“كسوة البيت بتكلف أكتر من حق الشقة”، بهذه الجملة يجمع كل من اشترى منزلاً خلال الأشهر القليلة الماضية في حمص، وبالطبع كما في كل المحافظات السورية.
حيث ارتفعت أسعار مواد البناء ومستلزماتها بشكل مضاعف عدة مرات خلال فترة زمنية قصيرة، بدءاً من الإسمنت إلى الحديد والخشب والبلاط.
هذا الارتفاع يتزامن مع ركود وجمود غير مسبوق في حركة البيع والشراء، رغم تضاعف أسعار الشقق نحو مرتين خلال العام الحالي، وبكل أصنافها سواء كانت على الهيكل أو مكسيّة.
يقول “أبو إبراهيم”، وهو تاجر عقارات في مدينة حمص ”، “كانت حركة البيع والشراء جيدة نسبياً مطلع العام لأن أسعار مواد البناء كانت شبه مستقرة، إلا أن الوضع بدأ يسوء تدريجياً مع كل شهر يمضي”.
الإكساء بالتقسيط
وعن الأسباب المتعلقة بذلك، أشار إلى أن “الحديد والاسمنت هما أساس كل الأسعار، مع ارتفاع سعر الكيس الواحد إلى ما يقارب 40 ألف ليرة”.
وبتفصيل أكبر تحدث عن الأسعار، وقال “وصل سعر طن الإسمنت البورتلاندي عيار 32.5 المعبأ للمستهلك بـ 425 ألف ليرة سورية، والفرط بـ 375 ألف ليرة، أما سعر الطن الواحد من الإسمنت البورتلاندي عيار 42.5 المعبأ للمستهلك فقد أصبح بـ 600 ألف ليرة سورية، والفرط بـ 375 ألفاً.
وعن الحديد، أشار إلى أن سعر طن الحديد ارتفع ليصل إلى أكثر من 4 ملايين ليرة سورية وما يزال يرتفع، وهذان هما العاملان الأساسيان بتسعير الشقق على الهيكل، حيث أن تكلفة صب شقة واحدة بات يكلف المتر الواحد نحو 200 ألف ليرة بين مواد وأجور عمال وذلك مرتبط بحسب المساحة.
من جهة أخرى، وخلال جولة على بعض محال الألمنيوم في مدينة حمص، قال أحد أصحاب المحال أن “الإقبال على تركيب أبواب وشبابيك جديدة بات شبه معدوم، إلا فيما ندر، وتوجهت الغالبية العظمى من السكان لشراء المستعمل”.
الإكساء بالتقسيط
وأضاف “أعذر كل من يعمل على إكساء منزله بتوجهه للمستعمل لأن الأسعار تكوي جيوبهم، في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وبالطبع لو كنت مكانه سأتجه لشراء المستعمل لأنه أرخص بمقدار النصف تقريباً”.
والأمر نفسه عند سؤال أحد النجارين في حي “الحميدية”، وقال “إن تكلفة الباب الجديد وسطيا تبلغ نحو 600 ألف ليرة حسب جودة الخشب والسماكة والنقشات وغيرها من المعايير، حيث نُسأل كثيراَ عن أبواب مستعملة اما الجديد بات شبه غائب”.
وفي جولة على أسعار الشقق بشكل عام في الأحياء الشعبية ضمن المدينة، تبين أن شقة بمساحة 75 متر على الهيكل لا تقل عن 20 مليون ليرة تزيد وتنقص حسب الحي والموقع والمميزات الإضافية.
يشار إلى أن شراء منزل وتجهيزه في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة بالتزامن مع ارتفاع جنوني للأسعار، مقابل ثبات الدخل الشهري الذي لا يكاد يكفي للطعام والشراب، يؤكد صعوبة تحقيق حلم الشباب بالزواج والاستقرار وتكوين عائلة.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات