لحظات معدودة لم تتجاوز العشر ثواني جعلت معظمنا أمام موقف لا نحسد عليه، تلك الثواني دفعت بعشرات الآلاف من السوريين إلى الشارع، وللأسف تلك المشاهد لم تكن لمسيرة تضامنية أو مسيرات فرح، بل كانت هرباً من خوف لقدر رأوا فيه أنه محتوماً.
وفي الوقت التي تواصل فيه الهزات الارتدادية لزلزال 6 شباط المدمر ترنحها السريع، إلا أنها استطاعت الهزة الأرضية الاثنين في لواء اسكندرون ووصلت إلى سورية، أن تدفع السوريين إلى الشوارع خوفاً من أن تكون منازلهم وجدران بيوتهم التي لطالما كانت أمانهم الوحيد، هي سبب موتهم.
الهزة والتي كانت تعتبر قوية، شعر بها المواطنون في دمشق وحمص وحماة ومدن الساحل السوري وحلب وإدلب ودير الزور، تسببت بهالة من الهلع وسط الشارع السوري، الذي راح يتدافع للخروج من منزله، مخلّفاً وراءه إصابات ووفيات نتيجة الضغط النفسي.
ففي حماة، تسببت الهزة بوقوع حادث سير أسفر عن إصابة امرأة، وفي طرطوس، قاربت عدد الحالات التي دخلت مشافي المحافظة 90 حالة نتيجة الانهيار العصبي إثر الزلزال.
كما توفيت الطفلة “نور داود” في منطقة صافيتا بسبب إصابتها بصدمة عصبية أدت لتوقف قلبها نتيجة الخوف من الهزة الأرضية.
وسجل أيضا وفاة امرأة مسنة بتوقف قلب مفاجئ ناجم أيضاً عن حالة من الخوف والهلع جراء الهزة، كما أصيب العديد من المواطنين برضوض وكسور نتيجة سقوطهم أثناء الخروج من منازلهم وسط الخوف والهلع وإسعافهم للمشافي للعلاج.
أما في حلب، تم تسجيل انهيار مبنيين أحدهما في حي بستان الباشا والآخر في حي الصاخور وهما خاليان من السكان، كما وصلت مشافي المحافظة أكثر من 100 حالة نتيجة الهلع والخوف إضافة لرضوض وكسور، وذكرت مديرية تربية حلب أنه توفي “أنس عيد” رئيس شعبة النفقات بمديرية تربية حلب، إثر نوبة قلبية حادة.
أما في مناطق الشمال السوري، حيث تسيطر “المعارضة السورية”، انهارت عدد من المباني في “جنديرس” وبعض القرى الأخرى بريفي “حلب وإدلب”، كما خرج الآلاف في إدلب إلى الشوارع خوفاً من الهزة.
وكانت هزة أرضية بقوة أكثر 6 درجات على مقياس ريختر، ضربت منطقة لواء إسكندرون على بعد 52 كم غرب إدلب وعمق 21.2 كم مساء الاثنين تركت أثرها في أغلب المحافظات السورية.

وأكد الدكتور “رائد أحمد مدير” عام المركز الوطني للزلازل، أن الهزة هي من الهزات الارتدادية للزلزال الذي حدث في السادس من الشهر الجاري والتي لم تتوقف منذ حدوثه وحتى الآن.
ورجح مدير عام المركز الوطني للزلازل أن تستمر تلك الهزات الارتدادية فترة طويلة نتيجة الطاقة الكبيرة للزلزال الرئيسي والتي أدت إلى تحريض كل الفوالق.
من جهته، أوضح رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور “محمد العصيري”، أن اللون الأزرق أو الضوء الأزرق، الذي ظهر في السماء قبل حدوث الهزة الأرضية هو عبارة عن ظاهرة “البرق الزلزالي” وتحدث عادةً مع بعض الزلازل وبشكل طبيعي.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات