هل تخيلت أن يأتي يوم، ويصبح إنجاب الأطفال ممكناً دون زواج أو اتصال جنسي؟ لا.. نحن هنا لا نتحدث عن الإخصاب الصناعي أو أطفال الأنابيب، بل عن تقنية التوليد الجيني قيد الدراسة، التي تتيح إنجاب الأطفال دون الحاجة لبويضات أو حيوانات منوية أصلاً.

تقوم هذه التقنية على أخذ خلايا من الجلد أو الدم، وتحويلها إلى ما يسمى بالخلايا الجذعيّة متعددة القدرات، والقادرة على التحوّل إلى أي نوع من الخلايا، ثم تحويلها إلى بيضة أو حيوان منوي ليتم تخصيبها فيما بعد.

ولا يوجد حد لعدد الخلايا متعددة القدرات التي يمكن الحصول عليها، وبالتالي يمكن الحصول على عدد كبير، من البويضات والحيوانات المنويّة المصنعة.
وتهدف هذه التقنية بالأساس بحسب العلماء، لحل مشكلة العقم عند بعض الأزواج، الراغبين في إنجاب الأطفال دون الحاجة للتبني.
نظراً إلى أن هذه التقنية تتيح الحصول على عدد كبير من الخلايا، فإن ذلك يسمح للآباء باختيار جنين من بين مئات الأجنة، الذي يرغب في استمرار عملية تخصيبه، حسب صفاته الوراثية، كما يمكن إجراء التعديل الجيني الآمن نسبياً عليه، واختيار الصفات التي يرغب بها الوالدان.

إضافةً إلى أنها تقلل من مخاطر إنجاب أطفال، يعانون من عيوب وراثية، ما قد يدفع الكثيرين لاختيارها كوسيلةٍ للإنجاب، حتى وإن لم يكن لديهم مشكلة في الخصوبة.

ما تزال هذه التقنية قيد التجربة على الفئران، كونها تمتلك خلاياها الذكرية على أزواج XY، والأنثوية على أزواج XX تماماً كالإنسان، إذ تم أخذ خلايا من فئران، وتحويلها لبويضات أو حيوانات منوية جرى تخصيبها لتحقق نجاحاً بالفعل.

ولكن ما زالت مسألة نجاحها على البشر محل تساؤل، إضافةً لجدل أخلاقي كبير يدور حولها، نظراً لعدد الأجنة المحتمل أن يُضحى بها في هذه العملية، وسط مخاوف البعض من تحولها لمشروع تجاري لتحقيق الأرباح، إضافةً للقوانين التي تقف عائقاً أمامها في بعض البلدان، كاليابان التي تمنع الوصول للأنسجة البشرية، واستخدامها في المختبر لإنتاج الأجنة، فيما يرى البعض أنها تقلل من قدسية الإنجاب في الطبيعة البشرية.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات