كثرت خلال لـ 72الساعة الماضية أخبار ومنشورات تحوي أرقام حسابات للتبرع النقدي، كما كثرت بذات المعنى مراكز جمع التبرعات العينية...
وعلى النقيض الآخر ( ولا يستبعد الاشتباه بفبركة خارجية مقصودة) انتشرت منشورات كثيرة تناشد ايصال المساعدات أو أن  المساعدات لا تصل ...
في علم إدارة الكوارث (وهو علم يختلف عن إدارة الأزمات ) ، يُصفر عداد التوقيت حين وقوع الكارثة
وتقسم مراحل التدخل الى أربع مراحل:
١- المرحلة الأولى من الساعة 00:00 حتى الساعة 72:00، هي مرحلة انتشال العالقين والبحث عن الناجين، وهي تتطلب كوادر مؤهلة وإمكانيات كبيرة، هدفها إنقاذ الأرواح للمصابين والعالقين.
وعلى التوازي تُنظم مراكز تجميع من تضررت منازلهم وأصبحوا بلا مأوى ضمن دور إستضافة ، أو مراكز ايواء، أو مبادرات المجتمع الاهلي، كما أنه بالمبادرات الفردية يمكن وضع خرائط الانهيارات بشكل سريع إما عن طريق المشاهدة الحسية أوالمسح الجوي أو  الابلاغ على أرقام واضحة أو عن طريق تطبيق سريع يخصص لهذا الغرض....
والمعالجات السريعة والإدارة الجيدة تقوم بالإشراف على حسن  التشابك بين مختلف الاطراف( حكومة، منظمات وجمعيات، فرق طوارئ، مبادرات فردية ..)  يزيد بنسبة كبيرة نجاح المرحلة الأولى.
٢- المرحلة الثانية وتبدأ من الساعة 72:00 حتى الساعة 216:00، تنظيم مراكز تجمع الذين تضررت منازلهم ، وتحديد الاحتياجات ما أمكن ويمكن تحقيق ذلك بتخصيص باستخدام كافة وسائل التواصل لشرح أماكن هذه المراكز وعنواينها، ويفضل وضع خرائط لتلك الاماكن.
وعلى التوازي تثبيت نقاط تجميع المعونات والمساعدات وتنظيم التوزيع ضمن المراكز ( طبعا عمليات البحث عن الناجين تبقى مستمرة، ولكن للأسف تقل فرص العالقين تحت الأنقاض لكن لا تنعدم)
وضمن هذه المرحلة أيضاً تبدأ فترة مسح الأضرار ووضع قاعدة بيانات تعرض بكافة وسائل التواصل وتبلغ عند كل تحديث ويفضل أن يكون هناك تحديث كل ٦ ساعات .
المرحلة الثالثة: تبدأ من الساعة  216:00 حتى الساعة 432:00، تبدأ مرحلة التخطيط وتجهيز الإمكانيات لتصحيح آثار الكارثة، وهي مرحلة تتطلب الاختصاصيين والفنيين، وعلى التوازي يبقى تنظيم تقديم المعونات والمساعدات
المرحلة الرابعة: تكون تنفيذ المخططات وتستمر طوال الفترة اللازمة لذلك وبحسب الإمكانيات المتاحة وهي اطول الفترات، وهنا تكون نقطة التحول من إدارة الكارثة إلى إدارة الأزمة ...
مع مرور الوقت قد أصبحنا  ضمن المرحلة الثانية، وبهدف ألا نقع بالهدر( وليس الاختلاس) من الأفضل الشفافية بالتعامل مع هذه المرحلة ووضع الرأي العام بصورة الأرقام التي تم جمعها وليس الخطابات ولا العموميات
في هذه المرحلة تنتقل زمام المبادرة من كافة فرق الأرض إلى  لجنة عليا تدير المرحلة من خلال تحويل العمل التطوعي إلى مؤسساتي .
حتى لا نكون فريسة سهلة للأعداء من الخارج  أيها السادة يجب علينا التحرك سريعا ...

بعيدا عن الاعتباطيا اواي تنظير لكن أمتلكت خبرة في الادارة مايزيد 12 عام أثق أن لديكم  خطط و حلول رائعة لكن في الكوارث قد تحتاج لفريق يعمل يخطط ويفكر خارج الصندوق لنصنع المعجزات ونعيدالحياة مرة ثانية بفترة زمنية قياسية .

شمس ملحم

سيريا ديلي نيوز


التعليقات