“الحاجة أُم الاختراع، والوضع يتطلب مهناً جديدة وفرص عمل تعود بمردود مادي إضافي” بهذه العبارة يشرح “أحمد” وهو شاب يدرس في إحدى الجامعات خارج سوريا، ويتعامل مع أحد الأشخاص المسافرين “على الخط” لإرسال واستلام أغراض من عائلته المقيمة في دمشق، بدلاً من اللجوء لشركات الشحن، واصفاً من يعمل بهذه الطريقة “شاطر” لأنها مربحة.
يقول “أحمد: “بحكم وجودي في إيران، وسكني لوحدي، ترسل لي عائلتي بشكل مستمر أطعمة وبعض الأغراض من سوريا، وأنا بدوري أرسل لهم بعض الأغراض كالأدوية وأنواع من المستحضرات التجميلية والمكسرات، من خلال التعامل مع أحد الأشخاص الذين يسافرون كثيراً بين البلدين، مقابل 5 دولار عن كل كيلو أرسله معه، و3 دولار عن كل عبوة دواء، وهو مبلغ ليس بقليل لكن أنا أستفيد وهو يستفيد، لكون الأغراض تصل أسرع من شركات الشحن”.
وبالفعل، رصد “مجموعات على الفيسبوك مختصة بهذا العمل، وأن هناك أشخاص يعلنون موعد رحلهم ذهاباً وإياباً ويبدون استعدادهم لنقل الأشياء مقابل مبالغ مالية “رخيصة” بحسب ما يصفونها”.
وتواصل “أثر” مع إحدى السيدات التي ذكرت في مجموعة على الفيسبوك، أنها ستأتي إلى سوريا قادمة من ألمانيا، ولديها استعداد لنقل أغراض مقابل مبلغ مالي، فكانت تكلفة نقل جهاز موبايل سامسونغ 50 يورو (أي حوالي 338 ألف ليرة سورية) وتكلفة نقل ملابس بكمية 5 كغ هي 100 يورو (أي 676 ألف ليرة سورية) أي 20 يورو لكل كيلو (135 ألف ليرة سورية).
في حين طلب مسافر آخر من سوريا إلى السويد، مبلغ 110 كرون سويدي مقابل كل كغ واحد من الملابس أي 66 ألف ليرة سورية، وطلب مسافر آخر بالعكس (قادم من السويد إلى سوريا) مبلغ 130 كرون مقابل كل كيلو ملابس أي حوالي 78 ألف ليرة سورية، و300 كرون مقابل إيصال جهاز موبايل أي 180 ألف ليرة سورية.
وبحسبة بسيطة، وفي حال نقل المسافر القادم إلى سوريا أغراض لعدد قليل من الأشخاص، مقابل مبالغ لا تعد رخيصة، فسيجني ربحاً بمئات الألوف من سفرة واحدة.
أجور الشركات:
والنسبة لشركات الشحن، وبعد التواصل مع إحداها، فطلبت مقابل شحن كيلو ملابس من سوريا إلى ألمانيا 40 ألف ليرة سورية.
وطلبت شركة ثانية لشحن أغراض من تركيا إلى سوريا، 10$ على الكيلو في حال كان مجموع الكمية المراد شحنها أقل من 10 كيلو.
بينما بينت شركة شحن أخرى أن تكلفة نقل 10 كغ (ملابس) من سوريا إلى هولندا تبلغ 80 يورو، أي حوالي 538 ألف ليرة سورية.
في حين بلغت تكلفة شحن كيلو واحد من أدوات التجميل من سوريا إلى الكويت شاملة التخليص، وتعهد التصدير وغيرها من تغليف ما إلى هنالك نحو 24 ألف ليرة سورية.
رأي اتحاد شركات الشحن:
بدوره، أشار رئيس اتحاد شركات الشحن الدولي في سوريا صالح كيشور ” إلى أن أسعار شحن البضائع من وإلى البلاد حالياً تحدد وفق مبدأ العرض والطلب، دون وجود قائمة تحددها سيما في ظل وضع الوقود الحالي وتغير أسعاره المستمر.
ولفت كيشور إلى أن الاتحاد يتابع وضع الشركات المسجلة لديه ولدى الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني بشكل مستمر، وفي حال وجود شكاوى يتم استدعاء الشركة المخالفة ومساءلتها والتحقيق معها وفي حال ثبتت المخالفة يتعرض المخالف لمسائلة قانونية وعقوبات تصل إلى فصل الشركة من الجهة المسجلة فيها سواء كانت الاتحاد أم الجمعية، علماً أن المساءلة القانونية لا تتم عبر الاتحاد بل عبر الأقنية الرسمية وقد تصل العقوبات للغرامات لكنها لا تشمل السجن، وقد تختلف المخالفات بين منح إيصالات رسمية وعدم وصول البضاعة أو وصولها ناقصة أو تالفة، مؤكداً على ضرورة استلام وصول من شركات الشحن بصحة الاستلام والتسليم.
وحول لجوء بعض الأشخاص إلى شحن البضائع بشكل شخصي للالتفاف على تفاوت أسعار الشحن، فلم يعتبرها كيشور مخالفة للقانون بل على العكس هي حق مضمون لكل مسافر حمولة معينة، لكنه في ذات الوقت أشار إلى وجود حد معين لوزن البضائع لا يمكن تجاوزه، وبالتالي فإن ذلك لن يؤثر على عمل شركات الشحن.
وبالنسبة لوجود نوعية معينة من البضائع المسموح أو المحظور شحنها، أوضح كيشور أن الأمر بيد وزارة الاقتصاد وكل ما هو مسموح استيراده وتصديره من وإلى البلاد وفق الوزارة يمكن شحنه.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات