعدما تجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد 80 ألف ليرة ما أدى إلى الاستغناء عنه أو استبداله ببديل اللحم” الصويا” أو بالفطر الذي ينتج محلياً وبكميات كبيرة.
30 كيلو بالمتر المربع..
يبين الخبير الزراعي المهندس حسين أورفلي في تصريح لـ “تشرين” أن الفطر يعد لحم الفقراء بحكم أنه بديل للحم الغنم بعدما تجاوز سعر الكيلو لـ 85 ألف ليرة، لافتاً: في الماضي كانت سورية تستورد الفطر من هولندا وفرنسا وبتكاليف عالية جداً، اليوم أصبح الإنتاج محلياً حيث يتم إنتاج ما بين 20-30 كيلو من الفطر بالمتر الواحد المربع في كل دورة، ودورته تمتد من شهرين ونصف الشهر إلى 3 أشهر، ويتم في الأماكن غير المستثمرة، ويحقق الربح الوفير لكونه يتم الاستفادة من المواد الزراعية التالفة.
وأشار الأورفلي إلى أن مشاريع زراعة الفطر تنتج على مدار السنة كميات كبيرة وهي توفر فرص عمل للشباب والشابات ضمن الظروف الصعبة وله مردود اقتصادي جيد للبلد حيث يصل سعر الكيلو لسوق الهال ما بين 25 – 35 ألف ليرة ولكن الكيلو يتجزأ إلى عدة طبخات لربة المنزل لذلك أطلق عليه اسم لحم الفقراء، موضحاً أن زراعة الفطر تعد مشروعاً اقتصادياً مربحاً، حيث إنّ كل لتر بذار يكلّف 10 آلاف ليرة، وبحاجة إلى مصاريف بقيمة ألف ليرة، فيما يربح الكيلو 5 أضعاف التكلفة في ظروف العمل المثالية.
منتشر في جميع المحافظات…
وأكد أورفلي أن مشروع زراعة الفطر انتشر في جميع المحافظات السورية ضمن الأماكن المهجورة والأقبية المعتمة حيث وصل العدد الإجمالي للمستفيدين من زراعة الفطر الآن إلى حوالي 500 عائلة.
ونوّه الخبير الزراعي بأن زراعة الفطر تعدّ واعدة وذات جدوى اقتصادية جيدة للأسرة، ويمكن تطويرها والتوسع بها حيث يمكن تعبئة الفطر المحاري وبيعه وتوزيعه في الأسواق المحلية وتصديره لاحقاً، بحيث تعهّد اتحاد غرف الزراعة في سورية بتسويق الفائض من المحصول.
وكشف أنه سيتم خلال المرحلة المقبلة العمل على ما يسمى المجففات المنزلية وهي تساعد في تجفيف الفطر ليصبح صالحاً للاستخدام والتخزين في المعامل المختصة بتصنيع الأطعمة الغذائية ومنها الحساء، وبذلك يمكن تصديره إلى العديد من الدول، قائلاً: “بذلك نعمل على تحويل الأسرة السورية من أسرة مستهلكة للمعونات الغذائية إلى أسرة منتجة للسلة الغذائية، وقادرة على المنافسة عالمياً بالإنتاج الممكن الوصول إليه من الفطر، فإن تمكنّا من استهداف عدد كبير من الأسر سورية لتعمل بإنتاج الفطر سنصل إلى إنتاج 15 طناً من الفطر لكل أسرة سنوياً.
وبحسب الأورفلي فإنّ المواد المطلوبة لإنتاج الفطر بسيطة جداً، وتتركز على بذار الفطر، ومادة تحتوي على السيللوز مثل تبن القمح والشعير والحمص، ووعاء لغلي التبن، ومصدر حرارة، وأكياس نايلون.
يعدّ الفطر من الأطعمة الفاخرة ويتميز بنكهة خاصة تجعله مرغوباً فيه من معظم متذوقيه، ويستعمل بطرق عديدة جداً مثل القلي والتحمير والطبخ وتحضير أنواع من الشوربة مع الخبز وفي تحسين الطعم لبعض الأطعمة مثل البيتزا والسجق والكتشب وبعض الأجبان كما يدخل في صناعة التعليب والتجميد والتجفيف والتخليل.‏

سيريا ديلي نيوز _ شمس ملحم


التعليقات