دفعت الأوضاع الاقتصادية الحالية العديد من الشباب للبحث عن فرص عمل متنوعة. دون النظر للخبرات التي قد يكتسبونها من هذا العمل، لم يكن أولها التسويق عبر الانترنت. ولن يكون آخرها عمال توصيل الطلبات للمنازل أو المحال. فهي أسهل المهن لتقاضي مرتب يساند باستكمال مسيرتهم الدراسية.
رامز أحمد «سنة ثالثة أدب عربي» «تحدث عن سبب اختياره مهنة توصيل الطلبات. معتبراً أنها تناسب طبيعة دوامه الجامعي، إضافة لسد معظم احتياجاته الدراسية وفق الأجر المتفق عليه مع صاحب المطعم والذي يصل أحياناً حسب نسب المبيع لأكثر من 100 ألف ليرة أسبوعياً. كما أنها أيسر من مهنة إعطاء الدروس المنزلية كونها تقتصر فقط على الفصل الدراسي.
أما كريم حسن «طالب معلوماتية سنة ثانية» فأوضح أن سبب اختياره لهذه المهنة سهولة إيجاد فرصة عمل ضمن مجال التوصيل. إذ إن التقدم لها لا يتطلب خبرات مهنية ولا «سيفيات» تعجيزية. مضيفاً: إن عمال التوصيل يحصلون في بعض الأحيان على مكافأة نظير الالتزام بالمواعيد.
ضربا من الخيال
نغم رافد «طالبة إعلام سنة رابعة» أوضحت أن البحث عن فرصة عمل مناسبة باتت ضرباً من الخيال ما دفعها للعمل بمجال توصيل البضائع والسلع، مشيرة إلى أن الإعلانات لعبت دوراً كبيراً في استقطاب الزبائن لمختلف المنتجات كما أنها قد تحصل على مبلغ إضافي كأجرة توصيل عن كل سلعة توصلها لموقع أو مكان معين وذلك بالاتفاق مع أصحاب المحال التجارية المختلفة، ولا يقتصر الأمر على الملابس والمستلزمات الأخرى، بل حتى الأدوية ومستحضرات التجميل دخلت ضمن قائمة المواد القابلة للتوصيل.
فيما اختارت بتول مصطفى «طالبة صيدلة سنة ثالثة» الاستفادة من فرعها بتركيب مستحضرات تجميل بسيطة وتسويقها عبر الانترنت مع خدمة التوصيل، إضافة لعملها في مجال تجميل الأظافر، مبينة أن أجرة جلسة تجميل أظافر واحدة تساوي راتب موظف لشهر كامل.
ثقافة العمل
الأستاذ المحاضر في كلية الإعلام والمستشار في تطوير الأعمال الدكتور محمد راتب الشعار بين أن ضيق الوضع الاقتصادي ليس فقط على الطالب الجامعي. ونحن اليوم بسوق المال وليس سوق العمل، مشدداً على ضرورة عدم تحميل الطالب مصروفه لأهله أو الدولة. ويجب تعزيز ثقافة العمل والاعتماد على الذات.
وأكد الشعار أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب الجامعيين وبسنواتهم الأولى هم بسوق العمل أساساً وبخبرات مخيفة، وهو مفتوح لكل طالبي العمل، أما من يفتقر للخبرة والمهارة فلن يجد مكاناً له اليوم.
وبين الشعار أن الخبرة والمهارة مجهود شخصي يجب على الشباب اليوم اكتسابها والخوض في مضمارها وإثبات أنفسهم بما يقدمونه من خبرات ومهارات دون انتظار من يقدمه لهم.
وعن سبل تقديم تسهيلات للشباب في سوق العمل، أشار الشعار إلى ضرورة أن تكون المسؤوليات جماعية من أرباب العمل وتقديم فرص تكون بمنزلة تدريب وعمل بنفس الوقت لهؤلاء الشباب، إضافة لضرورة إدارج ثقاقة الفكر المهني المتجسد بسوق المال مع مواد التعليم الأخرى في عقول الشباب اليوم، وهي مسؤولية الشباب أنفسهم.
سيريا ديلي نيوز
2023-04-06 12:30:15