تم العلم عن نقل طفل إلى مشفى المجتهد بدمشق على خلفية تعرضه للسقوط من أحد الأبنية في منطقة مخيم اليرموك جنوب دمشق أثناء عمله في جمع الخرداوات. في حادثة ليست الأولى فقد تم منذ فترة تناقل أخبار عن حادثة جرت مطلع شهر تموز من العام الفائت. أدت لوفاة 6 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال حين انهارت النفايات من تحتهم ما أدى لوقوعهم في حفرة كبيرة داخل المكب وطمرهم.
رئيسة مكتب مكافحة التسول والتشرد بدمشق وريفها في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق خزامى النجاد أكدت الحادثة. وبينت أن الطفل متشرد عمره 11 سنة، لم تنجح محاولات المكتب بالوصول إلى ذويه. موضحة أن وضعه الصحي مستقر حالياً بعد إجراء عمل جراحي تم خلاله تركيب أسياخ بقدمه. متوقعة أن يتم تخريجه خلال أيام، وأنه تم التشبيك مع عدة جهات لتقديم الدعم اللازم له بعد إيداعه في جمعية حقوق الطفل. بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة من قبل المحامي العام.
تفاقم الظاهرة
رئيسة المكتب أشارت إلى أنه وبسبب الظروف الحالية والحرب الكونية وتهجير الكثير من العائلات والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد تفاقمت ظاهرة التسول بشكل ملحوظ.وأوضحت وجود تنوع للمتسولين ما بين متسول بسبب الفقر والحاجة ومنهم من اعتبرها مهنة سهلة وسريعة لجني المال من دون تقديم أي جهد يذكر. كما ساهم تفكك بعض الأسر بسبب ارتفاع نسبة الطلاق إضافة للتسرب المدرسي على استغلال الأطفال من ضعاف النفوس والقيام بتشغيلهم بالتسول أو بأعمال أخرى. شبيهة ( كبيع المحارم.. الورد.. العلكة على إشارات المرور).
وأوضحت أن ملف التسول يعتبر ملفاً وزارياً يحتاج إلى تكاتف جميع الجهود من وزارات عدة ومن المجتمع الأهلي للتخفيف من هذه الظاهرة والوصول إلى الحد منها. مؤكدة عمل وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الداخلية والعدل للحد من هذه الظاهرة. حيث تسير قيادات الشرطة دوريات يومية لرصد وضبط حالات التسول الموجودة في الطرقات والحدائق العامة وإعلام مكتب مكافحة التسول والتشرد عن هذه الحالات التي تم رصدها.
ليتوجه بدوره المكتب على الفور إلى قسم الشرطة لإعداد الضبوط اللازمة وعرض الحالات على المحامي العام ثم إيداعها لدى مراكز الرعاية التابعة للوزارة أو إحدى جمعيات فاقدي الرعاية ليتم تقديم كل الخدمات اللازمة لهم بغية تأهيلهم (إقامة، خدمات نفسية، صحية، اجتماعية). وإعادة تسجيل الأطفال في المدارس ومتابعتهم دراسيا، بالإضافة إلى أن المكتب يقوم بمتابعة الحالات الموجودة في المراكز بشكل دوري عن طريق الجولات الميدانية للاطلاع على الخدمات المقدمة لهم وجودتها. كما قامت وزارة الشؤون بالتنسيق مع وزارة الداخلية بتعميم أرقام ساخنة للإبلاغ عن أي حالة تسول أو تشرد موجودة في أي مكان. ليتم رصدها ومتابعتها فورا.
عدد متغير
رئيسة المكتب كشفت عن ضبط 578 حالة تسول خلال العام الفائت، يوجد ما يقارب 300 حالة موزعة على المراكز والجمعيات. وهو عدد متغير فمنهم من يتم لم شملهم مع ذويهم وتسليمهم لهم أصولاً.
ولفتت إلى أنه في البداية قد يجد النزلاء صعوبة في التأقلم على الإقامة في مراكز الإيواء بسبب اعتيادهم على حياة غير منظمة وعادات اكتسبوها بفترة إقامتهم في الشوارع أو الحدائق. بالإضافة إلى المكسب المادي الذي يجنونه من التسول، ولكن مع وجود الكادر المختص في المراكز والمدرب. ليساعدهم على تغيير حالهم نحو الأفضل سيستطيعون تجاوز هذا الأمر.
وبينت النجاد أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تسعى عبر أذرعها التنفيذية التابعة لها كجمعية «دفى» التي تعنى بالأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية بالعمل على تحسين وضع الأهالي وإعادة تأهيلهم من خلال دمجهم بمشاريع متناهية الصغر وتمكينهم اقتصادياً.من خلال البرامج التمكينية التي تعمل عليها الجمعية كتعليمهم مهن بسيطة كالحلاقة والخياطة وبعض الأعمال اليدوية التي من الممكن أن تشكل لهم مصدر دخل يغنيهم عن التسول، وذلك عبر التشبيك مع الجمعيات الشريكة ومعالجة الوضع الاقتصادي للأسرة. من خلال ربطها بفرص عمل ضمن القطاع الخاص لتصبح قادرة على تأمين متطلباتها اليومية. كما أن الجمعية تعمل على معالجة ومتابعة الأسر في بيوتها من خلال زيارات دورية ومستمرة للأهالي وأسر الأطفال.
مشروع الرعاية
ولفتت إلى أن الوزارة قامت بالتعاون والتنسيق مع جمعية حقوق الطفل من خلال مشروع الرعاية المؤقتة التي بدأت الجمعية بالعمل عليه من خلال مراكزها منذ العام 2016. لأخذ أطفال الشوارع المتسولين والمشردين التي كانت تحولهم لها الوزارة. حيث يتم استقبال الطفل بالمركز من مدير الحالة وأخذ كافة المعلومات عنه، ويتم تعبئة استمارة خاصة به وماهية احتياجه. والعمل على تأمين هذه الاحتياجات من مختلف النواحي، لاحقاً يقوم فريق المركز من خلال المعلومات المتوافرة لديه بالعمل على الوصول لأهل الطفل. حيث تمت إعادة أعداد كبيرة من هؤلاء الأطفال إلى أهاليهم بمختلف المحافظات خلال السنوات السابقة بالتعاون بين الوزارة والجمعية.
وهناك نوع من الأطفال يدخلون المركز ممن لا يتم الاعتناء والاهتمام بهم من الأهل وتركهم للشارع، حيث كانت الجمعية تقوم بتكفل الأهل كأسر متعففة تقدم لهم الرعاية الكاملة ورواتب شهرية وكساء وملابس خلال فصول الصيف والشتاء والأعياد ومواد قرطاسية وإعانات طبية وسلل غذائية بشرط ألا يعود أطفالهم إلى الشارع ومتابعة تعليمهم.
وهناك نوع من الأطفال يتم تشغيلهم من الأهل بهذه الحالة تقوم الجمعية حين استلامه بترك الطفل لديها ولفترات طويلة لحين تغيير من ذهنية الأهل.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات