تغص أسواق الهال والخضار هذه الفترة بكميات وافرة من البطاطا الخريفية، ويلاحظ وجود إقبال كبير من المستهلكين على شرائها وبكميات جيدة لإعداد وجبات تتكرر بشكل متقارب على موائد الأسر الفقيرة لكونها بأسعار محمولة قياساً بفترات سابقة كانت مرتفعة تصل إلى حوالي ثلاثة أضعاف الأسعار الحالية، حتى إن بعض الأسر اشترت بالجملة كميات من ٢٥ إلى ٥٠ كغ للمؤونة المؤقتة التي قد تمتد لشهر أو أكثر من باب استباق تراجع طرح المادة في الأسواق بعد انتهاء موسمها وبدء عودة ارتفاع أسعارها.
لكن استحسان الأسعار من المستهلك قابله حنق شديد من المزارعين، فهذه الأسعار تكاد لا تغطي التكاليف، حيث وصل سعر تسويق البطاطا بالجملة في أسواق الهال إلى مابين ٥٠٠ و٧٠٠ ليرة للكيلو الواحد، فيما يباع بالمفرق في أسواق الخضار ما بين ١٠٠٠ و١٢٠٠ ليرة وفي أحسن الأحوال ١٥٠٠ ليرة حسب الصنف والجودة، وأشار عدد من الفلاحين أن الأسعار لم تحقق لهم أي ريعية، حيث تكلفوا رأس مال كبيراً وبذلوا جهوداً كبيرة لكن الإنتاج لم يجد المنافذ التسويقية التي تستوعبه، وخاصة أن وحدات الخزن والتبريد على كثرتها لم تتسوق كميات كبيرة من المحصول نتيجة ارتفاع تكاليف عملها في ظل غياب الكهرباء شبه الكامل وارتفاع تكاليف تشغيل التبريد بالمحروقات التي تراجع توزيعها بشكل كبير مؤخراً، كما أن دور المؤسسة السورية للتجارة باستجرار كميات من المحصول بأسعار داعمة يكاد لا يذكر

سيريا ديلي نيوز


التعليقات